الظروف لم تمكن رجل الاعمال جيلالي مهري، من دخول قبة البرلمان مجددا واكتفى بعهدة يتيمة سنة 1997، ولد جيلالي مهري سنة 1937 بولاية وادي سوف، تدرج في أعمال التجارة منذ شبابه وفتح عينيه على السوق، صنف كشخصية مؤثرة في الجزائر، وتناولته الدعايات أواخر الثمانينيات ك"ملياردير" الجزائر، تحدث الشارع عنه كاسطورة ولوحوا بأنه بإمكانه اشتراء المدن وتحويلها إلى جنان، لو وافقت الدولة وأنه سينعش حياة الجزائريين، كل ذلك بيده السحرية التي كشف عنها ، عندما اقتحم عالم الأعمال العالمي عبر صفقة "شافوتي موري" التي تدخل لإنقاذه بتوفير ما يقارب 300 مليون فرنك فرنسي"سابقا"، ومن ثم إنقاذ 4 آلاف منصب شغل من الضياع، مهري أب لستة أبناء ورغم أن أعمال جيلالي مهري آخذة في النمو، إلا أن تواجده السياسي انتهى سريعا بصفة مباشرة بعد العهدة النيابية الأولى والأخيرة، والتي جاءت عبر تحالف مع "الحمسيين"، مهري الذي استثمر في المشروبات الغازية – كوكاكولا وبيبسي كولا – والكحولية –طانغو- واستثمر في السياحة من خلال سلسسلة من الفنادق بينها فندق "روايال" في وهران وفندق" ايبيس" بالجزائر العاصمة، يملك يدا في الأعمال الخيرية المسجلة من خلال اقتنائه لأجهزة "سكانير" لمستشقيات جزائرية ،ومساهمته في "تيليطونات" الجزائر، وهو يحظى باعجاب الكثير من الشباب، خاصة في منطقة وادي سوف وغيرها ممن استفادوا ويستفيدون من فضائله. تمكن مهري من الحصول على صفقات ضخمة بينها عقد شراكة مع شركة" أوكور "الفرنسية قصد إنجاز 30 فندقا في عدد من الولايات، وتشعبت مشاريعه بشكل مهم بعد الفترة النيابية، مما يعني أن مهري لم يخسر أي شيء من بقائه بعيدا عن السياسة، أو موجودا بحرج فيها. رغم كل ذلك لم يتمكن رجل الأعمال والمال والساعي الى إلسياسة جيلالي مهري في سنة 2002 من العودة إلى البرلمان، رغم التجند الذي كان في حملته الانتخابية، وربما لم يحزن كثيرا على مافاته ولكن الذين تجندوا معه حزنوا على خيبتهم، فالغني يبحث عن السياسة والسلطة والفقير يخدم سعيه آملا في الفوز لتطاله خيرات مهري. واحد من وجوه المال والأعمال المعروفة على المستوى الوطني وبخاصة بولاية الجلفة، جمع ثروة هائلة من فرنسا وعاد في منتصف الستينيات ليستثمرها في الجزائر، امتلك الكثير من المحاجر إضافة إلى شركة كبرى للأشغال العمومية خاصة بإنجاز الطرق، ترشح عبر قائمة حرة وتمكن من دخول البرلمان، بعد حملة ساخنة بالجلفة في مواجهة قوائم كل من حزب التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم ، إضافة إلى الفكاهي عطا الله وحصد على إثرها مقعدا في الغرفة السفلى، وكان محمد إبن الأبيض يردد في حملته الانتخابية أنه سيتبرع بأجرته البرلمانية للمعوزين والمحتاجين، وأن هدفه نضالي بحت، إشارة منه أنه ليس بحاجة للمال، بقدر ما هو بحاجة إلى عنوان جديد وفضاء آخر، ولكن القدر لم يمهله كثيرا، بعدما منحه عنوانا نيابيا، وافته المنية على إثر سكتة قلبية قبل مضي عام على فوزه بمقعد في البرلمان، وأقيمت له جنازة مهيبة بمنطقة الجلفة، حضرها الكثير من الرسميين، لتكون خاتمته سياسية كما سعى لها وأراد لها أن تكون. هو رئيس بلدية سابق من عائلة بن شريف الثرية