طالب عشرات الباحثين والأساتذة الجامعيين الأميركيين شركة فيسبوك بعدم السماح للرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام منصتها لنشر ما سموها معلومات خاطئة وتحريضية، فيما تعهد الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ بمراجعة السياسات الخاصة بالمحتوى. وقال الباحثون -الذين يعمل أكثر من ستين منهم في مؤسسات أميركية رائدة- في رسالة إلى زوكربيرغ إنه ينبغي على فيسبوك التفكير في سياسات أكثر صرامة بشأن المعلومات الخاطئة واللغة التحريضية، خاصة خلال موجة الاحتجاجات الحالية التي تخرج في المدن الأميركية للتنديد بوفاة جورج فلوريد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس. وأشارت الرسالة تحديدا إلى منشور سابق للرئيس ترامب علق فيه على الاضطرابات في مينيابوليس قال فيه "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار"، واعتبر الباحثون هذا المنشور انتهاكا لمعايير فيسبوك. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك إنه سيدرس إجراء تغييرات في السياسة التي أدت إلى ترك الشركة منشورات مثيرة للجدل للرئيس ترامب خلال الاحتجاجات التي وقعت مؤخرا على مقتل جورج فلويد. وقال زوكربيرغ في تدوينة له في صفحته على فيسبوك إنه ستتم مراجعة السياسات التي تسمح بالمناقشات والتهديدات باستخدام الدولة القوة، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي تعديلات ينبغي اتخاذها. وكان عدد من الموظفين في فيسبوك قد استقالوا قبل أيام، وقال بعضهم إن زوكربيرغ استمر في خلق أعذار لعدم تحدي ترامب. وتقضي سياسة فيسبوك بترك المنشور أو حذفه، وقال زوكربيرغ إنه يجري دراسة لبحث خيارات أخرى، لكنه أضاف "أخشى أن يتضمن هذا الأسلوب ما يجعلنا نحرر المحتوى الذي لا نحبذه، حتى لو لم يكن ينتهك سياساتنا". جمعيات تنتقد وكان مسؤولون في جمعيات أميركية للدفاع عن الحقوق المدنية قد انتقدوا بشدة الأسبوع الماضي مؤسس فيسبوك لعدم إقدامه على التخفيف من حدة رسائل ترامب في التعامل مع الاحتجاجات المنددة بالعنصرية وعنف الشرطة تجاه المتظاهرين. وقال كل من فانيتا غوبتا وشيريلين أفيل ورشاد روبنسون الذين يترأسون المنظمات الثلاث الرئيسية المدافعة عن الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة "نشعر بالخيبة والدهشة لتبريرات مارك غير المفهومة بشأن قرار الحفاظ على أقوال ترامب". ويأتي رد فعل المسؤولين الثلاثة بعد محادثة هاتفية أجروها الاثنين الماضي مع زوكربيرغ، والمسؤولة الثانية في الشركة شيريل ساندبرغ. وكان ترامب وقع نهاية الشهر أمرا تنفيذيا يهدف للحد من الحصانة القانونية التي تتمتع بها مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الرقابة التي تمارسها على المحتوى الذي تنشره له، وذلك بعدما وضع موقع تويتر تنبيها إثر تغريدة لترامب تتعلق بالاضطرابات في مينيابوليس يفيد بأن الموقع يخلي مسؤوليته عن التغريدة التي قال إنها تنتهك قواعده. وكتب ترامب في إحدى تغريدته "هؤلاء الرعاع يشوهون ذكرى جورج فلويد، ولن أسمح بحدوث ذلك، تحدثت للتو مع الحاكم تيم والز وأخبرته أن الجيش معه قلبا وقالبا، سنسيطر على أي صعوبة، لكن عندما يبدأ السلب والنهب يبدأ إطلاق الرصاص، شكرا لكم".