«تصحيح صورة الإسلام واجب ديني وضرورة ثقافية" وتهدف هذه الندوة كما أوضح عزوزي لرصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات التخويف من الإسلام والمسلمين عبر مختلف الوسائل والمناهج والأساليب المتبعة في عملية التشويه والمغالطة، كما يسعى للبحث عن السبل والآليات الكفيلة بالحد منها والتصدي لها، أيضا العمل على تجاوز حدود التشخيص والتوصيف والانتقال إلى مستوى رسم الخطط والتدابير المناسبة لمواجهة حملات التشويه الغربي لصورة الإسلام والتخويف منه، إلى جانب تعزيز فرص التنسيق والتعاون بين المنظمات الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية في العالم الإسلامي من أجل توحيد الطاقات والجهود واستثمار أفضل السبل والوسائل لتنفيذ البرامج المرتبطة بمهمة مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأشار الدكتور حسن عزوي في هذا السياق أن ظاهرة " الإسلاموفوبيا " أو عقدة الخوف من الإسلام أضحت ظاهرة قوية ومتفاقمة تعبر عن عمليات ومحاولات التشويه والتمييع لصورة الإسلام انطلاقا من العمل على إشاعة الخوف منه وإحداث نوع من الاقتناع لدى الإنسان الغربي بأن الإسلام دين مخيف وخطر محدق بالحضارة الغربية ، مضيفا أن جهات غربية متعددة- إعلامية منها على وجه الخصوص تمكنت من إيجاد صور مشوهة عن الإسلام والمسلمين، من خلال محاولتهم لتجريد الإسلام من كامل خصائصه السمحة وملامح حضارته الإنسانية المنفتحة، وذلك ضمن تصورات جديدة محددة وثابتة تعبر عن صور ذهنية نمطية عن الإسلام والمسلمين ويسهل ترسيخها في العقل الغربي. وأبرز عزوزي أن ظاهرة صنع صورة مسيئة للإسلام والمسلمين في الغرب ذات جذور تاريخية وفكرية امتدت لقرون عديدة ابتداء من المرحلة الصليبية خلال القرون الوسطى ومرورا بالمرحلة الإستشراقية، وقال أنه يمكن القول بأن هذه الظاهرة السلبية قد استأثرت بها في السنوات الأخيرة وسائل الإعلام الغربية خاصة بعد أحداث 11سبتمبر 2001 ، حيث أمست ظاهرة تشويه صورة الإسلام والحضارة الإسلامية في وسائل الإعلام ظاهرة حقيقية وليست متوهمة أو مبالغا فيها. ويرى ذات المتحدث أن تشويه صورة الإسلام والتخويف منه يؤثران سلبا على ثقافتنا وحضارتنا، وتصحيحها يعد بمثابة الواجب الديني والضرورة الثقافية، فضلا عن كونه مطلبا واقعيا تمليه مسؤولية تبليغ حقائق الإسلام إلى من يجهلها أو يعاند في معرفتها والاقتناع بها، منوها في ذات السياق لظهور حاجة ماسة إلى القيام بواجب التحذير من خطورة تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات تشويه صورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية وغيرها والعمل من أجل تغييرها إلى الأحسن مع تطوير أساليب وآليات عملية التصحيح بحيث تصل الحقائق الصحيحة عن الإسلام وحضارته إلى الإنسان الغربي وتبصره بقضايا المسلمين وأحوالهم، خاتما قوله بأننا أمة رسالة وشريعة، ولا ينبغي أن نيأس من تبليغها للآخرين وتبيين حقيقتها للمنكرين والمتحاملين مصداقا لقوله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"