التركيز سينصب على العمل النفسي والتكتيكي يشرع مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش بداية من هذا الجمعة في التحضير الفعلي للمواجهة الرسمية الأولى أمام المنتخب التونسي يوم الثلاثاء المقبل لحساب الدور الأول من منافسة كأس أمم إفريقيا، حيث و بعد إجراء المواجهة الودية الثانية المقررة يوم غد، يكون الناخب الوطني حينها قد استطاع جمع كل النقاط و المعطيات الخاصة بتشكيلته و بالتالي فيتبقى له العمل التكتيكي الأخير و تجريب الخطط التي ينوي الدخول بها أمام أسود قرطاج و هذا فضلا عن المزيد من معاينة اللاعبين في المباريات التطبيقية و ذلك من أجل اختيار التشكيلة الأساسية، و من جهة اخرى، سيكون للعمل النفسي حيز هام في الحصص التدريبية الأربعة الأخيرة التي تسبق موعد مواجهة تونس، حيث يدرك حليلوزيتش جيدا بأن الكثير من العناصر التي سيعتمد عليها تفتقد للخبرة و أغلبها يشارك للمرة الأولى في منافسة بحجم كأس إفريقيا، و لذلك فهي بحاجة إلى دعم معنوي كبير حتى تتمكن من تجنب التأثر بالضغط الذي ستشكله الجماهير الغفيرة كما أن ترشيح الكثير من المتتبعين و التقنيين للجزائر لبلوغ الدور النهائي يشكل عبء آخر لأشبال التقني البوسني من الصعب تحمله وسط مجموعة الموت، و على صعيد آخر، فإن المباراة الإفتتاحية تعتبر الأصعب على الإطلاق لأي منتخب مهما كانت قوته و مهما كان المنافس و عادة ما تنتهي بمفاجآت، و الجزائريون لا يزالون يتذكرون ما فعله منتخب مالاوي بالخضر في طبعة "كان 2010 " بأنغولا علما بأن المنتخب الوطني كان حينها احد أبرز المرشحين باعتباره منتخب مونديالي، و لكن الواقع كان معاكسا لكل التوقعات، وهو السيناريو الذي لا يريد حليلوزيتش تجنبه هذه المرة، و لذلك فهو عازم على تكثيف العمل النفسي. حليلوزيتش يتخوف من تسجيل إصابات جديدة في صفوف التشكيلة قبل الموعد الرسمي و لا يزال الهاجس الوحيد الذي يتخوف منه الناخب الوطني هو تسجيل اصابات مفاجئة في صفوف تشكيلته خلال المواجهة الودية ليوم غد، حيث من جهة، يريد منح فرصة أخرى للكثير من العناصر حتى تتكون لديه نظرة عامة عن مستوى كل لاعب تحضيرا لتحديد القائمة الأساسية و لكن من الجهة المقابلة، يخشى ان تتعرض احدى الركائز التي يعول عليها لإصابات قد تدخله في دوامة جديدة من المشاكل قبيل مواجهة الجار التونسي، و في هذا الإطار، فمن المتوقع ان يشارك لاعب خيتافي الإسباني مهدي لحسن في مواجهة الغد امام بلاتينيوم ستارز و هذا رغم تعرضه لمضاعفات على مستوى الفخذ و هو الأمر الذي دفع بالمدرب الوطني إلى طلب إجرائه لفحص بأشعة "إي أر أم" من أجل التحقق من طبيعة الإصابة. نقطة ضعف كوت ديفوار في الدفاع و الإرهاق البدني هاجس مدرب تونس هذا و يبدو أن التقني البوسني حليلوزيش قد يكون قد شاهد مباراة كوت ديفوار و مصر و لم يفوت فرصة الكشف عن نقاط ضعف منافس الخضر في هذه "الكان" ، حيث كانت معاناة الفيلة ظاهرة على مستوى الدفاع و قد ارتكبت العناصر الدفاعية عدة اخطاء في المراقبة و التمركز خاصة الرواقين الأيسر و الأيمن اللذان لا يحسنان التغطية و يتركان فراغات كبيرة يمكن لحليلوزيتش استغلالها لصالحه ، كما أن نقطة ضعف كوت ديفوار تكمن أيضا في حارس المرمى الذي ارتكب أخطاء ساجذة و كشف مستوى ضعيف، و بالمقابل فإن تشكيلة الفرنسي صبري لموشي تملك خط هجوم ناري و سريع جدا و هي نقطة قوته الأولى، في حين فإن مدرب المنتخب التونسي البنزرتي اعترف بأن فريقه لا يزال يعاني من نوع من العقدة النفسية فضلا عن الإرهاق جراء العمل البدني الكبير الذي قام به أشباله خلال التربص التحضيري و هو ما ظهر جليا في المباراة الودية امام منتخب غانا، غير أنه أبدى تفاؤلا بقدرة تشكيلته على تجاوز كل تلك الصعاب قبل المواجهة الرسمية الأولى أمام الجزائر. روراوة يبعد الضغط عن اللاعبين لكن يطالبهم بمشاركة مشرفة لم يشأ رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة وضع لاعبي الخضر تحت الضغط قبل بداية المنافسة و ذلك باشتراط تحقيق هدف معين في هذه الدورة و لكنه كان ذكيا عندما طالبهم بضرورة تشريف الجزائر و هو ما يعني أنه يريد منهم الوصول إلى المواجهة النهائية أي تحقيق نتيجة أفضل من تلك المحققة في كأس إفريقيا لسنة 2010 عندما بلغ الخضر المباراة نصف النهائية، و يعتقد بأن الإمكانيات الضخمة التي قام بتوفيرها للمنتخب كفيلة ببلوغ ذات الهدف، حيث يقف على كل كبيرة و صغيرة بخصوص مكان و ظروف الإقامة و حالة أرضية الملعب التي تجرى عليه التدريبات فضلا عن امور تنظيمية أخرى جعلت الجميع من لاعبين و طاقم فني يعترفون بأن كل شيء على ما يرام و هم واعون بالمسؤولية التي تنتظرهم، و اكثر من ذلك، فإن المشاكل التي حدثت داخل أسرة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا 2010 و التي كان بطلها بعض اللاعبين، لا وجود لها هذه المرة بل و تم تسجيل اجواء أخوية رائعة و تضامن كبير بين اللاعبين و هي الصورة التي يحبذها روراوة الذي أشاد كثيرا بالصرامة التي يطبقها المدرب حليلوزيتش. حصة خاصة عن الخضر هذا المساء بقناة الجزيرة الرياضية سيكون الموعد مساء اليوم بداية من الساعة الثامنة بالتوقيت الجزائري مع حصة خاصة بالمنتخب الوطني من إعداد قناة الجزيرة الرياضية، حيث سيتم الحديث خلالها عن اهم مستجدات التشكيلة الوطنية المتواجدة بجنوب إفريقيا و ستتخللها ربورتاجات و حوارات مع الطاقم الفني و اللاعبين فضلا عن حديث عن حظوظ الخضر في هذه المنافسة لا سيما وأنهم يتواجدون في أصعب مجموعة و التي تضم كل من كوت ديفوار، تونس و الطوغو، و يأتي ذلك عشية المواجهة الودية الثانية أمام نادي بلاتينيوم ستارز الجنوب إفريقي، و حسب المبعوث الخاص للقناة إلى مدينة روستنبورغ، الجزائري نسيم روبيكا، فإن هناك برنامج ثري جدا خاص بهذه الطبعة أين سيتم التركيز أكثر على المنتخب الوطني، هذا و ستكون حصة هذه الأمسية تحت عنوان " افريقيا تنتظر".