عندما ننسى التاريخ لا نستطيع نحن كجزائريين الدفاع عن سمعتنا وكرامتنا، لأنه من غير المعقول ان يتم إثارة مواضيع من حين لاخر تتهم الجيش الجزائري تارة والمخابرات تارة اخرى وكل المصالح الأمنية المشتركة على انها كانت وراء ارتكاب تجاوزات كيّفها معد كتاب سويدية الذي اثبتت الوقائع والادلة انه مسيلمة الكذاب، في حين حذا حذوه المدعو سمراوي الذي ادعى انه عقيد في المخابرات موثقا نفس التهم تلقى المقابل جراء خيانته لوطنه الجزائر. المصدر من كتاب علاقة الارهاب في الجزائر مع اجهزة المخابرات الاجنبية عام 1998 وما قضية الدبلوماسي حسني الذي اعتقلته الشرطة الفرنسية بباريس منذ اشهر خلت بناء على شهادته الكاذبة، الا دليل على ما ادعاه الثلاثي العميل سويدية، سمراوي وتقية الذي احترف الكذب هو كذلك في قضية الرهبان السبع. تصريحات هؤلاء العملاء للصحافة الفرنسية كان في إطار مخطط جديد شبيه بالإرهاب، ما يعرف في أبجديات السياسة بالابتزاز والحرب النفسية لتحقيق أهداف اقتصادية والمحافظة على نقاط النفوذ، وهو ما استعملته فرنسا التي سنت هذه المعادلة التي جعلت منها باقي الدول الأوروبية وسيلة لتجسيد الإرهاب الدبلوماسي، في الوقت الذي كانت فيه هذه الدول وعلى رأسها فرنسا. كل هذه الدول اتحدت على محاصرة الجزائر، في نفس الوقت تغاضت عن شبكات العنكبوت اللوجستكية المتمركزة على أراضيها وهي تحت اعين أجهزة مخابراتها بالدليل والصورة، وما قضية تبني قانون حماية الاقليات التى اقترحته الجزائر الا جزء من مخططات بعيدة المدى لتقسيم الجزائر بعدما راهنت على تفكيكها بهمجية الارهاب الدموي المستورد. الجماعات الإرهابية لها علاقة بعصابات تهريب المخدرات وعصابات المافيا قال السيد ريموند كندال رئيس الإنتربول،خلال زيارته للجزائر خلال عام 1998 "إن الإرهاب هو من أعلى درجات الجريمة المنظمة وإن ما ترتكبه الجماعات المسلحة في الجزائر من مذابح همجية ضد النساء والشيوخ والأطفال وتخريب ونهب الممتلكات، هو أبشع أنواع الجرائم التي يجب على العالم أجمع أن يتصدى لها"، معبرا عن ارتياحه للمجهودات التى بذلتها الجزائر في مواجهة الإرهاب الذي استفاد من مصادر تمويل خارجية، حسب ذات المتحدث. زيارة ريموند كندال التى قادته الى الجزائر وهي على وشك القضاء على بقايا الارهاب، كانت ضمن وفد ضم خبراء من 8 دول أوروبية وعربية ، مصر، تونس، بالاضافة الى خبراء من كندا والولايات المتحدةالأمريكية، في هذا السياق قدم خبراء من مصر وتونس عروضا هامة كشفت العلاقة الخطيرة بين الجماعات الارهابية المسلحة وعصابات تهريب المخدرات، في حين أبرز خبراء من كندا والولايات المتحدة ومن عدة دول أوروبية خطورة التعاون المشبوه بين هذه الجماعات وشبكات الدعم المالي واللوجستي الذي تحصل عليه هذه الجماعات من القواعد الخلفية المتواجدة في عدة عواصم أوروبية التي تؤكد حسبهم تعاونها مع عصابات المافيا وعصابات تهريب المخدرات من أجل توصيل الأسلحة والمتفجرات إلى العناصر الإجرامية لقتل الأبرياء في الجزائر. ممثل الانتاربول اكد كذلك على سيطرة قوات الجيش والامن الجزائرية على الوضع الامني التي تمكنت حسبه من محاصرة الجماعات