أحيت الأوركسترا السيمفونية الوطنية عشية الجمعة حفلا موسيقيا بدار الثقافة لمدينة أدرار بقيادة المايسترو المتألق رشيد صاولي. ويندرج هذا الحفل الفني - حسب مدير الأوركسترا الوطنية بوعزارة عبد القادر- ضمن مسعى هذه المؤسسة "لتعميم الموسيقى السيمفونية عبر القطر الجزائري و دمج الموسيقى الجزائرية المستوحاة من التراث و الفلكلور في طابع موسيقي أكاديمي حيث تعد السهرة الأولى من نوعها بأدرار و المحطة الثانية و الأربعين من مجموع الجولات الماراطونية التي نظمتها عبر ربوع الوطن منذ تأسيسها سنة 1992". وصاحب الأوركسترا الكورال التابع لها برئاسة رابح قادم حيث وقف حوالي 70 موسيقيا جزائريا محترفا على ركح المسرح بدار الثقافة لمدينة أدرار قدموا مقاطع موسيقية لأشهر الأسماء في دليل الموسيقى العالمي و كذا بعض المطربين الجزائريين المعروفين على الساحة الوطنية. كما شملت هذه المقاطع التي أدتها الاوركسترا أمام الجمهور عزف "الحركة الأولى" من السيمفونية الخامسة للموسيقار الألماني بيتهوفن و المتتالية الشهيرة من مقطوعة "كارمن" للموسيقار الفرنسي جون بيزي إضافة إلى معزوفة "افريكانا" التي قدمت للمرة الثالثة على المستوى الوطني بعد الجزائر العاصمة و وهران. و قد تمثلت الأغاني المؤداة من التراث الجزائري في مقطوعة من أغنية "الحمد لله ما بقاش الاستعمار في بلادنا" للفنان الراحل الحاج محمد العنقا و أغنية "يا الرايح" للفنان الراحل دحمان الحراشي و معزوفة "الهوقار" للموسيقار الجزائري عبد الوهاب سليم و أغنية "قوماري" النابعة من الفلكلور الصحراوي إلى جانب أغنية "حيزية" الشهيرة التي أداها كبار المطربين الجزائريين أمثال رابح درياسة وعبد الحميد عبابسة و خليفي أحمد. من جهته أعرب المايسترو رشيد صاولي عن إعجابه الكبير بالذوق الموسيقي و الهدوء الذي لمسه في الجمهور الحاضر مما ساعد الأوركسترا على أداء معزوفاتها الموسيقية بكل ارتياح. كما اعتبر الجمهور الذي حضر بقوة اللقاء فرصة مكنته من التعرف ولأول مرة على الأوركسترا السيمفونية الوطنية التي طالما اكتفى بمشاهدتها على شاشة التلفاز فقط. و "نظرا لأن السيمفونية تعتبر السبيل الأمثل للرقي بالتراث المحلي إلى العالمية فان الاوركسترا الوطنية يضيف بوعزارة تعمل جاهدة على تقديم مقاطع موسيقية محلية من تراث منطقة أدرار على غرار "آهلليل"و "لقناوي" لإعطائها صبغة سيمفونية عالمية بطريقة علمية أكاديمية بحثه يمكن من خلالها لأي أوركسترا عالمية أن نعزف هذه الموسيقى الثرية بألوانها و طبوعها و إيقاعاتها". أما وطنيا فقد أشرفت الأوركسترا الوطنية على جمع و تسجيل أعمال كثيرة داخل أقراص مضغوطة حيث تم إعطاء أهمية أكثر للتراث الوطني كي يشق طريقه نحو العالمية. وفي هذا الإطار تمت استضافة أسماء موسيقية أجنبية و عربية تداولت على قيادة الأوركسترا الوطنية في مناسبات عدة أمثال "ايكوتار يازاكي" من اليابان و "غيدو كويدا" من ايطاليا و "أحمد عاشور" من تونس و "أوليفي غروجو" من فرنسا حسب المتحدث ذاته.