بعدما استنفذت إحدى العائلات بحيدرة كل الطرق في البحث، لجأت إلى وسائل الإعلام المكتوبة لتنشر إعلان بحث عن عزيز منها مرفقا بصورته الشخصية ولونه وكامل أوصافه حتى الوزن، وأشار الإعلان إلى أن اختفاء المعني كان في شهر ماي، ومنذ اختفائه والعائلة تحت الصدمة بسبب ضياع رقم مهم منها مستنفرة كل قواها للبحث عن المفقودة، بما فيها نشر إعلان في الجرائد، على كل أرقام الضائعين والتائهين في هذه الجزائر كثيرة وكثيرة جدا، منهم من تاه في البحر وضاع إلى الأبد ومنهم من رحل بلا رجعة إلى أرض أخرى دون أن يترك أثرا يدل عليه كأنه يريد أن يعيش بلا ذاكرة تشعره ببؤسه كلما مر شريط حياته من بين عينيه، ومنهم من يقبع في سجون الأرض بعدما فشل حلم الهجرة ولا أحد يسمع به أو يعرف عنه شيئا، لذا صار البحث عن كل هؤلاء كمثل الذي يبحث عن إبرة في كومة قش من شدة التعقيدات والأسباب التي جعلت الكثير يختفون عن أسرهم ووطنهم دون أن يتركوا أثرا يدل عليهم، والأمر فعلا محير ومقلق جدا لدرجة أنه صار ظاهرة جديرة بدراسة علماء الاجتماع ودق ناقوس الخطر. قد يستغرب البعض علاقة كل هذا بإعلان الأسرة، نعم الأمر غريب إذا ما كان الذي تبحث عنه هذه الأسرة هو القطة "جينجي"! ففي الوقت الذي صار الإنسان بلا قيمة، صار لزاما على القطط المحظوظة أن تملأ الفراغ، كل ما نتمناه أن لا تكون الغالية "جينجي" قد قدمت مشوية لعامل صيني، وصدق من قال و"للقطط حظوظ.. وللكلاب أيضا".