فيما يحاكي شباب الجزائر عرض، أول أمس، في المهرجان السينمائي بأبوظبي الفيلم الروائي ''حَرّاڤه بلوز'' للمخرج موسى حداد وكاتبة السيناريوالتي تحضر لفيلم قصير بعنوان "الصّدرية الصفراء" أمينة بجاوي.يتناول فيلم ''حراڤة بلوز'' قصة شابين صديقين يحلمان بالسفر إلى أوربا، الابتعاد والهروب من الأرق اليومي في ظل الآفاق المسدودة فيحلمان بالذهاب إلى مكان آخر بحثا عن موطن أسطوري اسمه الإلدورادو بغية تحقيق عيشة أفضل، فيدركان أن الأمر صعب، لكن يتمسكان بذلك، ولا أحد يمكنه منعهما وإقناعهما بالتراجع عن قرارهما. تتوالى الأحداث ولأسباب مادية، لا يستطيعان الرحيل معا، فيحاول "زين" أوّلا العبور إلى إسبانيا. في حين أن ريان" ينجح في إقناع خاله بإعطائه مبلغا من المال يسمح له بدفع ثمن تجاوزه البحر ووصوله إلى الضفة الأخرى موهما إيّاه برغبته في الاستثمار في أحد المشاريع، لأجل ذلك يمضي "ريان" إلى مدينة عنابة أين يقيم هذا الأخير. وخلال رحلته إلى عنابة، يعيش "ريان" مغامرات تجعله يكتشف ذاته كما تتيح له فرصة الولوج إلى عالم الجزائر العميقة. على خلاف "زين" الذي يتم إنقاذه من طرف حراس الشواطئ ويعود مصدوما من الأحداث التراجيدية المؤلمة لرحلته البحرية، ليحاول بعدها إقناع ''ريان" بفكرة التخلي عن مشروع "الحَرْڤه". من جهته، اعتبر المخرج السينمائي موسى حداد فيلمه 'حراڤه بلوز' بأنه نظرة لا مثيل لها حول الجزائر المعاصرة، جزائر اليوم، الجزائر المتذبذبة، الممزقة، الصارخة وغير المنفصلة في واقعها عن المجتمعات الأخرى، مضيفا بأن الفيلم معاصر ومُوجّه للشباب من أجل تحسيسهم بأن هناك سينما صادقة تحترم رغباتهم، من خلال جذبهم بقصة مستوحاة من الواقع، وينضوي ذلك تحت زاوية عمل سينمائي هدفه تقديم صورة مغايرة وإيجابية عن الجزائر ليفصح عن أن الإلدورادو لمن يريد مشاهدته لا يوجد بالضرورة في الضفة الأخرى. وأشار موسى حداد بأن سيناريو "حَرّاڤه بلوز" يحتوي على مضامين خفيّة والرسالة الحقيقية التي يقترحها الفيلم للشباب ترتكز على مبدأ الإقناع الخفي، للتأثير على ذهنية المتفرج الشاب بإبراز محاسنه دون إرهاقه بخطاب أخلاقي، موضحا بأن فيلم "حَرّاڤه بلوز" ليست له أية تطلعات سياسية سوى مساعدة الشباب على الهروب فقط أثناء عرض الفيلم، لأن موطنهم الأسطوري هو الجزائر.