"المرأة الجزائرية صنعت ملحمة تاريخية رائعة لن تتكرر في العالم" يرى الكاتب و ألإعلامي التلفزيوني الأستاذ محمد بغداد أن الشعوب المتحضرة تفهم بان المناصب القيادية، تمنح لمن يملك المواهب و الإبداع والقدرةعلى خدمة الآخرين، و أ،ه آن الأوان لمناقشة قضية ألإنسان و ليس الرحل و المرأة، و أضاف الأستاذ بغداد أنه ما زال أمامنا الوقت الكافي للخروج منالتخلف أولا، و من ثم السؤال إذا كان من حق المرأة الوصول إلى منصب رئيس جمهورية ، مؤكدا أن المرأة الجزائرية ضربت أروع الأمثلة في الكفاح،من خلال من خلال ملحمة فاطمة نسومر التاريخية، التي سار وراءها شيوخ القبائل وعلماء الزوايا وقادة الأعراش، الأمة العربية استضافت الأستاذمحمد بغداد فكان لها معه هذا الحوار القصير الشيق. كيف تنظرون الى المرأة بعدما انتزعت حريتها و ماذا تريده ؟ أولا أنا لا أنظر إلى المرأة، إلا من زاوية الإنسان، فلا أعترف بالرؤية الجنسية لها، فأعظم امرأة في الدنيا، هي أمّي، أما ما تريده المرأة، فالمرأة وحدهامن يقرر ما تفعل، واعتقد ان نقاش موضوع المرأة، هو تضييع وقت وتخلف، لأننا لا نناقش قضية الانسان، وعندما تنحدر الشعوب الى الحديث عن المرأةوالرجل، نكون قد خطت خطوات كبيرة بعيدا عن التاريخ، في الجزائر يوجد مليونين من الأرامل، ومثله من العوانس، ومليون أم عازبة أقل من خمسةوعشرين سنة، والقائمة طويلة.. نلاحظ أن الرجل الجزائري أصبح أكثر تفتحا لخروج المرأة، هل الضرورة وراء ذلك أم أنه يدخل في إطار التفتحالعولماتي؟ لا ..لا أبدا هذا اتهام باطل، فالرجل الجزائري كان منذ أمد بعيد، متفتح ومتحضر والأدلة كثيرة، يمكن الإشارة إلى اثنين، أولهما سير هذا الرجل وراءالمرأة، وتسليمه قيادة الحروب لها، من خلال ملحمة فاطمة نسومر التاريخية، التي سار وراءها شيوخ القبائل وعلماء الزوايا وقادة الاعراش، ويأتي اليوم منيكذب على الناس، ويقول المرأة مظلومة، والثاني الملحمة التاريخية العاطفية، في حكاية حيزية في ذلك الحب القدسي الراقي، والتي خلدها رجل مثل بنقيطون، والتي نسيتها النخب المغشوشة. في رأيك هل بلغت المرأة الجزائرية درجة النضج ما يكفي ؟أم أنها ما زالت تفتقر الى هذا العنصر بمقارنتها مع نساءآخريات في الوطن العربي؟ اعتقد آن المرأة الجزائرية ناضجة بما فيه الكفاية وفي مقدمتهم أمّي، والأدلة كثيرة ومتوافرة والواقع القائم يشهد ويؤكد على ذلك، ولولا سماجة النخب المغشوشة التي تعكر صفو حياتنا، لكانت المرأة في مكانها الطبيعي، ولما تناقشنا اليوم في مثل هذه المواضيع، فلا يتحدثون عن حقوق الانسان ووضعيته فيالارياف والمداشر، حتى وصل الأمر أننا في مجتمع لا يملك فيه المواطن مجرد سكن يأوي اليه كبقية البشر، زيادة على الحرمان من الخدمات الصحية والقائمة طويلة. لكن البعض يعتقد أن المرأة منافسا،خاصة في المجال السياسي و تعتبر مصدر إزعاج بالنسبة له بعد صدورالقانون الجديد للانتخابات ؟ لا أظن ذلك، فلم تكن المرأة في يوم ما منافسا ولا مزعجا للرجل، خاصة في المجال السياسي، ولكني لا أري أن القانون الجديد كان في صالح المرأة،فعندما تتحول المرأة الى مجرد كوطة، توضع في الزاوية الحادة ولا أظن النساء اللواتي وصلنا الى المجالس المنتخبة، يملكن شرعية التمثيل، لأنهن تمتعينهن وليس انتخابهن، والدليل أن هناك نساء رئيسات أحزاب، ولم يتمكن من الوصول الى هذه المجالس، لأننا وضعنا المرأة في مقدمة حرب ضدالمجتمع، وقلنا له أنك مجتمع تحارب المرأة وتقهرها، وعليك أن تخضع لقهر القانون، وها نحن اليوم نتداول مصطلح دخل في القاموس الاجتماعي والتداولالاعلامي، وهو (برلمان الحفافات) ، وهو نفس المنطق الذي تم قهر وإقصاء وتهميش الكثير من النساء المثقفات، والقادرات على خدمة المجتمع، والجميعيعرف المقاييس التي اعتمدت في اختيار المرشحات في الانتخابات. ضربت المرأة الفيتنامية و الفلسطينية أروع الأمثلة في الكفاح والنضال، فكيف نقارنهن بالمرأة الجزائرية؟ المرأة الجزائرية صنعت ملحمة تاريخية رائعة، لن تتكرر في العالم ، إنها صانعة ومبدعة الثورة التحريرية الخالدة، ولولا المرأة ما كان للثورة التحريريةأن تنجح وتحقق أهدافها، ولا أظن أن امرأة في العالم قدمت التضحيات وحققت الانجازات طوال قرن وربع، مثل المرأة الجزائرية، ففي الوقت الذي حرمتفرنسا الشعب من التعليم، تحولت المرأة الى مدرسة وجامعة خرجت عباقرة وقادة عظام، لن يتكرر نماذجهم في المستقبل. كان هذا في وقت معين، و اليوم كيف تجدونها؟ أعتقد أن المرأة الجزائرية، تقدم في كل زمن أروع التضحيات وأجمل الانجازات، ومن الظلم والتعسف مقارنتها بغيرها، فلكل شعب ظروفه فنحن البلد العربي الوحيد الذي تحتل فيه المرأة النسبة العالية والمتقدمة في التعليم، وأغلب الناجحين في المسابقات الوطنية، هم من النساء، وأغلب نسب التسرب المدرسي هي للذكور، ولكن مشكلتنا تكمن فيما تفعله النخب المغشوشة بهذا الوطن وبالإنسان، فلحد الان يتم تجاهل المكانة المهمة للمرأة، ويتم الكذب عليهاوتوريطها في متاهات خطيرة ومعارك وهمية. بحسب أرقام المركز الوطني للسجل التجاري عدد النساء التاجرات بلغ 116474 متعاملة سنة 2012 بلغ عدد النساء التاجرات 116474 متعاملة مع نهاية 2012 من بينهن 109771 شخص طبيعي و 6703 شخص معنوي هن مسيرات المؤسسات، حسبما أكدته حصلية للمركز الوطني للسجل التجاري. وأوضح المركز أنه مقارنة بسنة 2011 فإن عدد التاجرات سنة 2012 ارتفع بنسبة 6ر0 بالمائة أي بزيادة 733 متعاملة مضيفا أن هذه الزيادة و "بالرغم من كونها طفيفة بالنسبة للنساء المسجلات في السجل التجاري يرجع إلى التسهيلات التي أدخلت خلال السنوات الأخيرة خاصة في إطار الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمار و الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب و الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة و الوكالة الوطنية لتسيير المؤسسات المصغرة". وانتقل عدد النساء التاجرات حسب نفس المصدر من 98117 سنة 2006 إلى 115741 سنة 2011 قبل أن ينتقل هذا العدد إلى 116474 سنة 2012 وهو ارتفاع بنسبة 7ر18 بالمائة في ظرف 6 سنوات من 2006 حتى 2012. وكانت النساء التاجرات مع نهاية ديسمبر 2012 تمثلن 3ر7 بالمائة من إجمالي الأشخاص الطبيعيين في حين قدرت نسبة الاشخاص المعنويين، أو الشركات، ب 8ر4 بالمائة خلال السنة الفارطة، وقدر