المسلحة وتلك التي اصبحت قادرة على ملاحقة هذه الجماعات التى فشلت يضيف في تحقيق مشروعها التخريبي الذي يهدف إلى إسقاط الدولة الجزائرية. خلال عام 1998، كشف ذات المصدر ان الجزائر خرجت منتصرة على الجماعات الإجرامية حيث اقر بان لها قواعد الدعم متواجدة في دول أوروبا. رابح بختي صهر عباسي مدني قاد شبكة الدعم السويدية ل "جيا" حسين مختاري قاد شبكة اسناد اللوجستكية بدوا الاسكدنافية الشباب الجزائري قبل اندلاع الازمة الامنية كان يعتبر السويد احدى الدول التي يحلم بالهجرة اليها لما تمنحه من مزايا في الحرية المطلقة وغيرها، ومع تنامي ظاهرة الإرهاب الإجرامي في الجزائر استغل مخططو الإجرام في الجزائر سماحة القانون السويدي ليتمكن بعض قادة الجيا من التمركز في هذا البلد لتوفير الدعاية والدعم بشتى انواعه لتقتيل الجزائريين أمام أنظار العالم. في هذا الاطار، كان المدعورابح بختي البالغ من العمر 38 سنة وهو من أصل جزائري ذي جنسية سويدية يؤطر شبكة الدعم الإرهابية التي تمركزت بالسويد. هذا الاخير ليس بالشخص العادي، بل هو صهر عباسي مدني تزوج من ابتة زعيم الحزب المحل وهي ابنته من زواجه الأول بإنجلترا. موقع صهر عباسي مدني ببستوكلوم الذي كان ينشط تحت غطاء جمعية خيرية كانت تأتيها الأموال من السعودية والباكستانوأفغانستان، كانت تقوم بتوزيعها فيما بعد على عناصر نشيطة في الأعمال الإرهابية تتمركز على مستوى كامل أوروبا، لها علاقة بالعمل المسلح بالجزائر. موقف الدول الإسكندنافية وعلى رأسها السويد التى منحت ظروفا ملائمة ومتميزة لنشاط وتحركات الإرهابيين، ارادت من وراء ذلك تامين اراضيها من ضربات محتملة قد تاتيها من هؤلاء المجرمين، إلا أن الواقع يكذب مخاوف هذه الدول، لان قصة هؤلاء المتطرفين مع السويد كانت قد بدات منذ سنة 1991، السنة التي زار فيها رابح كبير أحد قيادي الحزب المحل وأحد مشجعي جرائم الجماعات الإرهابية في تنفيذ جرائمها في الجزائر، بعض البلدان الشمالية لأوربا. هذه الزيارة كانت بغرض تأسيس فروع الحزب المحل بها، في هدا الاطار عين حسين مختاري أحد قدامى الأفغان مسؤولا عن المنطقة الإسكندنافية. وابتداء من 1992، بدأ هذا الأخير وأعضاء آخرون النشاط ضمن جمعية الإخوة الجزائرية السويدية. البداية كانت بتأسيس الشبكات الإرهابية، مستعينين بدعم من لدن عدة أعضاء ينتمنون الى بلدان المغرب، تونس، باكستان، إيران ومصر، حيث قاموا بعدة مظاهرات أمام مبنى السفارة الجزائرية بستوكهولم اين كان الإرهابي مختاري حسين المدعو أبو آمنة يسير الفرع المحلي لهيئة الإغاثة الدولية الذي كان مقرها الرئيسي ببشاوى باكستان، وهي منظمة غير حكومية ممولة من طرف الميلياردير السعودي أسامة بن لادن الممون الرئيسي للجماعات الإرهابية في الدول العربية والإسلامية. بن لادن الذي ارتبط اسمه بالجهاد في افغانستان كان احد عملاء المخابرات الامريكية، كلف بدوره بقيادة إمامة مسلمي العالم لتوفير شروط غزو افغانستان والعراق، بالإضافة الى تمكين الجيش الامريكي عبر عمليات ارهابية معددة مسبقا بعلم هذه الجهاز من تثبيت وجوده في الخليج. وما الاعتداءات الوهمية على نيويورك، إلا