بالجلفة، وشقيق العقيد بن شريف الرجل القوي في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وأول قائد للدرك الوطني وعضو مجلس الثورة، عبد القادر بن شريف أغفلته السياسة لسنون طويلة، بعدما كان في فترة من الفترات رئيس بلدية الجلفة، في فترة سابقة ليعود إلى أصله وهو المال والأعمال، ليرجع بعد سنوات وبعدما بلغ من العمر عتيا، ويترشح في الانتخابات النيابية السابقة ،مترئسا قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالولاية، رغم أن الكثيرين من الحزب وحتى من خارجه كانوا ساخطين على احتلاله لرأس قائمة الحزب العتيد، إلا أنه في النهاية حظي باجماع لتحصد قائمة الحزب خمسة مقاعد في البرلمان، ويصبح نائبا في الغرفة الثانية، ويحقق عنوانا سياسيا جديرا برجل مال، حقق وعائلته أهدافا مالية كبيرة، وكان لزاما الانتقال إلى مرحلة أخرى تتمثل في عنوان سياسي يليق بمقام عائلة بن شريف . قبل أن يعرف الناس محمد جمعي كنائب في البرلمان، عرفه أهل تبسة كرجل أعمال بدأ حياته في تجارة الأدوات الكهرومنزلية، اجتهد وكدح ليطور هذه التجارة وتصير مجمعا إسمه "مجمع السلام الكترونيكس"، ليصير على إثرها محمد الجمعي الممثل الوحيد والحصري لمؤسسة" ألجي" العالمية، معروف عن النائب الجمعي إحسانه للناس، وتقديم يد المساعدة للمحتاجين، كما يقول عنه أهل تبسة، بعد هذه القفزة في المال والأعمال، ترشح محمد جمعي، للانتخابات النيابية سنة 2007 ، وفاز بمقعد كنائب في الغرفة السفلى، وأضاف عنوانا آخر لعنوانه الأول كرجل أعمال، ويصير السيد النائب مثله مثل الكثيرين. هوا واحد من أنجح رجال الأعمال الجزائريين الذين حققوا نجاحا كبيرا ليس على المستوى الوطني، بل وحتى الدولي حين صارت عطوره التي تنتجها مؤسسته" ورود"، تصدر خارج الحدود الوطنية، والتي تحولت إلى مجموعة كبيرة تضم سبع مؤسسات كلها مختصة في انتاج العطور، ولم يكتف جديدي بهذا النجاح، فأراد أن يخوض غمارا آخرا حين دخل عالم السياسة، وصار رقما كبيرا في السياسة، بعد أن صار نائبا في البرلمان ممثلا لولاية الوادي، مسقط رأسه والمنطقة التي انطلق منها كرجل أعمال ناجح وصنعت مجده ليختار لنفسه، مثل الكثيرين من رجال الأعمال نوعا من"البريستيج " تحت إسمه " نائب ". هي بعض الأسماء التي أدرجناها، في هذا الملف والأكيد أن القائمة مفتوحة لكثير من الأسماء لا يكفي لا الوقت ولا الصفحات لتكون حاضرة هنا، ولكل من هذه الأسماء هدف معين فمنهم من يبحث عن جنازة رسمية، ومنهم من يبحث عن" بريستيج "اجتماعي، وعنوان جديد وهناك من لهم نية صادقة، يحاولون فيها تجسيد أفكار اكتسبوها من خلال المال والاعمال، على الواقع ولم يجدوا سوى قبة البرلمان، والمناصب السياسية لخدمة الجزائر، التي قدمت ولازالت تقدم، ولخدمة شعب هو في حاجة إلى قوانين تخدمه وإلى مساعدات إنسانية يقدمها رجال الاعمال . أسماء مختلفةٌ، وجوه لا تتشابه، عقليات وعادات وديانات متعددة، ولكن المسيرة واحدة، هؤلاء رجال المال والأعمال الذين دخلوا عالم السياسة، وكان نزار قباني يقول " السياسة وحدها قذارة" ، إلا أنهم سيكذبون كل من يصف السياسة بمشين، أليست السياسة وجه السلطة والنفوذ؟ ألا تمنحهم القدرة على تذليل الصعاب وتخطي الإعاقات؟ دخلوا" فن الممكن" أو كما وصفت السياسة، ولكن هل فعلوا ذلك من أجل ترسيخ مفاهيم وإيديولوجيات نضالية، أم فعلوا ذلك لمصالح ضيقة؟ هي وجوه من العالم لأكثر من شخص، ولعل الأمر تعدى الشخص بعينه إلى مفهوم العائلة، التي تدر مالا وسياسيين، في العالم عدد من رجال المال والأعمال، الذين انخرطوا في ممارسة السياسة، ولعددهم الكبير نكتفي بثلاثة رجال أولهم "مهري جيلالي" رجل الاعمال الجزائري الذي دخل قبة البرلمان. ثم "رفيق الحريري" الذي بعث لبنان من رميم واغتيل على حين غرة، و "برلسكوني" امبراطور الإعلام الذي يترصد خطى أنثى أي أنثى كانت. ولد سيلفيو برلسكوني في 29 سبتمبر 1936 بايطاليا، لوالد يعمل مديرا لبنك، بدأ العمل في مجال البناء والمقاولات باكرا، اكتشف الأنثى وتزوج للمرة الأولى من "كارلا دل أوجليو" التي أنجبت له ولدا وبنتا، وفي غمرة اشتغاله بجمع المال والسعي خلف الأعمال لم يغفل برلسكوني المرأة، اتجه هذه المرة الى المشاهير وارتبط بالممثلة "فيرونيكا لاريو" التي ستنجب له ثلاثة أبناء، مضى المفتون أبدا بالمرأة إلى عالم المال والأعمال، متدرجا في السلطة، واكتشف النفوذ الذي يمنحه الإعلام وبالفعل سيمسك بزمام السلطة الرابعة، دشن المرحلة الجديدة بأول قناة خاصة في إيطاليا "كانال 5" في سنة 1980 ، تحولت المؤسسة الإعلامية الى امبراطورية إعلامية تضم أكبر ثلاث شبكات في إيطاليا، هذه الإمبراطورية ستذود عنه طوال مسيرته السياسية القادمة، بعد أن أصبح رجلا شهيرا في مجال الأعمال، وتحول أيضا إلى رجل يتقصى خطى الخطيئة، ولكن المعصية لن تفلح في إخراجه من الجنة، لقد تجندت امبراطوريته الإعلامية في كل مرة لأجل إعادته إلى جادة الصواب، أو لأجل تحويل اهتمام الناس بخطيئته الحالية والقادمة كذلك، وعندما قرر برلسكوني دخول السياسة سنة 1994 و أنشأ حزب" Forza Italia " الذي فاز معه في الانتخابات التشريعية وتولى منصب رئيس الوزراء. اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد بضعة أشهر بعدما انتقل حليفه" Lega Nord" إلى المعارضة. في سنة 1999 انتخب كنائب أوروبي، ولكنه سيعود إلى منصب رئيس الوزراء. اضطر الى الاستقالة من منصبه بعد بضعة أشهر بعد انتقل حليفه" Lega Nord" إلى المعارضة. في سنة 1999 انتخب كنائب أوروبي، ولكنه سيعود إلى منصب رئيس وزراء إيطاليا في جوان 2001 بعد فوزه بالانتخابات على رأس إئتلاف إسمه" منزل الحريات" المتكون من أربعة أحزاب منهم حزب يميني متطرف. بدأت حكومته مهامها في 11 جوان إلى 20 أفريل 2006 بعد أن غادر الإئتلاف حزبين أحدها الحزب المسيحي الديموقراطي، وأصبحت هذه الحكومة أطول حكومة في السلطة. ظل سيلفيو برلسكوني يصعد وينزل إلى سدة الحكم في إيطاليا ،مكررا اللعبة وكأنها أعجبته، في جانفي 2008 استقالت حكومة يسار الوسط بزعامة رومانو برودي، إثر انهيار الائتلاف الحاكم وتقرر إجراء الانتخابات العامة في 13 أفريل 2008 أي قبل 3 سنوات من موعدها المقرر، في 13 أفريل 2008 أجريت الانتخابات العامة في إيطاليا وشارك فيها 158 حزبا،ً وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب برلسكوني بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ وبنسبة 46 بالمائة من مقاعد مجلس النواب، وهكذا انتصر بيرلسكوني في الانتخابات العامة للمرة الثالثة، وحصل على رئاسة الحكومة الإيطالية رقم 62 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولعل سر شعبيته وفوزه كان تدهورالوضع الاقتصادي في إيطاليا، فقد وصل إجمالي الديون العامة 1100 مليار. حكومة برلسكوني الثالثة تضم 12 وزيراً منهم 4 من النساء. في رصيد برلسكوني أيضا ناد عريق يسمى "ميلان آسي" حُسب لصالحه في تصنيف مجلة "فوربس"، التي اعتبرته أغنى رجل في إيطاليا، فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء. آخر ما فعله الشهير برلسكوني كان مع بائعة هوى وعدها بترشيحها في الانتخابات بعد أن قضى معها ليلة دافئة، برلسكوني لم يوفق في حل مشكل عالق للفتاة فقرر أن يمنحها مقعدا في البرلمان، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد اتصلت سكرتارية مكتب برلسكوني في الحزب بالفتاة وطلبت تأخير الأمر لأن زوجته اكتشفت الأمر، وهي غاضبة جدا، إبنته "باربارا برلسكوني" ذات الخامسة والعشرين طلبت منه أن يهتم بأخلاقه، لأنه من الصعب الفصل بين حياة السياسي الخاصة والعامة. سيلفيو برلسكوني لن يخرج من الجنة رغم كل التفاحات والأخطاء، تلك لعبة المال والسياسة. جاء "رفيق بهاء الحريري" إلى عالم السياسة من الاقتصاد، وفي وقت وجيز سيتحول إلى رئيس وزراء برتبة نجومية، حشد حب الجماهير واعجابهم، وبرز كرجل ذو "كاريزما" وقوة، ولد الحريري في بلدة صيدا بلبنان في العام 1944 لأسرة محافظة ومتدينة، تلقى تعليمه في بلدته الأم قبل أن ينتقل إلى بيروت لمتابعة تعليمه الجامعي، تخرج من كلية التجارة، غادر رفيق الجحريري لبنان نحو السعودية، حيث اشتغل بالتعليم في البداية، في وقت لاحق، انتقل إلى العمل كمحاسب في إحدى شركات الهندسة، تفتحت عين الشاب رفيق على الأعمال والمال فقرر أن يلج هذا العالم، وبالفعل تحول إسمه في ظرف قياسي إلى رقم فاعل في عالم الأعمال بالسعودية، بدأ الحريري العمل على شركة للمقاولات صغيرة، وشق الطريق بإنجازات عديدة ستصبح مفخرة سعودية حريرية، من فندق بالطائف قامت شركته بإنجازه في وقت قياسي، إلى المشاريع الناجحة التي تولت سلسلة شركاته إنجازها مثل فندق" إنتركونتيننتال" في مكة، ومركز الشروق الحكومي في الظهران، ثم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومشروع "ألفا" بالرياض والذي يضم مجلس الشورى والديوان الملكي وغيرها الكثير، كما قام بإنشاء مؤسسة الحريري بلبنان، تلك المشاريع ستمنح رفيق الحريري الجنسية السعودية بعد الحب والاعجاب والمال السعودي ، تزوج الحريري مرتين الأولى من "نضال بستاني" وهي امرأة عراقية الجنسية وأنجب منها ثلاثة أبناء هم بهاء الدين، حسام الدين، وسعد الحريري الذي يرأس وزراء لبنان الآن، وبعد طلاقه منها تزوج من "نازك عودة" وأنجب منها أيضاً ثلاثة أبناء هم أيمن وفهد وهند. لقد أصبح الحريري أحد اغنياء العالم، وتحولت أحلامه إلى واقع، وهو الذي يحلم بلبنان هادئ ومسالم، ويحلم أيضا بالعمل في السياسة، وبدأ العمل كمبعوث للملك السعودي في لبنان، ثم شارك في مؤتمر لوزان بسويسرا