تميزت سنة 2010 والتي تعد السنة الأولى في تجسيد البرنامج الخماسي 2010-2014 بتسارع وتيرة إنجاز مشاريع الطريق السيار شرق-غرب وميترو الجزائر والتراموي والأمر نفسه بالنسبة لمشاريع كثيرة خاصة بعصرنة وتوسيع شبكة السكك الحديدية شمال وجنوب الوطن. فبفضل الموارد المالية المعتبرة التي تم رصدها لإتمام وإطلاق أشغال إنجاز مشاريع هياكل قاعدية جديدة في أفاق 2014 عرف العام الجاري تسليم مشاريع هامة تخص قطاع الطرق والسكك الحديدية مع إعطاء أهمية خاصة لفك العزلة على الهضاب العليا والجنوب وإعادة تأهيل النقل العمومي في المدن. في هذا الصدد تشرف أشغال إنجاز الطريق السيار شرق-غرب الذي كلف 11 مليار دولار على الانتهاء حيث تم افتتاح الجزء الأكبر من المنشأة (91 بالمائة) أمام حركة المرور وهذا على مستوى الشطر الرابط بين تلمسانوقسنطينة. أما عن الشطر المتبقي قسنطينة-الطارف فهو في قيد الإتمام وهذا بعد التأخر الذي شهده بفعل طبيعة التضاريس. غير أن هذا العائق الذي يضاف إليه وجود المناطق الرطبة بولاية الطارف تم التخلص منه ويشكل نهائي. وإن لم يتم تجهيز الأجزاء التي فتحت لحركة المرور والممتدة من مغنية إلى قسنطينة بمرافق الاستغلال فقد تم مؤخرا إنجاز 5 من إجمالي 14 محطة خدمات متنقلة ومؤقتة تم برمجتها وهذا على مستوى الطريق السيار والبالغ طوله 1.216 كلم. ومن المرتقب أن تقوم شركة نفطال التي أوكلت لها الحكومة إنجاز مجمل محطات الخدمات بتسليم هذه المرافق خلال الثلاثي الأول 2012 وفقا لوزارة الأشغال العمومية التي حددت شهر أفريل 2011 كأجل لتشغيل 14 محطة خدمات ذات أولوية. وسيسمح مشروع الطريق السيار شرق-غرب بتحسين ظروف التنقل عبر المنشآت الطرقية الحضرية وشبه الحضرية والتي تعد ضرورية في إعادة الاعتبار لوسائل النقل العمومي. وفي هذا المنظور يندرج برنامج استحداث خطوط جديدة للسكك الحديدية وعصرنة الخطوط الحالية وهذا بهدف تكثيف الشبكة الموجودة ليصبح بطول 10.500 كلم أي بزيادة تبلغ ثلاثة أضعاف عن طوله الحالي (3.500 كلم). ومن بين العمليات المنجزة خلال العام المنقضي تجدر الإشارة إلى إعادة فتح خطوط سككية تربط بين شمال وجنوب البلاد. وهو الحال بالنسبة لخط وهران-بشار على مسافة 700 كلم وبسكرة باتنةقسنطينة 240 كلم وهي الخطوط التي بقيت غير مستغلة على مدار سنوات. ويتضمن هذا البرنامج --الذي جاء ليضاف إلى البرنامج السابق الذي سمح بين 2005 و 2009 بمد خطوط سكك حديدية بطول نحو 1.000 كلم وبعث نشاط نقل المسافرين على مسافة 600 كلم-- إعادة تأهيل ما يقارب 1.000 كلم والتي تم استلام جزء معتبر منها خلال سنة 2010. أما بخصوص مشروع سكة الحديد الاجتنابية للهضاب العليا والممتدة بين تبسة وسيدي بلعباس بطول 1106 كلم فسيتم "إطلاق الأشغال الخاصة بها قريبا" سواء على مستوى تركيب السكة وعمليات الكهربة أو تجهيزها بالإشارات العصرية وفقا لما أكده مؤخرا وزير النقل عمار تو. وقصد المساهمة في التنمية المحلية وإعادة الاعتبار للسفر بالقطار في أوساط المواطنين فقد استفادت العديد من الخطوط من نفس العملية من بينها خط قالمة-بوشقوف-سوق أهراس والبويرة-سور الغزلان والشلف-تنس والخط الرابط بين غليزان ومستغانم. وتم نتيجة لهذه البرامج تسجيل تحسن ملحوظ في نوعية الخدمات وتقلص مدة السفر عبر القطارات من طرف المواطنين وهذا على مستوى مجمل الخطوط الجهوية التي تغطيها قطارات "أوتوراي" والقطارات ذاتية الدفع الكهربائية والتي تسير على خطوط ضواحي العاصمة. وقد جرى خلال الصائفة الفارطة تدشين ورشات الصيانة والخاصة بالقطارات المذكورة وهذا على مستوى محطة الخروبة (العاصمة) حيث التأطير جزائري 100 بالمائة لهذا المشروع الذي يندرج ضمن إطار الاستثمارات في قطاع السكك الحديدية والتي من بين أهدافها نقل التكنولوجيا إلى تقنيي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. أما بخصوص النقل الحضري فقد تركزت الجهود خلال سنة 2010 على مواصلة الأشغال في مشروع ميترو الجزائر العاصمة بإنجاز خطوط توسعة جديدة أحدها يربط بين ساحة الشهداء والبريد المركزي وخط حي البدر والحراش. وعن الخط الأول الرابط بين البريد المركزي وحي البدر على مسافة 5ر9 كلم فسيتم تشغيله خلال العام 2011 حين يتم إنهاء كل الجوانب المتعلقة بأمن هذه المنشأة. وسيتم ربط شبكة الميترو بالشبكة المستقبلية الخاصة بالتراموي والتي ستدخل مرحلة التشغيل التجاري في مقطعها الأول والرابط بين باب الزوار وبرج الكيفان (7كلم) في بداية الثلاثي الثاني من العام المقبل. وبفضل استحداث شركة مختلطة بين مؤسسة ميترو الجزائر وفيروفيال من جهة وشركة ألستوم للنقل (فرنسا) وألستوم الجزائر من جهة أخرى فإن عمليات تركيب عربات تراموي الجزائرووهرانوقسنطينة ستتم في المستقبل في الجزائر. وستسمح هذه الشراكة كذلك بمرافقة تجسيد مشاريع شبكات الميترو التي سيتم إنجازها قي 14 مدينة في شمال وجنوب البلاد.