يحق اليوم للصوص الصغار أن يطالبوا بجمعية وطنية ينضوون تحت لوائها حفاظا على وجودهم، بعدما صار لصوص الملايير يتصدرون المشهد الوطني وحديث العام والخاص، وكذا من أجل البحث عن آليات تحميهم وتعطيهم الحق في محاكمة لا تساوي بينهم وبين سراق" الشكارة"، بل والمطالبة بالمساواة في قاعات السجون التي صارت فيها تفرقة عنصرية، حيث يوضع أصحاب" الشكارة" في قاعة وحدهم وأصحاب حذاء المسجد و"البورتابل" المخطوف في قاعات أقل نظافة، وأقل مستوى من القاعات الأخرى المخصصة ل "بومليار" فطبيعي جدا أن يصاب لص يقوم بسرقة "سندويش فريت أوملات"، بخيبة أمل كبيرة حينما يسمع منطوق الحكم ضده، الذي يصل أحيانا إلى سنة ثم يسمع أن ثمة من سرق "بريد الجزائر"وأفرغ منه أكثر من 130 مليار ،يحكم عليه بأربع سنوات سجنا وبعضهم خرج براءة، وطبيعي جدا أن يصاب شباب سرقوا محراثا تقليديا بصدمة عنيفة وهم يسمعون، من يطالب بتسليط خمس سنوات سجنا نافذا ضدهم، وهم الذين اعتقدوا أنهم سرقوا محراثا تقليديا لا يصلح لهذا العصر،وثمنه لايتعدى مليوني سنتيم، لأن التهم كانت كالتالي، السرقة الموصوفة تحت جنح الليل، وتكوين جماعة أشرار، بينما ال"بومليار" يخفف عليهم ربما لأنهم سرقوا تحت جنح النهار وأمام الملأ، لذا من الطبيعي جدا أن ينشئ اللصوص الصغار ،و"حرامية" الشوارع جمعية وطنية لحفظ حقوقهم، على غرار جمعيات وطنية أخرى كثيرة هدفها الأول والأخير نهب المال العام، دون حسيب أو رقيب، فلماذا إذا لا يكون للصوص الشوارع جمعيتهم الخاصة، وينهبون بطرق شرعية، كما تفعل باقي الجمعيات عندنا،والمنظمات التي تستنزف مال الشعب، دون أن تقدم للمجتمع شيئا سوى الكلام الكثير والخطب التي يغيب عنها الإعراب والصرف والنحو.