دليل على عمالة هذا الجاسوس ذو الاصول اليمنية، حيث استفاد من العلاج في احدى مصحات بدبي الاماراتية اين زاره وفد خاص من جهاز السي أي أي قبل شهرين من تفجيرات 11 سبتمبر 2001. جماعات الدعم والاسنتاد المتمركزة في اوروبا ركزت على الجانب الاعلامي لاعطاء صدى لعملياتها الاجرامية. في هذا الصدد، كانت نشرية الأنصار التي منعت من الصدور بفرنساوألمانيا وجدت سهولة التوزيع في ضاحية "هايننج". "السويدية" كانت توزع علانية عند مخرج باب المسجد كل يوم الجمعة 4000 مغربي دعموا قواعد "الجيا" في الدول الاسكدنافية وقد طورت جماعة السويد علاقتها بالعناصر الموجودة بلندن، وأخذت في التوسع نحو كوبنهاغن بالدانمارك، وجماعة الدانمارك هي مجموعة إرهابية مغربية يقودها عبد الوحيد بوغالم المدعو منصور سعيد مغربي الأصل الذي كان له تعاطف كبير مع ابراهيم بوروبة وهو متزوج بسويدية. فرغم ان الجالية الجزائرية في الدول الإسكندنافية لا تتجاوز 4000 شخص، الا إن منشطي الجيا جماعة "أوسلو" بالنرويج، وجدوا في دعم المغاربة البالغ عددهم 10000 شخص دعما خاصا،لهم قواعد اعتمدت في نشاطاتها على شبكات دعم الإرهابيين في دول شمال أوربا عبر عدد كبير من الجمعيات الخيرية شجعتها قوانين التشريع المدني السويدي، متجاهلة أن جمعية الإخوة الجزائرية السويدية كانت تقوم بجمع الأموال وتقوم بتجنيد عدة عناصر من مرتزقة الارهاب وإرسالها فيما بعد إلى العمل الإرهابي في الجزائر. تورط السويد في هذه الفضيحة كشفتها قضية محاولة السلطات الفرنسية استرجاع المدعو عبد الكريم دنش المدعو عبد الصبور، الذي اتهمه الامن الفرنسي بتورطه في التفجيرات التي شهدتها باريس عام 1995، الا ان السويد وقفت بكل قوة ضد طرد دنش أو تسليمه رغم أنه كان مسجلا ضمن الإرهابيين الأكثر خطورة من طرف عدة جهات، وكان استقراره بالسويد عبر باريس هو بمثابة عودة تشربه للأنصار الإرهابية وكان عنوانها موطن بعنوان دنش الشخصي في السويد. بعد سقوط الشبكة البلجيكية في عام 1995 بقيادة أحمد الزاوي، قام دنش بتولي امور هذه الشبكة بمساعدة متطرف لبناني يدعي حسن دهان، في هذا السياق كان المدعو دنش يقوم بتحويلات بنكية بمبالغ ضخمة تحت أعين الأمن السويدي الذي تغاضى عن ممارسة هذا الاخير العنف على المصلين بمسجد أستوكهولم ممن يرفضون دفع الأموال. الشبكة الألمانية وقضية التجسس على مراكز الأمن براديو ساني انقسمت شبكات دعم المنظمات الإرهابية المسلحة "الجيا" في أوربا على ستة دول كل لها اختصاص في الدعم. وقد كان لأمير الإرهابي وشاش رشيد المدعو ابن زينب، وهو أمير مكلف بالإعلام والاتصال داخل الجيا والذي اعتبر قبل القبض عليه في جوان 1997 الرأس المدبر لكل العمليات الإرهابية التي اقترفت في حق الأبرياء الجزائريين في كل من غليزان ومستغانم، وسيدي بلعباس ووهران، حيث كان لهذا الأخير عدة اتصالات خاصة في ألمانيا وفي بلدان أخرى كإنجلتراوفرنسا والبلد الإفريقي بوكينافاسو. وفي سياق متصل وبأمر من الإرهابي الأمير عبد اللطيف عكاشة، فقد اوكلت للمدعو بن ستيتو مهمة تزويد الجماعات الإرهابية بالملابس من ألمانيا، حيث تحصلت جماعات الإرهابية التى كانت تحت