سمحت محكمة اسرائيلية بالنشر عن قضية اعتقال عربي فلسطيني من مناطق ال48 خلال عودته الى البلاد من معبر الشيخ حسين، والحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة سبع سنوات بتهمة الانضمام لحركة فتح منذ أن ترك فلسطين وهو في سن الثامنة عشرة وهرب الى لبنان. ويتضح من قرار المحكمة المركزية في الناصرة أن الحاج عبد الوهاب الفلسطيني كما يلقب، والبالغ من العمر 58 عاما، من سكان قرية اكسال، قضاء الناصرة، وصل يوم 28 نوفمبر من سنة 2008 الى المعبر الحدودي قادما من الاردن واعتقل من قبل المخابرات الاسرائيلية، ومنذ ذلك الحين منعت المحكمة النشر عن قضيته، ولكن الامر ازيل عندما حكمت عليه المحكمة، بصفته قياديا بارزا في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بالسجن الفعلي لمدة سبع سنوات وثلاث سنوات اخرى مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية بقيمة 25000 شيكل، وذلك بعد ادانته بمساعدة تنظيم معاد لدولة اسرائيل، الذي اعتبر عرسان اسعد مواطنا فيها. وكان عرسان اسعد قد غادر البلاد عام ,1971 عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما، متجها الى الاراضي اللبنانية، ومن هناك انتقل الى عدة دول، حتى وصل في نهاية المطاف الى الجزائر، حيث انضم الى حركة فتح، وترقى في العديد من المناصب، واصبح قائدا معروفا بصفوف فتح، منها على سبيل الذكر لا الحصر، مستشار الدائرة السياسية لمنظمة التحرير، ومستشار في مكتب التعبئة والتنظيم في فتح، حتى وصل الى منصب مهم جدا في المنظمة، وبحسب الاتهامات الاسرائيلية قام اسعد بلقاء مواطنين من عرب ال48 في دول اوروبية، وعمل على تجنيدهم وتدريبهم، وارسالهم للقيام بأعمال تفجيرية داخل اراضي دولة الاحتلال الاسرائيلي. ومع عودته اعتقلته السلطات الاسرائيلية على المعبر الاردني الشيخ حسين، على الحدود الاسرائيلية الاردنية وحققت معه، لتقدم ضده لائحة اتهام خطيرة. وتبيّن من ملف المحكمة انّ احد القضاة، ابراهام ابراهام، رأى انّه نظرا لكون حركة فتح لا تعتبر حركة معادية، وليست تنظيما ارهابيا في يومنا هذا، فمن الممكن تقليل الحكم الى ثلاث سنوات من دون دفع غرامة مادية، خاصة بعد اتفاقية اوسلو التي حوّلت قياديي فتح من ارهابيين الى اشخاص يبحثون عن دفع عجلة السلام الى الامام، على حد تعبيره. وزاد القاضي عينه انّه من حق المتهم التوجه الى رئيس الدولة العبرية للحصول على استرحام. ولكنّ القاضي كوهين قال في معرض قراره انّه يجب الا ننسى انّ اسعد يجب التعامل معه على انه مواطن اسرائيلي، وليس عضوا في حركة فتح، وهذا ما يغير النظر والنهج وطريقة التعامل في ملفه، فعرسان اسعد بلغ من العمر 18 عاما، وكان عاقلا عندما قرر قطع الحدود وسلك هذه الطرق الوعرة، كما انه شكل خطرا على حياة المواطنين في البلاد، وقدم مساعدات للعدو في زمن كانت اسرائيل تخوض فيه معارك على عدة جبهات. واعتبر القاضي نفسه الحكم على اسعد على انه مخفف، مؤكدا ان المخالفات التي ارتكبها قد تقاضى بالحكم المؤبد، خاصة انه لم يعترف، ولم يتحمل المسؤولية، وحتى لم يبد اي اسف على افعاله، لذلك يجب ان يكون عقابه مماثلا لمدى خطورة فعلته.وجاء في لائحة الاتهام انّه اصدر تعليمات بتثبيت اربع عبوات ناسفة داخل اسرائيل.جدير بالذكر انّ المتهم، الملقب بالحاج عبد الوهاب الفلسطيني، حاصل على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية والاعلام من جامعة الجزائر وله العديد من المؤلفات اهمها ''الجدار الفاصل والدين اليهودي بين الحقيقة والخيال'' و''العرب الفلسطينيون في فلسطين المحتلة''، وهو متزوج وأب لاربع بنات.