سيكون أكثر من 20 مليون ناخب جزائري اليوم على موعد مع صناديق الاقتراع لإنتخاب رئيس الجمهورية من بين ستة مترشحين يخوضون غمار هذا الإستحقاق الرئاسي. و ترشح لهذا الموعد الإنتخابي عبد العزيز بوتفليقة و موسى تواتي و لويزة حنون و علي فوزي رباعين و محمد السعيد وجهيد يونسي. و يبدأ الاقتراع --حسب ما تنص عليه المادة 26 من قانون الانتخابات-- على الساعة الثامنة صباحا ويختتم في نفس اليوم على الساعة السابعة مساء غير أنه يمكن للولاة بترخيص من وزير الداخلية و الجماعات المحلية أن يتخذوا قرارات لتقديم ساعة افتتاح الإقتراع أو تأخير ساعة إختتامه في بعض البلديات أو في سائر أنحاء دائرة انتخابية واحدة و ذلك قصد تسهيل ممارسة الناخبين لحقهم في التصويت. وللسماح للناخبين من أداء حقهم و واجبهم الانتخابي في أحسن الظروف خصصت الإدارة 11115 مركز انتخابي من بينها 113 مركز على مستوى التمثيليات الدبلوماسية و القنصلية بالخارج و 11002 على مستوى 48 ولاية. بالنسبة لعدد مكاتب الإقتراع فقد بلغ عددها 47150 مكتب من بينها 46577 مكتب ثابت و 330 مكتب على مستوى التمثيليات الديبلوماسية و القنصلية و 243 مكتب متنقل موزع على 10 ولايات من الجنوب و 3 ولايات من الهضاب العليا. وكان المترشحون الستة لهذه الإنتخابات و ممثلوهم قد نشطوا خلال الحملة الانتخابية التي دامت 19 يوما (من 19 مارس إلى 6 أفريل) أكثر من 2300 نشاط من بينها تجمعات شعبية ولقاءات جوارية عبر ال48 ولاية حضرها أكثر من مليوني شخص حسب ما كشف عنه وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية نورالدين يزيد زرهوني. و عكف المترشحون الستة و ممثلوهم على شرح برامجهم الإنتخابية و تقديم رؤية كل واحد منهم لمشاكل البلاد و الحلول التي يقترحها غير أنهم أجمعوا على ضروة المشاركة ب"قوة" و ب"كثافة" في هذا الإستحقاق الرئاسي بإعتباره محطة "فاصلة" و "محورية" في تاريخ الجزائر. كما اعتبر زرهوني أن الحملة الإنتخابية قد جرت في ظروف "جيدة عموما" بالرغم من تسجيل تصريحات "غير لائقة" و "غير مبررة" صدرت عن بعض الاشخاص الذين شاركوا في تنشيط التجمعات الشعبية. و كان وزير الداخلية قد أكد في العديد من المناسبات أن قانون الانتخابات يوفر كل الضمانات الممكنة لشفافية سير العملية الإنتخابية و إحترام إختيار الشعب. وكان حوالي مليون ناخب جزائري من الجالية المقيمة بالخارج قد شرعوا في التصويت يوم السبت الماضي لانتخاب القاضي الأول للبلاد و هي العملية التي ستستمر إلى غاية يوم الخميس. و قد تم تسخير كل الإمكانات المادية و البشرية لتسهيل عملية الإنتخاب لأفراد الجالية لاسيما من خلال تقريب صندوق الإقتراع من الناخب. و قد شهدت مكاتب الإقتراع توافدا معتبرا لأعضاء الجالية للمشاركة في هذا الموعد الإنتخابي معتبرين إياه "محطة حاسمة" على سبيل تكريس الديمقراطية في الجزائر و من واجبهم المشاركة في كل ما يتعلق بمستقبل الجزائر. كما شرع الناخبون إبتداء من يوم الإثنين من بين سكان البدو الرحل والمناطق النائية لبعض ولايات الهضاب العليا و الجنوب بالإدلاء بأصواتهم لإختيار من سيتولى قيادة البلاد طيلة الخمس سنوات المقبلة في جو من التفاؤل بمستقبل البلاد و وعي بأهمية هذا الإستحقاق الإنتخابي. و قدرت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية الهيئة الناخبة المدعوة للتصويت بمناسبة هذا الإقتراع الرئاسي ب20 مليون و 683.595 ناخب وناخبة منهم 455 941 مسجلين بالمهجر. و بخصوص التغطية الإعلامية لهذا الحدث الوطني فقد أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي ان قرابة ألف صحفي بين جزائريين و أجانب قد تم اعتمادهم لتغطية الانتخابات الرئاسية مضيفا ان جميع الامكانيات المادية و البشرية قد تم توفيرها لتمكينهم من أداء مهامهم في أحسن الظروف.