لقي حوالي 57 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 248 آخرون بجروح في سلسلة انفجارات هزت بشكل متزامن، مساء أول أمس، مناطق مختلفة من العاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد يومين من الهجوم على كنيسة سيدة النجاة. ووفقا لمصادر وزارة الداخلية العراقية، فإن نحو 11 سيارة مفخخة وأحزمة وعبوات ناسفة انفجرت في أوقات متقاربة في عدة أحياء شيعية ببغداد هي، الشعلة والبياع وأبو دشير والرحمانية والكاظمية والشرطة الخامسة بجانب الكرخ وأحياء الكمالية والعبيدي والصدر وأور والحسينية الشعب، مما أوقع العشرات بين قتيل وجريح. وفيما سارعت قوات الشرطة الى إغلاق جميع الطرق المؤدية الى أماكن الانفجارات، فرضت فرضت قيادة عمليات بغداد حظرا للتجوال في عموم مناطق العاصمة حتى إشعار آخر. وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر أصدر الإثنين، بيانا أدان خلاله ما أطلق عليه "العنف العبثي والوحشي" ضد "أشخاص عزل" في العراق. وجاء القداس بعد إعلان نائب وزير الداخلية العراقي اللواء حسين كمال، أن 58 شخصا ما بين مدني ورجل أمن قتلوا في عملية تحرير الرهائن الذين احتجزهم مسلحون من تنظيم القاعدة الأحد في كنيسة سيدة النجاة الكاثوليكية في حي الكرادة ببغداد. وفيما كشفت مصادر أمنية عراقية أن عشرات المسيحيين قتلوا بينهم كاهنان وأصيب نحو 78 آخرين، تضاربت الروايات حول مصير المهاجمين، حيث ذكرت وسائل اعلامية بريطانية، أن خمسة من المسلحين الذين شاركوا في عملية الاحتجاز قتلوا أثناء عملية تحرير الرهائن، فيما ذكرت وسائل اعلامية عراقية، نقلا عن الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطاء القول إن قوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على 5 إرهابيين من الذين اشتركوا في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة. وكان تنظيم القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم دولة العراق الإسلامية، أعلن مسئوليته عن الهجوم ووجه التنظيم في بيان له تهديدا إلى الكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للإفراج عن مسلمات معتقلات داخل أديرة في مصر وذلك في إشارة إلى الاتهامات للكنيسة المصرية بإخفاء نساء مسيحيات اعتنقوا الدين الإسلامي. كما طالب البيان بالإفراج عن سجناء القاعدة في العراق، ومن بينهم أرملة أبو عمر البغدادي الزعيم السابق لدولة العراق الاسلامية والذي قتل في أفريل الماضي. يذكر أن كنيسة سيدة النجاة وخمسة أماكن عبادة مسيحية أخرى في بغداد، تعرضت في الأول من أوت 2004 إلى هجمات أوقعت عشرات القتلى والجرحى. كما أشارت تقارير اعلامية، إلى أن المسيحيين في العراق يتعرضون منذ عام 2003 لهجمات مستمرة من قبل "المتطرفين " مما أدى إلى هجرة كثيفة بينهم إذ لم يتبق في العراق إلا نحو 87 ألف مسيحي من أصل 1.25 مليون. وفور وقوع الهجوم على كنيسة سيدة النجاة، أعلنت فرنسا استعدادها لمنح اللجوء ل 150 مسيحيا عراقيا.