تمكنت فرق الدرك الوطني بقالمة في مجال مكافحة تهريب الآثار خلال سنة 2012 من استرجاع 367 قطعة أثرية لحقب تاريخية مختلفة وتوقيف 17 متهما من عدة ولايات وذلك في 3 عمليات متفرقة حسب ما علم أمس من مصادر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وقد كانت التدخلات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني بمثابة ''ضربات موجعة'' للناشطين داخل شبكات منظمة لتهريب والمتاجرة بالآثار حسب ما أشار إليه المقدم قانة بن عودة قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني، مشيرا إلى أن كل تلك العصابات كانت تتخذ من الجهة الشرقية للولاية منطقة عبور نحو الولايات المجاورة. وأضاف المسؤول الأمني نفسه بأن عمليتين اثنتين من مجموع التدخلات المسجلة في حصيلة العام الماضي في مجال مكافحة المتاجرة بالممتلكات الأثرية قامت بها فرقة الدرك الوطني للدهوارة فيما تكفلت بالقضية الثالثة فرقة مجاز الصفاء وهما بلديتان تقعان بأقصى الجهة الشرقية للولاية على الحدود مع ولاية سوق أهراس. وذكر قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بأن المعاينات التي قام بها المختصون في الآثار لمجموع القطع الأثرية المسترجعة بينت بأنها ذات قيمة كبيرة وتمثل حقب تاريخية وحضارات مختلفة تعاقبت على المنطقة. وذكر المصدر في هذا السياق بأن ولاية قالمة والمناطق المحيطة بها على غرار خميسة ومادور بسوق أهراس وكذا عنابة كلها أماكن تكتنز سحر الحضارات القديمة وبشكل خاص الحضارة الرومانية. وأوضح كذلك بأن المسترجعات من العمليات الثلاث تمثلت في مجموعها في مزهرية وقنديل وخمسة تماثيل وكوب وملعقة و20 ميدالية وحجرتان نيزك وصحن صغير مزركش بالفسيفساء و335 قطعة نقدية أثرية من النحاس والبرونز يعتقد أنها ترجع إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين. واستنادا للمقدم بن عودة فإن نشاط المجموعات المختصة في تهريب هذه الثروة التي تمثل تراثا ماديا وغير مادي ولها قيمة كبيرة داخل وخارج الوطن تضاعف خلال السنة الماضية مقارنة بسابقتها (2011) التي لم يسجل فيها سوى تفكيك مجموعة واحدة وإفشال محاولة عقد صفقة للمتاجرة بمجموعة من الآثار على مستوى قرية عين تحميمين ببلدية مجاز الصفاء على محور الطريق الوطني رقم 16 بين قالمةوسوق أهراس. وأكد قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بأن "الخريطة الإجرامية" التفصيلية لنشاط مجموعات الأشرار حسب اختصاص كل منها عبر كامل تراب الولاية التي وضعتها مصالحه بناء على عملياتها الميدانية ساهمت بشكل كبير في عمليات الترصد لمختلف العصابات خاصة الناشطة منها في تهريب الآثار.