قدم رئيس وزراء الصومال عمر عبد الرشيد علي شرماركي استقالته أمس من منصبه في ضوء الخلافات مع رئيس البلاد شريف شيخ أحمد وتعرضه لضغوط استمرت لأشهر تطالبه بالتنحي. وقال شرماركي للصحفيين وهو يقف إلى جانب الرئيس الصومالي في القصر الرئاسي "بعد الأزمات السياسية في الحكومة وبعدما رأيت أن عدم توافر الأمن يتزايد قررت أن أترك منصبي رئيسا للوزراء من أجل شعب الصومال". وفي تعقيبه على الاستقالة قال شريف شيخ أحمد إنه رحب بقرار شرماركي وإنه سيعين رئيسا جديدا للوزراء في أقرب وقت ممكن. وتأتى استقالة شرماركي بعد اجتماع شيخ أحمد ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ أدن. وكان من المقرر أن يعقد البرلمان الصومالي السبت الماضي جلسة للتصويت على منح الثقة لقيادة شرماركي، لكن لم يكتمل النصاب القانوني للنواب وتأجلت الجلسة. وتعرض شرماركي منذ أشهر لضغوط للاستقالة في ظل صراع مستمر على السلطة، وقد اختلف شيخ شريف ورئيس وزرائه بشأن مسودة دستور جديد. ويرى بعض المحللين أن الرئيس الصومالي الذي يقف في موقف صعب كان يبحث عن كبش فداء بينما يحاول تأكيد سلطته على حكومة هشة ودولة خاب أملها. وتسيطر الحكومة الصومالية الضعيفة التي تحظى بدعم الغرب على مناطق قليلة في مقديشو، حيث يسيطر المسلحون المعارضون لها على معظم أجزاء جنوب ووسط الصومال. وقد لقي أكثر من 21 ألف شخص حتفهم في أعمال التمرد التي بدأت مطلع العام 2007، ولم تحظ الصومال التي تعج بالفوضى بحكومة مركزية فعالة منذ العام 1991.