تعتبر دائرة العنصر ببلدياتها من أفقر الدوائر بولاية جيجل، سواء من حيث المشاريع التنموية أومن حيث المرافق الخدماتية، فهذه الدائرة لا تتوفر على أدنى مستلزمات الحياة العادية للمواطن، فمن حيث المشاريع لم تسجل هذه الأخيرة أية إنجازات منذ زمن طويل، ما زاد من حدة العزلة التي يعيشها سكانها، الأمر الذي دفع بمعظمهم إلى الهجرة ، لاسيما الشباب منهم نحو مختلف ولايات الوطن الأخرى بحثا عن فرص عمل لم يجدوها في منطقتهم المنسية، أما آخرون ففضلوا الهجرة إلى ما وراء البحار هربا من شبح البطالة والفراغ القاتل بعد أن ضاقت بهم كل السب. وأغلقت كل الأبواب في وجوههم، أما من لا يحالفه الحظ في السفر، فالمقاهي هي ملجأهم الوحيد، يجتمعون فيها للحديث عن أحلامهم التي تبقى بعيدة المنال، بعض هؤلاء الشباب ممن التقت بهم "الأمة العربية" عبروا عن مدى سخطهم على الأوضاع الصعبة التي يعيشون فيها، منددين بتهميش الولاية لمنطقتهم، مطالبين بنصيبهم من التنمية المحلية، ولو بمشاريع صغيرة من شأنها امتصاص نسبة من البطالة وخلق مناصب شغل لضمان استقرار السكان بالمنطقة التي تكون شبه خالية من البشر طوال السنة إذا ما استثنينا فصل الصيف، وهو موسم عودة المهاجرين للعنصر لقضاء العطلة السنوية وسط الجبال والهواء العليل. من جانب آخر، يشتكي مواطنو الدائرة وبلدياتها من الغياب التام للمرافق الصحية، فهم ومن أجل معالجة مرضاهم يضطرون إلى التنقل إلى غاية مستشفى الميلية، الذي يبعد بنحو اكثر من سبعة كيلومترات من العنصر، وحسب أحد المواطنين، يوجد ببلديتهم مستوصف صغير لا يفي بالغرض، اذ لايحتوي عى أطباء، بل ممرضين فقط، وحتى الممرضين فهم لا يداومون بصفة منتظمة، هذه الوضعية التي وصفها محدثونا "بالمهزلة" تثبت مدى "لا مسؤولية" و"لا مبالاة"الجهات المعنية، من سطات محلية، ومديرية الصحة و مجلس الولائي، والتي يدفع ثمنها المواطن البسيط.