توعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، الأئمة المنخرطين في التيارات الحزبية، والذين يستغلون المساجد لدعايا أحزابهم أو حتى خارجها، تاركا بالمقابل الحرية الكاملة للأئمة لاجل الانضمام إلى أي حزب من الأحزاب، شرط أن لا يجهر بذلك بصفته إماما. كشف وزير الشؤون الدينية والاوقاف عن التدابير القانونية التي تتخذ ضد الائمة، والتي تبدأ بالدرجة الاولى ب "إنذارهم ثم استدعائهم إلى المجلس العلمي، وإن أصروا على فعلتهم، عندها سيتم معاقبتهم بالطريقة التي نراها مناسبة"، معتبرا الأمر منافيا ووظيفة الإمام المنطوة به، مبرزا أن المسجد جاء لتوحيد صفوف الأمة لا لتفرقتهم بصفة ان "من يقف على منبر هذا الأخير مسؤول على الوضع الداخلي للبلاد"، داعيا الجزائريين الى الاجتماع على كلمة واحدة. كما تحدث غلام الله في كلمة ألقاها في لقاء تقييمي جمع مع المدراء الولائيين، أمس، بدار الإمام بالمحمدية عن دورة الإمام في المجتمع، مشيدا بالمكانة التي أصبح المسجد يلعبها اليوم، مذكرا في قوله "بدوره الفعال في إطفاء نار الفتنة في عدة مناسبات، أولها أحداث الزيت والسكر التي عرفتها الجزائر السنة الماضية من بثه للوعي الديني والوطني"، الأمر حسبه "مقاومة شديدة بدأها الأئمة اتجاه محاولات الدس وتفرقة الصفوف" مضيفا ان الإمام أصبح اليوم يقاوم الفتنة"، وأنه "تلك اليقظة أيضا أثمرت خلال ما أصبح يصطلح على تسميته بأزمة الثلوج أين ساهم المسجد كثيرا في الحض على التعاون والتآزر". وأرجع المتحدث عدم دخول الجزائر في خضم موجات الربيع العربي، الى الدور الكبير للمسجد الذي له دور كبير في إيصال فكرة أن هذا الأمر لا صلة له بالعروبة، بل الى علم وفطنة.. الشعب الجزائري لا ينجر وراء الفتنة ودعاة التهديم من اليهود وفلاسفة الغرب داخليا وخارجيا، الذين يقودون شعوبنا الى التحرر، بل انهم يقودوننا الى الإقتتال فيما بيننا". كما افاد بوعبد الله غلام الله ان موسم الحج للسنة الجارية 2012 سيعرف تحسينات اضافية لعمل البعثة، وذلك من خلال تحديد مهام كل عضو من الأعضاء، وذلك عن طريق تحميل مرشد، وهو عبارة عن كتيب فيه كل مهام ذلك العضو من اسكان الحجاج او استقبالهم، حيث سيتم العمل لأول مرة في اطار تحسين خدمات الحج في المملكة العربية السعودية. وقد تطرق الوزير غلام الله إلى الوضعية الاجتماعية لبعض الائمة الذين لم يتحصلوا على أجورهم منذ شهر ديسمبر الماضي، معتبرا الأمر "عيبا كبيرا"، وقال إنه رغم هذا "فهم لم يخرجوا في احتجاجات إمام المديريات الولائية بل واصلوا عملهم، على عكس بعض القطاعات التي خالضت موجات احتجاجية عارمة السنة الماضية منها المعلمين الذين تركوا مقاعد الدراسة وهرعوا إلى إضرابات تضر بمستقل تلاميذتنا"، مضيفا في قوله "أنا لا ألوم الأئمة اذا خرجوا الى الشارع للإحتجاج اذا ظلموا في حقوقهم". وذكر الوزير في تصريح على هامش اللقاء التقييمي مع المدراء الولائيين، أن الغرض من الأمر يدخل من باب الإرشاد والتوجيهات، مضيفا أن كل امام يتعرض الى هانة له موقع الوزارة ويكتب شكواه التي تصل مباشرة الى شخصيا دون المرور على اي اطراف اخرى وله الحرية في كتابة ما يشاء، موضحا أن الوزارة خصصت مفتشين على المستوى الوطني لزيارة الولايات وألإطلاع على اي امر يخص القطاع.