امارة عنتر الزوابري على كتب تحريضية وأجهزة اتصال جد متطورة من ألمانيا وأنجلترا وكان دور المدعو ابن زينب هو إرسال وتلقي الأوامر المحرضة للإرهاب وتأمين الإتصال وتلقي رسائل من الخارج. في حين كانت جماعة ألمانيا متكونة من المدعو وراح جمال وسلطاني مراد، هو تامين إرسال الكتب التحريضية، بالإضافة إلى توفير أجهزة اتصال وجمع الأموال والقيام بالدعاية السياسية، وكان رابح الكبير أحد قيادي الحزب المحل والناطق الرسمي للجيا بألمانيا يتبنى جميع الأعمال الإجرامية المرتكبة في الجزائر ويتباهى بها، وكأن الجزائريين ليسوا من ذمته. وسائل اتصال ودعم الاوروبية وغيرها، مكنت الجيا من الحصول على معلومات أمنية من مصلحة الأمن الوطني، بحيث كانت تراقب تحركاتهم عبر المعلومات المحصل عليها عبر أجهزة الراديو التي استطاعت تحويلها الى جهاز بث وإرسال للتصنت على مصالح الأمن بتخطيط من مجموعة إرهابية الجزائر تعرف تقنية الكشف على اللوحات التذبذبات اجهزة راديو اقتنتها هذه الاخيرة عبر اشخاص كانت لهم علاقة تجارية مع الشركة اليابانية سانيو، وقد كشفت العديد من المصادر الموثوق بها ان الكثير من امراء الدعم في اوروبا كانوا عملاء لاجهزة المخابرات الاوروبية، كالمدعو قمر الدين خربان مؤسس الجماعة الإرهابية "الباقون على العهد"، الذي اشتغل عميلا لأجهزة المخابرات الألمانية في كرواتيا، نفس الامر بالنسبة لعناصر الجيا بالسويد الذين يحضون بحماية خاصة من لدن هذا الجهاز واجهزة مخابراتية اخرى. الشبكة الإيطالية وعلاقتها بالمافيا الإيطالية يرتبط اسم إيطاليا بالمافيا الإجرامية التي جعلت من الإجرام كوسيلة لتحقيق مصالحها مافيا ذات نفوذ كبير في هرم السلطة في إيطاليا ويعتبر الإرهاب من سمات هده المافيا وغذائها اليومي وجدت في شبكات دعم "الجيا" ب إيطاليا ركيزة هامة لدعم الجيا التى كانت تنشط في مدينة "بولون تحت قيادة أحد قدامى البوسنة المسمى جرايا خليل الشبكة كانت قد فككتها أجهزة الأمن الإيطالية في سبتمبر 1997 كان أغلب عناصرها تونسيين وكانت شبكة على اتصال وثيق بشبكة "إكسال البلجيكية بحيث كان فريد ملوك يرسل من هناك عدة مراسلات بريدية انطلاقا من بلجيكا في هذا الاطار كان حمال ونيسي قد مر من إيطاليا أين قام بنشاطات تدخل في إطار دعم شبكات الجيا في الجزائر الا ان السلطات الأمنية الإيطالية لم تحرك ساكنا كبقية الدول الأوروبية الأخرى. النسيج الإرهابي في بريطانيا إن الذين أعلنوا حرب الإبادة على الشعب الجزائري يجدون في لندن عاصمة إنجلترا ملجأ سياسيا باسم حقوق الإنسان وأي لجوء فهم يعتبرون من طرف السلطات البريطانية من اللاجئين ذي الدرجة الأولى متمتعين بحرية مطلقة ولهم مساكن فاخرة وغير ذلك من الامتيازات. فالمنظمات الإرهابية المسلحة التابعة "للجيا" وجدت في لندن ضالتها بحيث كل المناشر التحريضية على الإرهاب أو البيانات التي تعلن على حصيلة العمل الإرهابي في الجزائر تصدر في هذا البلد وأن عناصر الشبكات الإرهابية لدعم الجيا تلقى في وسائل الإعلام البريطانية وسيلة تعبير ودعاية لأعمالها الإجرامية ضد الأبرياء والمصالح الحيوية للجزائر. فكانت نشرية الأنصار الإرهابية