في أعقاب عملية عسكرية بريف دمشق دارت، امس، اشتباكات في عدد من احياء حلب شمال سوريا بينما تتعرض اجزاء من المدينة للقصف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي الوقت نفسه، تستمر اعمال العنف في مناطق سورية عدة بعد يوم دام سقط فيه 154 شخصا، بحسب المرصد الذي قال إنه عثر في ريف دمشق على جثث في اعقاب عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في الايام الماضية. وقال المرصد في بيان امس ان "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في احياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان رافقها قصف على حيي الصاخور والكلاسة"، وقالت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام في عددها الصادر امس ان المعارك في الاحياء الشرقية للمدينة كشفت "حقيقة وهم القوة والسيطرة الذي يعيشه المسلحون فيها". واكدت الوطن سيطرة القوات النظامية على "مستديرة الصاخور الاستراتيجية"، وذلك بعدما قامت "بتطهير حيي العرقوب وسليمان الحلبي من المسلحين واعلنتهما منطقتين آمنتين بعد تطهير حي الميدان". واضافت "ما ان بسط الجيش العربي السوري سيطرته على مستديرة الصاخور التي تشكل مدخل المنطقة حتى سارع المسلحون إلى الهرب باتجاه الريف الشرقي". وواصلت القوات النظامية "عملياتها النوعية بالتقدم على محور باب انطاكيا المؤدي الى اسواق المدينة القديمة"، بحسب الصحيفة.وكان مراسل وكالة فرانس برس في حلب نقل عن مصدر عسكري ان اشتباكات وقعت ليل السبت الاحد مع مقاتلين معارضين "حاولوا التسلل الى شارع السجن" الواقع ضمن المدينة القديمة، ما ادى الى مقتل ثمانية منهم. وتعرضت الاسواق القديمة في حلب والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، الى حرائق واضرار جراء الاشتباكات المستمرة. وتشهد المدينة منذ 20 جويلية الماضي اعمال عنف، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف. وفي ريف دمشق حيث شددت القوات النظامية حملتها في الايام الماضية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، افاد المرصد عن العثور على "جثامين عشرة رجال احدهم مقاتل قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من البلدة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الايام الفائتة انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها". واورد التلفزيون الرسمي السوري ان "وحدات من قواتنا المسلحة تطهر منطقتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق من المجموعات الارهابية المسلحة وتعلنهما منطقتين آمنتين". وتتعرض قرى وبلدات في محافظة إدلب لقصف امس الاحد، بعد يوم من سيطرة المقاتلين المعارضين على قرية خربة الجوز الحدودية بعد اشتباكات ادت الى مقتل 40 جنديا من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف بحسب المرصد. كما افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن تعرض بلدة جوسية في ريف حمص للقصف باستخدام الطيران الحربي. وكانت القوات النظامية استهدفت قبل يومين حمص بالغارات الجوية للمرة الاولى. وتعد المدينة ولا سيما وسطها معقلا للمقاتلين المعارضين، وما زالت بعض احيائها تخضع للحصار والقصف. كما تقوم القوات النظامية "بمداهمة احياء البارودية والمناخ والاميرية والحميدية والشرقية" بمدينة حماة مع انتشار عسكري في احياء عدة من المدينة، بحسب المرصد. من جهة اخرى، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة تلفزيونية مساء الاحد ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "رجل عقلاني" ويمكن ان يحل محل بشار الاسد على رأس حكومة انتقالية في سوريا لوقف الحرب الاهلية في البلاد. ومن جانبها صحيفة نيويورك تايمز السبت ان السعودية وقطر اوقفتا تسليح المعارضين السوريين بالاسلحة الثقيلة التي يمكن ان ترجح كفة النزاع لمصلحتهم، في غياب دعم كاف من جانب الولاياتالمتحدة. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الى مقتل 154 شخصا، السبت، هم 47 مدنيا و62 جنديا نظاميا و45 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 31 الف شخص في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا.