تعيش مدينة قسنطينة على وقع موسيقى الجاز و ذلك منذ الخميس الماضي من خلال افتتاح الطبعة السابعة لمهرجان "ديما جاز" الدولي. فعلى الرغم من الأمطار الغزيزة التي تساقطت على مدينة الصخر العتيق نهاية الأسبوع ما أعاق نوعا ما عمل المنظمين إلا أن المهرجان شغل الشارع المحلي من خلال حفل قدمته الفرقة الفرنسية "ماردي براس باند" التي افتتحت برنامج هذا المهرجان بجولة عبر أهم شوارع المدينة انطلاقا من ساحة "الهرم" إلى غاية المسرح الجهوي الذي يحتضن هذه التظاهرة. و تمكنت هذه الفرقة من أن تدخل البسمة و الفرحة في نفوس المارة الذين استمتعوا بأدائها خارج أسوار قاعة المسرح. و صنعت هذه الفرجة بالمناسبة ديكورا مميزا من خلال لباس عناصرها الأبيض و قباعاتهم الذهبية اللون و خاصة الأدوات الموسيقية المستعملة و في مقدمتها السوباسوفون الذي يحمل على الكتف بشكل كتوازن و يسمح بالأداء مشيا ما أضفى أجواء مهرجان فريد من نوعه يسر الأنظار. و تفاجأ القسنطينيون بالمناسبة و تجاوبوا كثيرا مع مقطع جزائري معروف و هو "دور بها يا الشيباني" و ذلك عند مدخل المسرح الجهوي لقسنطينة الذي سيحتضن هذه التظاهرة إلى غاية 21 ماي الجاري. وواصلت فرقة "ماردي براس باند" أداءها قاطعة قاعة المسرح قبل أن تصعد على الخشبة لتنزل مجددا في نهاية الحفل الذي قدمته ما أعجب الجمهور الذي تعايش معها بشكل ملحوظ. و استمرت سهرة الافتتاح المفعمة بالمفاجآت بحفل آخر ل"طوني ألان باند" و هي فرقة تضم موسيقيين نيجيريين و فرنسيين الذين تمكنوا من الجمع بين سحر الإيقاعات الإفريقية و قوة الآلات الموسيقية العصرية. و أضفى هذا الحفل نوعا من الفرحة العارمة على هذا المهرجان في يومه الأول وجلب حضور و تجاوب الجمهور الذي عادة ما يلاحظ في حفل الاختتام. و في نهاية الحفل الثاني للسهرة الأولى من هذا المهرجان لم يبق أحد من الجمهور الحاضر بالقاعة جالسا و كان الكل يرقص على أنغام و إيقاعات الجاز و أصوات الآلات الموسيقية التي تحكم فيها العزف عليها موسيقيون مقتدرون. تجدر الإشارة إلى أن "ديما جاز" قسنطينة سيتواصل للمرة الأولى على مدار ثمانية أيام عوضا من خمسة كما اعتاد عليه الجمهور خلال الطبعات السابقة و نجح في إضفاء أجواء ثقافية على هذه المدينة منذ ماي 2003 ليصنع بذلك الربيع الموسيقي لقسنطينة. و بادر المنظمون هذه السنة بتمكين الجمهور الذي يتعذر عليه لأسباب أو لأخرى متابعة المهرجان داخل قاعة المسرح من الحضور و التفاعل و لو عن بعد من خلال إقامة شاشة كبيرة بساحة "لابريش سابقا" التي تم ربطها بخشبة المسرح عن طريق الألياف البصرية ما يضمن النوعية الجيدة للصوت و الصورة. و من جهته أشاد ممثل وزارة الثقافة لورجان بالتنظيم "الجاد" و "مثابرة" جمعية "ليما" صاحبة المبادرة بتنظيم هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا سنويا بمدينة الصخر العتيق. و أكد في هذا الشأن أن هذه الجدية المعترف بها أدت إلى ترسيخ و ترسيم هذه التظاهرة التي أصبحت تعد واحدة من أبرز المواعيد و الأحداث الموسيقية في البلاد . و لم يفوت والي الولاية المناسبة ليجدد وعده الذي تقدم به في حفل افتتاح الطبعة السابقة لهذا المهرجان بتسجيل مشروع بناء قاعة أوبرا كبيرة بقسنطينة لتدارك- كما قال - العجز المسجل من حيث قاعة العرض التي تتسع لجمهور كبير و مهرجانات بحجم "ديما جاز".