عدد النساء المسجات في السجل التجاري ب 1596352. ولا تشمل إحصائيات المركز الوطني للسجل التجاري النساء اللواتي يمارسن مهنا حرة حرفية أو نشاطات فلاحية مؤطرة بإجراءات تشريعية و تنظيمية خاصة. وبخصوص التوزيع الجغرافي للنساء التاجرات فتتركز 11754 امرأة بمعدل 09ر10 بالمائة، بولاية الجزائر و 7567 بنسبة 49ر4 بالمائة بولاية وهران. وذكر المركز الوطني للسجل التجاري أن 4735 مرأة مسجلة بالسجل التجاري بولاية تلمسان أي نسبة 06ر4 بالمائة من إجمالي النساء التاجرات على المستوى الوطني في حين قدرت هذه النسبة بولاية قسنطينة ب85ر3 بالمائة ب4495 تاجرة. وباستثناء تندوف وتيسمسيلت وايليزي يوجد في 36 ولاية أخرى ما بين 1000 إلى 3000 تاجرة. ويقدر المعدل الوطني للنساء التاجرات ب 2426 امرأة في الولاية الواحدة" حسب نفس المصدر الذي يرى أنه مقارنة بالعدد الإجمالي للسكان (8ر37 مليون نسمة) توجد امرأة واحدة مسجلة بالسجل التجاري من ضمن 324 نسمة". وبخصوص النشاطات التجارية الأكثر ممارسة لدى النساء التاجرات أو رئيسات المؤسسات فتخص تجارة التجزئة والخدمات و الصناعة و صناعة الخبز والحلويات والأشغال العمومية والبناء والاستيراد والتصدير. ويوجد 8ر47 بالمائة من ضمن 109771 تاجرة مكونة من أشخاص طبيعيين بالجزائر ممن يمارسن تجارة التجزئة في حين تنشط 7ر38 بالمائة من بينهن في مجال الخدمات. وبخصوص المؤسسات المسيرة من قبل النساء 6703 حسب حصيلة المركز الوطني للسجل التجاري الذي أضاف أن "هذه النشاطات تتمثل في الخدمات 38 بالمائة، والصناعة والبناء والأشغال العمومية بنسبة 8ر24 بالمائة، والاستيراد والتصدير بنسبة 7ر19 بالمائة". سيدات أعمال يطالبن بحصة للولوج إلى الصفقات العمومية طالبت مشاركات في ملتقى حول المقاولة النسوية نظم أول أمس أمس بغرداية بحصة من الصفقات العمومية باعتبارهن "طرفا فاعلا " في التنمية الوطنية. وترى رئيسة ومؤسسة جمعية الجزائريات المسيرات وسيدات الأعمال أن المؤسسات المسيرة من قبل النساء " تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الصفقات العمومية التي يستحوذ عليها الرجال". وفي هذا الصدد طالبت خديجة بلهادي باقرار إجراءات ضرورية لتسهيل على سيدات الأعمال الدخول إلى مصادر التمويل والصفقات العمومية " بما يسمح لهن بالمساهمة واقعيا في التنمية الإجتماعية و الإقتصادية للبلاد ". ورافعت المشاركات في هذا اللقاء من أجل مكان لهن في العالم المهني ضد " البطالة الهيكلية" التي تمس المجتمع بصفة عامة والشريحة النسوية بصفة خاصة . وتطمح هذه الفئة إلى العمل من أجل ربح "استقلاليتها الاجتماعية والمالية" كما أكدت المتدخلات، وأسرت إحدى سيدات الأعمال الناشطات في مجال البناء والأشغال العمومية بعد اعترافها بأن الدولة تسعى إلى إرساء المساواة بين النساء والرجال بأنه "من الصعوبة بمكان البحث عن مشاريع أو ورشات أو دراسات في أوساط شبكات الرجال ذلك أن هذه المسألة تبقى مرتبطة بعادات المجتمع الذي تطغى عليه الذكورية". كلمة لابد منها.. المرأة صنعت مكانتها في المجتمع، ولكن هل حققت إنسانيتها؟ لم تعد العلاقة بين الرجل و المرأة مبنية على الشعور الأخوي و الإنساني، و إنما أصبحت تحكمها المصلحة التجارية أو السياسية، و بتدخل هذين العنصرين فقدت هذه العلاقة محتواها الروحي، و لذا لابد من إعادة النظر في إنسانية المرأة طالما تحولت إلى قضية ، لأنه إذا انهارت المرأة انهار المجتمع كله ماذا تريد المرأة من الرجل؟ ربما الإجابة على هذا السؤال قد يكون فيه حرج بالنسبة للرجل، أو تكون الإجابة عليه بتحفظ شديد، لأن ما يدور حول أعماق المرأة ، قد لا يفهمه الرجل سواء كان أبوها، أخوها، ابنها أو حتى بعلها الذي تحمل اسمه و تربي أولاده و تقاسمه أعباء الحياة و آلامها، فما يدور في أعماق المرأة صورة تختلف عن الصورة التي تعرضها الأفلام السينمائية، و الأشرطة الوثائقية عن كفاح المرأة، أو ما نقرأه في القصص و الروايات ، و ما يكتب عنها في الصحف اليومية و المجلات، لأن البعض عجز عن الوصول إلى أعماق فكر المرأة و فشل في الوقوف عند حدود معاناتها النفسية و تحليل شخصيتها. ففي كل مرة تتولد أفكار و نظريات بين دعاة تحرّر المرأة، و بين الذين يطالبون بإبقائها داخل البيت، و تحولت المرأة إلى قضية، و أسالت الكثير من الحبر، بين المؤيدين و المعارضين لخروجها إلى الشارع ، لظروف اجتماعية أجبرتهن على الخروج، من جهة، و من جهة أخرى مساهمتها في البناء الحضاري، طالما الرجل و المرأة يشتركان في تحريك البنى العقلية و الاجتماعية الجامدة، و إحداث التغيرات الضرورية فيها، كما يقول بعض المحللين الاجتماعيين و علماء النفس الذين ما زالوا إلى اليوم يسعون إلى تحديد مفهوم الشخصية. والحقيقة أن ما تريده المرأة مهما كانت جنسيتها و مستواها الثقافي والاجتماعي، هو أن تعيش "إنسانيتها" بحيث لا ينظر إليها كجنس، و بذلك فهي ترفض كل المفاهيم التي تجعل منها مجرد عبدًا أو هدية تهدى، أو آلة للإنجاب ، أو كدمية يعاملها الرجل ثم يتركها، و في الأخير يحملها مسؤولية أخطائه، و هو ينظر إليها نظرة احتقار، كما أن هذه المفاهيم تفقدها هويتها كإنسان و شخصيتها كامرأة، و من هنا راحت بعض النساء لتشكيل حركات نسائية و منظمات، و شكلن قوة اجتماعية للمطالبة بحقوقهن في مجتمع متفتح يحترم نفسه، تكون فيه إنسانا كاملا، طالما هذه العبارة " إنسان" لا تدعو مجالا للتذكير و التأنيث، و تنظر إلى الرجل و المرأة كعنصر مشارك و فعال في المجتمع ، لا يستطيع كل واحد أن يستغني عن الآخر . وفي الواقع، لقد نسي الرجل أن هذا الكائن هو أعظم هدية منحها له الخالق الأعظم لتشاركه رحلة الطويلة، و لكنه راح يسيء لها و يخدش مشاعرها و كرامتها، و هي التي رأت فيه الرجل الإنسان، تبني معه المجتمع الإنساني الحقيقي و المتكامل، و إن انتزعت المرأة كل حقوقها المهنية الاجتماعية و السياسية كذلك، فقد فشلت في تحقيق إنسانيتها، لأن الذهنية (القطرية) لم تتغير بعد و ما زالت متحجرة، بل أصابها " السّوس" الذي يخلق في الضرس، و يسبب الألم الدائم إن لم يقلع الضرس ، و من الصعب تغيير هذه الذهنية بين عشية و ضحاها، وهذا يتطلب جيشا من النساء، كلّ و المجال الذي تمثله في العمل و المجتمع، للقضاء على العقليات الجامدة، حتى لا تنهار المرأة، و إذا انهارت المرأة ، انهار المجتمع كله.