ضرب أمس زلزال جديد في مدينة طوكيو، بعد زلزال الجمعة الذي وصف بأنه اكبر كارثة تتعرض لها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، فيما وقع انفجاران في المحرك الثالث للمفاعل النووي الأول في "فوكوشيما" مما تسبب في إصابة 11 شخصا. وبلغت شدة زلزال أمس، الذي شعر به سكان مدينة طوكيو 5.8 درجات بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأمريكي، ويقع مركز هذه الزلزال الجديد في البحر على بعد 150 كلم شمال شرق العاصمة قبالة سواحل مقاطعة ايباراكي. وأصدرت اليابان تحذيرا من اقتراب وصول موجة تسونامي بارتفاع ثلاثة أمتار على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد.فيما طلبت السلطات في مقاطعة اوموري من السكان ال12859 في مرفأ هاشينوهي إخلاء المدينة تحسبا لتسونامي. من جهة اخرى، أفادت الشركة المشغلة للمفاعل "طوكيوالكتريك باور" ان انفجارين وقعا أمس في المحرك الثالث للمفاعل النووي الأول في فوكوشيما الذي تعرض لحادث بعد الزلزال والتسونامي اللذين ضربا الجمعة شمال شرق اليابان.حيث سمع دوي انفجار جديد أمس، في مفاعل "فوكوشيما" وتصاعدت سحب الدخان من الموقع. وقالت وكالة السلامة النووية اليابانية انه لا يمكنها تأكيد اونفي ان يكون انفجار الهيدروجين في المفاعل رقم 3 في المحطة قد اسفر عن تسرب اشعاعي.حيث قالت الحكومة اليابانية في وقت لاحق إن الانفجار اسفر عن اصابة 11 شخصا، اصابة واحد منهم خطيرة. من جهته، قال الامين العام لمجلس الوزراء الياباني يوكيوايدانو، إن اربعة عسكريين وسبعة من العاملين في المفاعل اصيبوا عندما انفجرت الوحدة 3 في مفاعل فوكوشيما دايتشي أمس. فيما فقدت وحدة اخرى من وحدات المفاعل ذاته،طاقة التبريد فيها مما يعرضها هي الاخرى لخطر الانفجار. في ذات السياق، قال الأسطول السابع الأمريكي إنه قام بتحريك سفنه وطائراته بعيدا عن المحطة النووية اليابانية، وذلك على خلفية اكتشافه حدوث تسرب إشعاعي منخفض المستوى.مضيفا أن الإشعاع قد حدث نتيجة سحابة من الدخان والبخار انطلقت من محطة فوكوشيما النووية التي شهدت انفجارين للهيدروجين منذ زلزال الجمعة الماضي. وأشار إلى أن حاملة الطائرات رونالد ريغان كانت على مسافة 100 ميل من الساحل الياباني عندما قامت أجهزتها برصد الإشعاعات المنطلقة من المحطة النووية اليابانية، مؤكدا أن طاقم الحاملة تعرض في ساعة واحدة لجرعة من الإشعاع تعادل مستوى الإشعاع الطبيعي في بيئة ذات خلفية إشعاعية على مدار شهر كامل. وفي اشارة إلى مفاعل فوكوشيما الاكثر تضررا بزلزال الجمعة، قالت الوكالة في بيان لها ان الافتراض الحالي من قبل السلطات اليابانية ان زيادة مستويات الاشعاع ربما كان ناجما عن تسرب مواد مشعة من مفاعل فوكوشيما داييشي،مضيفا أن الفحوص في الموقع تشير إلى انه لم يحدث اي تسرب اشعاعي من الوحدات الثلاث في مفاعل اوناجاوا. من جانبه، وصف رئيس وزراء اليابان ناتوكان الكارثة التي تواجهها بلاده الآن بسبب الزلزال والمد البحري واحتمال حدوث انصهار نووي في المفاعلات النووية في منطقة الزلزال،بأنها أكبر كارثة تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية. ولا تزال اعداد المفقودين بالالاف في المنطقة التي كانت الاكثر تضررا بالزلزال القوي والتسونامي الذي اعقبه يوم الجمعة.حيث رجحت الشرطة اليابانية، ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي هز اليابان الجمعة الماضي، إلى أكثر من عشرة الاف قتيل. ويعاني الملايين من الناجين من هذه الكوارث من انقطاعات متكررة وطويلة في التيار الكهربائي، في وقت تصّعد فيه السلطات من جهود الاغاثة، فيما ذكرت أنباء محلية، ان نحو310 آلاف نسمة من سكان المناطق المحيطة بالمجمع النووي نقلوا إلى مناطق آمنة.