بكل تفاصيل الحياة اليومية، فن الطبخ والملابس التقليدية يستقطب المعرض حول حي "الدويرات" العتيق بمدينة البليدة وحي "القصبة" العتيق بالعاصمة الذي افتتح اول امس الأحد بمركز التكوين المهني بأولاد يعيش بالبليدة اقبالا ملحوظا من طرف الزوار الشغوفين بتراث الأحياء الجزائرية القديمة وبعاداتها وتقاليدها وقعداتها. وابرز المعرض تفاصيل الحياة اليومية في حي "الدويرات" وفي حي "القصبة" مثل تلك الجلسات العائلية الحميمية أو القعدات وكذا كيفيات تنظيم االمناسبات مثل الاحتفال بالمولد النبي الشريف أو مراسيم ختان الأطفال أو تنظيم الأعراس وغيرها من العادات والتقاليد البليدية والعاصمية القديمة التي تعكس نمط حياة الجزائريين في المدن العتيقة عبر الوطن. كما يبرز هذا المعرض فن الطبخ الذي كانت تتقنها سيدات هذه الأحياء القديمة من أطباق و حلويات تقليدية مثل "العرايش" و"الدزيريات"و "مقروط اللوز". وفي مجال الألبسة تظهر في هذا المعرض تلك الألبسة التقليدية الأصيلة الجميلة مثل "البرنوس" و"شاشية "و"شاشية كربوش" و"محرمة الفتول " التي كانت تحرص النساء البليديات و العاصميات على تعصيب الرأس بها فتزيدها بهاءا وجمالا.كما يعرض بهذه التظاهرة الثقافية نموذج عن ديكورات غرف الإستقبال القديمة بحي القصبة التي تتميز خاصة بالأواني النحاسية التي كان لا يخلو أي منزل بهذا الحي منها.ويرى المتخصص في التراث "الشيخ المحروسة" العارف بتفاصيل عادات وتقاليد العاصمة وكذا البليدة أن المعرض يهدف إلى تعريف الشباب و تذكيرهم بعادات و تقاليد أجدادهم مشيرا أنه ليس متاح دائما لهم التعرف على تفاصيل حياة وثقافة وحضارة أسلافهم الجميلة بالنظر للحياة العصرية المتسارعة.وأشار المحروسة إلى التشابه الكبير بين حي القصبة و حي الدويرات من حيث نمط حياة سكانهما و عاداتهم و تقاليدهم وكذا من حيث هندسة وشكل المباني التي تتميز ب"وسط الدار" و غرس مختلف أنواع النباتات على غرار نبتة "الحبق".وتم إلى جانب تنظيم المعرض الذي يندرج ضمن نشاطات اللقاء الفني الذي يتناول تراث هذيين الحيين عرض روبرتاج وثائقي و تاريخي حول الجزائر العاصمة. و سيعرف اليوم الختامي لذه التظاهرة الثقافية الرامية إلى تقوية الروابط بين المدن العتيقة غدا الإثنين احياء حفلات موسيقية في الطابعين الشعبي والأندلسي.