بمجرد أن نطلع على سيرته، ونعرف صحيحها وما يدور في فلكها، فإننا بذلك نكون قد عرفنا كل الحلول، وعندما نعرف ذلك سوف نكتسب الأسلوب الفعال في الوصول إلى الصفاء النفسي، ونمتلك المبادرة إلى أعمال الخير وروائع الأفعال، ونعرف الطريق إلى السعادة والسبيل إلى النجاح، ونكتسب العيش الطيب والأجر الجامع، ونحصل على أعظم الثواب، ونتحلى بالسلوك الإيجابي، ونتعلم فن القناعة وعظمة التواضع وقوّة اليقين، وبذلك نربي أنفسنا ونتحصل على محاسن الأخلاق، فنبتعد عن التصرفات السلبية ونتغير إلى الأفضل، ونصبح أكثر حفاظا للأمن والنظام والالتزام بالروابط الاجتماعية، والعلاقات المجدية والتواصل مع الآخرين، والتآلف بين الناس والتعاون بين أفراد المجتمع، والتكافل الاجتماعي، ونتعلم العدل في حياتنا.. بل إن بذكر سيرته ترتاحُ القلوبُ حقّاً، ويذهبُ البؤسُ، وتُشحذ الهمَّة، وترقى النفس، وَتَسْمَى الرُّوحُ عندما نطَّلِعُ على أفعاله، وتقوى العزيمةُ عندما نعرف أخباره صلى الله عليه وسلم. نعم، إن كل هذا يحدث بمجرد أن نتعلم سنته النبوية، ولهذا وجب علينا أن نعرف كل شيء عن حياته، بل من الضروري أن نتعلَّمَ كلَّ صغيرة وكبيرة عن هذه الرحمة المهداة، لنقتدي به، ونسير على سيرته الرائعة.