عرضت أول أمس، مجموعة كبيرة ومميزة من لوحات ايتيان ديني، برواق دار كريستيس (ميزون كريستيس) بباريس، استقطبت العديد من عشاق الابداعات الفنية للراحل. وتتضمن هذه المجموعة التي ستعرض للمزاد العلني في 20 جوان و التي تقدر قيمتها بين 6 و 9 ملايين اورو حوالي 44 مجموعة، من بينها عدة لوحات لايتيان ديني الذي كانت الجزائر مصدر الهامه و اخرى للرسام الامريكي فريديريك بريجمان، و الفرنسي فليكس فيلبوتو، اضافة الى رسامين معاصرين امثال محمد راسم و نحاتين لتماثيل شخصيات. وأفاد مدير دائرة مجموعات "كريستيس" ليونيل قوسي في حديث لوكالة الانباء الجزائرية أن: "من بين الأعمال التي تتصدر هذه المعروضات هناك حوالى ثلاثين عملا لالفونس ايتيان ديني، الرسام الفرنسي المستشرق تتميز باهتمامه بالجزائر التي عاش فيها سنوات طويلة بعدما اعتنق الاسلام و أدى فريضة الحج و قرر توقيع لوحاته باسم "الحاج نصر الدين". و أضاف أن "هذا المعرض هو عبارة عن تحية لهذا الفنان الذي عبر من خلال لوحاته عن التزامه الديني و السياسي تجاه الجزائر". و اشار المتحدث الى ان "هذا الرسام عشق الجزائر في اواخر القرن ال19 و بداية القرن ال20" موضحا ان اعماله المعروضة تعبر عن " الحياة اليومية و العادات و التقاليد و الممارسة الدينية في هذا البلد". وتعد لوحة "المسيرة" المستوحاة من الحياة السياسية الجزائرية المرسومة في 1971، و التي تمثل موكبا من الجزائريين يثورون على تجنيد السكان خلال الحرب الكبرى. وكذا لوحة "المدرسة القرآنية" توحي بدخول ديني الاسلام رسمها في 1919 تمثل استاذ تعليم القران يلقي درسا على تلاميذه في زاوية "الهامل" ببوسعادة . للتذكير يعتبر هذا الفنان صاحب كتاب "حياة محمد رسول الله" الصادر عن دار النشر "بياتزا"، والذي عمل على اقامة المسجد الكبير لباريس المدشن في 1929 من بين الفنانين المستشرقين البارزين في العالم بعد ان كان لفترة طويلة موضوع حقد و عداوة في فرنسا و في الاوساط الفنية الغربية بعد اعتناقه الاسلام في 1913.