سارع النظام السوري إلى إرسال وزير دفاعه فهد جاسم الفريج إلى طهران للاستنجاد بحليفه الأبرز بعد الضربات العسكرية المؤلمة التي تلقاها في الآونة الأخيرة، ورغم أن الوكالة السورية الرسمية سعت إلى إظهار الزيارة على أنها اعتيادية بين حليفين بغرض بحث “مكافحة الإرهاب”، غير أن مقاصد وأهداف الزيارة لا تخفى على أحد، خصوصا وأنها تأتي غداة سيطرة مسلحين معارضين على مناطق استراتيجية في محافظة إدلب وريفها، ويرى مراقبون أن الزيارة تهدف إلى بحث خطط عسكرية لوقف تمدد المعارضة المسلحة، وبينها تنظيمات متطرفة باتجاه معاقل مؤيدي الأسد القريبة في الساحل السوري الذي حافظ على الهدوء والاستقرار طوال السنوات الأربع من عمر الأزمة، ومع أن طهران لم تتوقف يوما عن دعم النظام السوري بالمال والسلاح والخبراء والمستشارين والمقاتلين العسكريين، لكن التطورات الميدانية الأخيرة تجاوزت ما يعتبره النظام السوري خطوطا حمراء، إذ أصبحت بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري، على مرمى قذيفة من المقاتلين فكان لا بد من صرخة استغاثة تمثلت في هذه الزيارة، من هنا وبحسب مراقبين، فإن الغرض من الزيارة هو محاولة إقناع الحليف الإيراني بالانخراط أكثر في الملف السوري بعد انشغاله بإنجاز الاتفاق النووي، وبعملية عاصفة الحزم في اليمن وتداعياتها، ومن الملاحظ أن المحور المناهض لما يسمى “محور المقاومة”، وعلى رأسه السعودية حقق مؤخرا، نجاحات إقليمية لافتة سواء من خلال عاصفة الحزم أو عبر الانفتاح السعودي التركي، فضلا عن الدعم العسكري الملموس من أطراف عدة لمقاتلي المعارضة، وهو ما أسهم في تغيير موازين القوى على الأرض.