الذي هدف للمصالحة في لبنان، وفي عام 1989 كان الحريري وراء التوصل إلى اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب وأدى إلى صياغة دستور جديد للبنان. تمكن الحريري من الاستحواذ على حب اللبنانيين عبر مؤسسته الخيرية التي قدمت منحا لآلاف الطلبة اللبنانيين، ودخل عالم الإعلام بإنشائه لعدة منابر سمعية وبصرية ومكتوبة أيضا. في العام 1992 أصبح رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان، وكانت لبنان منهكة ترزح تحت مشاكل اقتصادية لا حصر لها، قام الحريري في سنوات توليه لرئاسة الوزراء بتغيير وجه لبنان فجعلها تزخر بالعديد من المشاريع، وجعل منها مركزاً ثقافياً وسياحياً وتجارياً، وبعد العديد من الإنجازات التي قام بها الحريري خلال تاريخه الحافل قدم الحريري استقالته من منصبه عام 2004. مرّ رفيق الحريري من المال إلى السياسة، وهو الذي أجبر على ترك مقاعد الجامعة باكرا ليعمل مدرسا في السعودية لمادة الرياضيات، حسابات الحريري كلها كانت مثمرة إلا حساب النهاية فإنه لم يكن مخططا له بتلك الشاكلة، في 14 فيفري سنة 2005 انفجر أكثر من 1000 كغ من "التي أن تي" أوقف الانفجار التوقيت اللبناني، وأوقف لعبة المال والسياسة لوقت قبل أن يعود سعد الحريري ، إلى إعادة صياغة النموذج، وكانت القصة تقول "المال والسياسة" فأصبحت تتحدث عن الاغتيال. الأكيد أن الطموح في الوصول إلى قبة البرلمان حق مشروع لكل مواطن حسب ما ينص عليه القانون والدستور، سواء كان رجل أعمال بارز أو رجلا فقيرا، زلت به قدم الحياة، لكن الترشح من أجل "البريستيج"والبحث عن عناوين بعيدا،عن خدمة الوطن وأداء الرسالة الحقيقية، هو عمل أقل ما يقال عنه خداع للناس وللشعب، الذي وضع الثقة في نائب أو وزير كان من المفروض أن يكون حريصا، على مصالح الشعب، لكن مع الأسف وباستثناء القلة القليلة من رجال الأعمال، فإن الكثير منهم يتصدرون القوائم الانتخابية بعد شراء الذمم ودفع "الشكاير" من المال، والسؤال هل كان لهؤلاء أن يصلوا إلى المؤسسة التشريعية لو كانوا أناسا عاديين ..؟ والسؤال الآخر لماذا تستعمل الملايير لأجل شراء إسم سياسي، يعتقد صاحبه أنه سيصرف عنه أنظار الناس كتاجر كبير، أو كمالك للمواشي، أو كفلاح له أراض شاسعة؟ ثم لماذا يبحث هؤلاء الناس على خاتمة تجعلهم يحضون ب"جنازة رسمية" فقط، الأكيد أن هناك الكثير من رجال الأعمال، في الجزائر نجحوا بامتياز في إدارة الأعمال، ورغم أن الفرصة واتتهم ليكونوا نوابا ووزراء، إلا أنهم فضلوا واقعهم وممارسة أعمالهم، لعلمهم أن نجاحهم في المال لا يعني نجاحهم في السياسة، وأيضا هم يعلمون أنهم ليسوا معقدين ولا يريدون أن يدخلوا عالم الموضة الجزائرية لشراء إسم يختمون به حياتهم ويلبسون جلبابا أكبر منهم ، ومن ناحية أخرى يوجد رجال أعمال آخرين من خلال تجاربهم في المال والأعمال صار لهم رصيد معرفي كان لزاما عليهم أن يجسدوه في السياسة، لعلمهم أنهم في موقعهم كرجال أعمال لا يمكن تحقيق أمور وطنية، إلا من خلال دخولهم للسياسة ، لذا فطبيعي جدا أن يجتهد البعض منهم ليردوا للجزائر، بعضا مما قدمته لهم من خلال خدمة الشعب، ولو بعيدا عن الأعمال والمال بل عن طريق السياسة.