إن كل واحد لا يخلو من إحدى حالين، إما سراء، وإما ضراء، وأن على العبد في كليهما وظيفة يجب عليه أن يؤديها ليتمم بذلك إيمانه، فوظيفة العبد عن الضراء أن يكون من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون. إن الله خالق العبد، ومالكه، ومدبره، والمقدر عليه ما يشاء يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فالعبد عبد الله عليه أن يستسلم له، وألا يتسخط من قضائه وقدره، فإن المرجع إليه، ولا مفر منه إلا إليه، ومن أصيب بمصيبة، وأراد أن تسهل عليه، فليتذكر ما في الصبر عليها من الأجر والثواب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يصيب المؤمن من هم، ولا غم، ولا أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة. ومما يهون المصيبة أيضا، أن يذكر نعم الله عليه التي لا تحصى، وأن يقرن تلك المصيبة بما هو أعظم منها مما ابتلى به هو أو غيره، فإنه ما من مصيبة إلا فوقها أعظم منها.