قال وزير الداخلية الأسبق ، رضا مالك، أن المظاهرات السلمية التي باشرها الشعب الجزائري يوم 11 ديسمبر ، كانت قوية جدا و العلم الجزائري كان يرفرف في كل جهة من القطر الوطني ، الأمر الذي قلب الموازين لدى الجنرال ديغول وجعله يدخل في مفاوضات صحيحة و جدية مع الشعب الجزائري و هو كما جرى في شهر فيفري بعد شهرين من المظاهرات". وقال رضا مالك في ندوة الصحفية نظمتها، أمس، اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوين بفندق الاوراسي بمناسبة الذكرى 52 لمظاهرات 11 ديسمبر 1962 ، أن المظاهرات السلمية التى باشرها الشعب الجزائري يوم 11 ديسمبر، كانت إيذانا بمنعرج حاسم في مسار الثورة التحريرية، بعد أن أجبرت هذه الأخيرة شارل ديغول إلى التوجه مباشرة نحو المفاوضات السرية مع الحكومة المؤقتة. وأضاف ذات المتحدث أن المفاوضات بدات مع المستعمر الفرنسي على المستوى السري و بعث لجورجو كونبيدو الذي التقى مع قادة الحكومة المؤقتة أين دامت الأمور تقريبا سنة لكن كانت في الطريق الصحيح و لهذا نستطع القول أن هذه المظاهرات الضخمة و التاريخية كان لها دور حاسم في تاريخ الثورة و الكفاح من اجل استقلال البلاد حيث مكنت جبهة التحرير الوطني من عزل فرنسا على الساحة الدولية و هذا اظهر مرة أخرى أن الاستقلال لا يمنح و لكنه ينتزع" و استرسل قائلا "أن هذه المظاهرات كانت امتحانا صعبا و رهانا استثنائيا لشعبنا الذي فاجأ العالم بأكمله مرة أخرى و أن هذا الانفجار الشعبي الباهر الذي كان بمثابة "استفتاء" لصالح الاستقلال أحدث نتائج فورية بالنسبة للثورة على الصعيد الدولي"،و بالفعل تمت بمناسبة انعقاد الدورة ال15 للجمعية العامة للأمم المتحدة المصادقة في 20 ديسمبر 1960 على لائحة "قوية جدا" تعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير و الاستقلال و ضرورة إجراء مفاوضات جزائرية-فرنسية لإيجاد حل سلمي على أساس الوحدة الترابية".كما اعتبر الوزير الاسبق للحكومة الجزائرية أن هذه المظاهرات ساهمت في أحداث هذا التغيير بعد ةان نوه إلى دور الصحافة الأجنبية "الأمريكية و الانجليزية و الفرنسية و الايطالية و غيرها التي كانت حاضرة بالجزائر خلال هذه الأحداث في هذا الانتصار من خلال إعلام الرأي العام الدولي بسير المظاهرات بأدق التفاصيل.كما أشار المتحدث إلى آلاف الأشخاص من رجال و نساء و أطفال الذين خرجوا إلى الشوارع الرئيسية لمدن الجزائر و البليدة وعنابة و تلمسان رافعين شعارات "يحيا الاستقلال تحيا الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية" أين كانت هذه الملحمة الشعبية رمزا يقتدي به من طرف عديد الشعوب الإفريقية.