بزعامة الملياردير بيدزينا ايفانيشفيلي يتقدم الائتلاف المعارض بزعامة الملياردير بيدزينا ايفانيشفيلي على حزب الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي في الانتخابات التشريعية التي جرت الاثنين في جورجيا، بحسب نتائج جزئية، امس الثلاثاء. واظهرت النتائج بعد فرز الاصوات في 15,3% من مراكز التصويت بالنسبة للمقاعد ال77 من اصل 150 التي توزع بناء على النسبية، حصول ائتلاف "الحلم الجورجي" على 52,7% من الاصوات مقابل 42% للحركة الوطنية الموحدة بزعامة ساكاشفيلي، وفق ما اعلنت اللجنة الانتخابية، غير ان توزيع المقاعد يتم وفق نظام انتخابي مختلط معقد تمنح بموجبه المقاعد ال 73 المتبقية بالاقتراع بالغالبية. ولم يعلن بعد عن اي نتائج بهذا الصدد. وبناء على ذلك، اقر ساكاشفيلي مساء الاثنين بفوز المعارضة على ما يبدو في الانتخابات بالنسبية، لكنه اكد ان حزبه يفوز من جهته بغالبية المقاعد التي تمنح بالاكثرية. وشدد على وجوب الانتظار حتى "ترتسم صورة واضحة للنتائج". وقال في بيان "بحسب استطلاعات الراي التي جرت عند الخروج من مكاتب الاقتراع، فان ائتلاف الحلم الجورجي حقق تفوقا في الانتخابات بالنسبية. اما في الدوائر التي تعتمد الاكثرية، فيبدو ان الحركة الوطنية الموحدة سجلت تقدما واضحا". وبلغت المشاركة نسبة 61%. من جهته، قال ايفانيشفيلي في خطاب بثته شبكة تي في 9 التلفزيونية التابعة للمعارضة مساء الاثنين "انتصرنا! الشعب الجورجي انتصر". واحتفل انصاره حتى ساعة متاخرة من الليل في العاصمة تبيليسي فتجمعوا في ساحة الحرية واطلقوا ابواق سياراتهم حتى الفجر. ولم يسجل اي حادث يذكر في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد 4,5 مليون نسمة بعدما خيم فيها التوتر خلال الاسابيع الاخيرة من الحملة الانتخابية. وستقدم منظمة الامن والتعاون في اوروبا الثلاثاء تقريرها الاولي عن الانتخابات التي تابعها العديد من المراقبين الدوليين. وكان حزب ساكاشفيلي يشغل 119 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته الذي انتخب عام 2008. وتتسم هذه الانتخابات باهمية حاسمة بالنسبة للرئيس الذي تابع دروسه في كل من فرنسا والولايات المتحدة وشكل وصوله الى السلطة في خضم "ثورة الورود" عام 2003 منعطفا لجورجيا نحو الغرب اثار استياء موسكو. والتعديلات الدستورية التي سيقرها النواب ستعزز سلطة البرلمان ورئيس الوزراء وتقلص دور الرئيس اعتبارا من العام 2013 الذي سيشهد نهاية ولاية ساكاشفيلي الثانية، ولا يحق للرئيس الترشح لولاية ثالثة. ووصل ساكاشفيلي الى السلطة ايضا بناء على وعد باحلال الديموقراطية في البلاد، وهذا ما هو موضع تساؤل اذ تتهمه المعارضة باقامة نظام سلطوي. واعتبر خصمه ايفانيشفيلي ان هذه الانتخابات التشريعية ستتيح تغييرا ديموقراطيا "لاول مرة" في تاريخ البلاد. وتصاعدت حدة التنافس السياسي مع نشر اشرطة فيديو قبل اسبوعين تكشف عن ضرب واغتصاب معتقلين في احد سجون تبيليسي ما اثار تظاهرات ساخطة في جورجيا وموجة ادانات دولية. ورد النظام منددا بحملة ضده، وعمد الى تبديل جميع حراس السجن بشرطيين وتعيين مدافع عن حقوق الانسان على رأس دائرة السجون، غير انه بات بعد الفضيحة في وضع حساس. واتهم ايفانيشفيلي الرئيس ايضا بالتسبب باندلاع الحرب مع روسيا في صيف 2008 التي ادت الى اعتراف موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وقد نشرت فيهما قوات روسية منذ ذلك الحين. وفي المقابل، اتهم ساكاشفيلي خصمه الذي جنى ثروته في روسيا خلال التسعينيات بانه يخدم مصالح موسكو. وان كان ايفانيشفيلي ينفي ذلك، الا انه يدعو الى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع روسيا مع التاكيد على السعي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي.