من عمل بمقتضى كل آية بقدر ما تعطيه في أي شيء نزلت رقي إليها عملاً، وما من آية إلا ولها عمل في كل شخص لمن تدبر القرآن، وفي القيامة منابر على عدد كلمات القرآن، ومنابر على عدد حروفه يرقون فيها العلماء بالله العاملون بما أعطاهم الله من العلم بذلك فيظهرون على معارج حروف القرآن، وكلماته بسور تلك الحروف والكلمات، والآيات والسور، والحروف الصغار منه، وبه يتميزون على أهل الموقف في هذه الأمة لأنه صدورهم فيها فرحة القرآن بهؤلاء، فإنهم محل تجليه وظهوره على أهل السعادة. قال المكي في قوت القلوب: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني من غرائب العلم، فقال: هل عرفت الرب فأخبر أن غرائب العلوم في المعرفة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بأصل العلوم الذي فيه غرائب الفهوم، فقال: اقرؤوا القرآن، والتمسوا غرائبه، يعني تدبر معانيه، واستنباط بواطنه، إذ بكلامه عرفه أولياؤه، وقد قيل: تكلموا تعرفوا، فمن عرف معاني الكلام ووجوه الخطاب عرف به معاني الصفات، وغرائب علوم أسماء الذات.