تلقت المفتشية العامة للجمارك، تقرير التحقيق مع الإطارات والأعوان الجمركيين المشتبه في مشاركتهم في تسهيل عملية تهريب كميات معتبرة من الأسلحة على مستوى الميناء التجاري بعنابة، وجرى التحقيق حسب مصادر مع مسؤولين في ميناء عنابة بطلب من المدير العام محمد عبده بودربالة. وجاء في التقرير وجود شهادات تشير إلى تقصير إطارات وعددهم خمسة، والتسيب في عدم إخضاع سيارة احد المغتربين لعملية تفتيش دقيقة، بعد قدومه من ميناء مرسيليا جنوبفرنسا، في 20 مارس الماضي، وتم العثور داخل السيارة على بنادق صيد، وتقود التحقيق عن المديرية العامة للجمارك، فرقة مختصة في محاربة تهريب الأسلحة والمتفجرات والذخيرة عبر الحدود البرية والموانئ والمطارات، تم الإشراف على تأهيلها للعمل بالتعاون مع مصالح الأمن باختلافها. ووفقا لمصادر موثوقة، فإن المديرية العامة للأمن الوطني، شرعت في تشكيل فرق متخصصة تتلقى إلى جانب تكوينها بالتعاون مع مصالح الأمن، تربصات للرسكلة في الخارج أبرمت مع الجزائر اتفاقيات في هذا المجال، متخصصة في مجال مكافحة تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة تحت إشراف مصالح الأمن وكذا بمدرسة الجمارك ''لاروشانت'' في فرنسا، بعد أن عرفت الظاهرة تناميا خطيرا في السنوات الأخيرة، حيث تفنن تجار الأسلحة في أساليب تهريب مختلف أنواع الأسلحة النارية انطلاقا من دول الجوار أو الدول المطلة على المتوسط باتجاه الجزائر. وذكرت مصادر بأن تكوين هذه الفرق المتخصصة في هذا المجال يهدف إلى مضاعفة جهود التصدي لمهربي الأسلحة من خلال تلقي أعوان الجمارك خبرة لا تقل عن تلك التي يملكها عناصر مصالح الأمن المتخصصين في مجال مكافحة التسلح غير المرخص أو نظيره الذي يخدم الجماعات الإرهابية. كما أن البرنامج الذي شرع فيه مؤخرا سيتواصل من خلال رسكلة المكونين بما يتماشى والأساليب المنتهجة من طرف بارونات الأسلحة ويدخل في إطار مخطط تحديث قطاع الجمارك الذي أقرّه المدير العام للجمارك. وإلى جانب فتح باب التخصص للجمركيين في مجال مكافحة تهريب الأسلحة، فإنه سيتم بالتوازي مع ذلك تجهيز المطارات الداخلية والدولية والموانئ والمعابر الحدودية بإمكانيات جد متطورة تسمح باكتشاف أية محاولة لإدخال الأسلحة أو مواد متفجرة. فعلى مستوى الموانئ والمطارات سيتم تعميم أجهزة الكشف عن المواد المتفجرة، الأمر الذي لم يكن من قبل على اعتبار أن أجهزة ''السكانير'' المتوفرة من قبل لا يمكنها سوى كشف الأسلحة، أي كل ما هو معدن، لكن اليوم تسمح هذه الأجهزة الخاصة على غرار الذي وضع بالمطار الداخلي هواري بومدين، وهي التجربة التي ستعمم في ظرف قياسي عملا بتعليمات المدير العام للجمارك. وبلغة الأرقام تمكّنت مصالح الجمارك خلال السنة الماضية في أكبر عمليات لها خاصة، منها مصالح الجمارك بميناء العاصمة من إحباط 003 عملية جرت فيها محاولة تهريب أسلحة ومواد متفجرة وذخيرة وبنادق صيد، حسب مفتشية ميناء المسافرين بالعاصمة، منها 51 ألف خرطوشة و801 كلغ من الكبسولات لخراطيش الصيد و61 بندقية صيد و9 مسدسات أوتوماتيكية و05 كلغ من مسحوق المتفجرات الأسود و051 رصاصة مسدس و63 جهاز اتصال لاسلكي. وبالميناء الجاف ومصالح الجزائر الخارجية تمكّن أعوان الجمارك من إفشال 03 محاولة لإدخال أسلحة نارية خلال السنتين الماضيتين من بنادق الصيد والأسلحة النارية، كما تمكّنت مصالح الجمارك في سكيكدة العام الجاري من إحباط أربع عمليات لإدخال كمية من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخيرة من الصنف الخامس، آخرها حجزت داخل سيارة مهيأة لهذا الغرض قادمة من فرنسا. ------------------------------------------------------------------------ إدارة الجمارك : إدراج رتبتين على مستوى سلك المتعاقدين أكدت مصادر مطلعة أن إدارة الجمارك ستدرج رتبتين على مستوى سلك المتعاقدين للجمارك وذلك بمقتضى مشروع قانون أساسي الذي من شانه أن يسمح بعملية تسيير امثل للمشوار المهني. ويتعلق الامر برتبتي عون المراقبة (أدنى رتبة في سلك الأعوان) والمراقب العام الأول (أعلى رتبة في سلك الضباط السامين). وسيسمح ذلك بتوسيع مجال المشوار المهني للجمارك وتحسين عملية التدرج في الرتب. وبهذا الإجراء سيصبح سلك المتعاقدين متكونا من ثلاث فئات مختلفة وهي: سلك الأعوان (أعوان المراقبة وأعوان التفتيش والعرفاء) وكذا سلك الضباط (ضباط الفرق وضباط المراقبة والمفتشون الرئيسيون) وسلك الضباط السامين (العمداء والمراقبون العامون والمراقب العام الأول). وبفضل مخطط المسار المهني المرتقب سيصبح بإمكان كل عون الحصول على ترقية بشكل تلقائي خلال مشواره المهني.