قتل ما لا يقل عن 44 شخصا معظمهم نساء وأطفال وأصيب نحو عشرين آخرين في هجوم نفذه مسلحون ملثمون على حفل زفاف في إحدى القرى التي تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي تركيا. وقال وزير الداخلية التركي بسير أتالاي إنه لا يوجد حتى الآن ما يثبت أن الهجوم كان عملا إرهابيا، مستبعدا تورط حزب العمال الكردستاني فيه، بينما ألقت السلطات القبض على ثمانية أشخاص يشتبه في وقوفهم وراء الحادث. ووقع الهجوم في قرية بيلج بمدينة ماردين قرب ديار بكر كبرى المدن التي يقطنها الأكراد. ورجح سكان بالقرية أن يكون الحادث متعلقا بصراع أو ثأر بين العائلات. وقالت محطات تلفزيونية إن القرية شهدت صراعا دمويا في الأعوام القليلة الماضية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن عائلتيْ العروسيْن تضمان أعضاء من "حراس القرى" وهي مليشيا مسلحة تساندها الحكومة أنشئت لمحاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني جنوب شرق تركيا. وقد تضاربت الأنباء بشأن أحداث الهجوم. فصحيفة ميلت قالت على موقعها الإلكتروني إن أربعة رجال ملثمين جاء كل منهم من اتجاه مختلف ألقوا قنابل يدوية قبل أن يطلقوا النار على الحضور. ولاذ المهاجمون بالفرار في الظلام وجعلت عاصفة رملية اقتفاء أثرهم أكثر صعوبة في هذه المنطقة التي تقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود السورية حسب الصحيفة. وأشار المصدر ذاته إلى أن أغلب الضحايا كانوا من النساء والأطفال لكنه لم يوضح ما إذا كان العروسان بين الضحايا. وقد طوق الجيش مكان الحادث وأغلق مداخلها وأطلق حملة واسعة لتقفي أثر المهاجمين الذين لم يتمكن أحد من معرفتهم. يشار إلى أن الخلافات تفض دائما بالسلاح الذي يعد السبيل الوحيد لتصفية الحسابات والدفاع عن الشرف جنوب شرقي تركيا ذي الأغلبية الكردية. ويمكن للخلافات أن تنشب لأسباب عديدة كخلاف حول الأرض، أو ديون، أو اختطاف أو هرب بنات مع أزواج غير مرغوب فيهم من قبل العائلة.