تكتب في السويد وتطبع في لندن وبعدها ترسل بالفاكس إلى الجزائر، إضافة إلى إرسال كتب تحريضية وأجهزة تكنولوجية جد متطورة دائما من أنجلترا، كبقية الدول الأوروبية تلقى شبكة الدعم الإرهاب في لندن الدعم من الأجانب فهي تلقى دعم من طرف إرهابي يدعى أسامة وهو من جنسية سورية ومنزلة مجهز بأجهزة مراقبة جد متطورة وله ارتباط وثيق بأجهزة الأمن الفرنسية خاصة والبريطانية عامة. إن شبكة الدعم للجيا في لندن تقوم بجمع المال أيام الجمعة وهذه الأموال تستخدم لشراء الأسلحة وإرسالها إلى الجزائر وكذا تقوم بتأطير عناصر جديدة للعمل الإرهابي ثم ترسل إلى الجزائر بوثائق مزورة. يخطئ من يعتقد بأن لندن هي بلاد الانضباط أو هي امبراطورية الإعلام فقط، هي كذلك فعلا وبالمقابل عكاظ الإرهاب ومنبر فقهاء الجريمة و وكر عصابات العنف والدعاية وهي بعبارة وجيزة أشبه بعاهرة كل ما فيها يغري ويشجع على الخطيئة، يلهث وراءها كل لاجئ وكل متاجر في قضايا بلاده ويهرب إليها ويعانقها كل من أراد تبذير أمواله لأنها فعلا عاصمة التناقضات هذه الحقائق يكتشفها كل زائر للندن حيث لايندهش عندما يقف على واقعها وأسرارها التي سرعان ما تتحول فجأة إلى مصحف يقرأه دون مترجم، يقال أن في لندن "تبتلعك الأحداث والواقع يؤكد ذلك وفي لندن تنزلق بك أخبار اليوم إلى نفق مظلم، وفيها أيضا تنشط الخلايا السرية للجماعات الإرهابية التي تدعى الإسلام أو النصرانية، ولكن دوائر الأمن والسياسة تتابع دراستها ولكل ما يحدث لكنها تبقى جامدة لاتفعل شيئا والحجة في رأسي رجال السياسة أن القوانين مزينة ومتسامحة في بلد لا يضايق أحد ولا يريد أن تخنق فيه الحريات. وجميل جدا أن تحترم الحريات الفردية لكن هل من المعقول أن تتحول بريطانيا العظمى إلى وكر يأوي أمراء الجريمة والإرهاب وفقهاء العنف وخلايا الدعاية وجمع الأموال التبرعات؟ إنه الواقع الذي لايمكن لأي أحد أن يقفز عليه إذا من لندن تستهدف عمليات الإرهاب وإيقاع المجتمعات والبلدان في دوامة العنف والفوضى ومنها تصدر الفتاوي "الجهادية" الكاذبة والملتهبة لضرب الاستقرار في الجزائر ومصر وغيرهما من البلدان التي طالتها أيادي الإرهاب الأعمى. والمؤسف له أن بريطانيا التي تجرعت مرارة لإرهاب ولازالت تعيش هاجسة كل يوم وتملك أجهزة الإنذار المتطورة وأفضل نظم الحراسة تجهل أو تتجاهل أن على أراضيها جماعات وخلايا سرية إرهابية تخطط وتفتي لقتل الأطفال والنساء والشيوخ والسياح الأجانب في مصر والجزائر. لكن هناك من يقولون بأن الدوائر الأمنية البريطانية تأتي تضييق الخناق على هذه الجماعات خوفا من عمليات انتقامية أو أنها تسعى إلى عدم تصنيفها ضمن الشبكات الخطيرة وتسعى من خلال ذلك إلى التقليل من أهميتها وتعد لندن إحدى أهم الحلقات في النسيج الإرهابي الأصولي على مستوى القارة الأوروبية، حيث تحولت مع تقسيم الجديد للخريطة الإرهابية في أوروبا وبعد سقوط الرؤوس الثخينة في تفجيرات باريس 1995 إلى مركز للدعاية الأصولية وعصب التوجيه والتخطيط في وجود محترفين تدربوا في أفغانستان والبوسنة. وفي لندن توجد أيضا حلقات محلية لإرهابيين عرب يحملون الجنسية البريطانية وشاركوا في بعث نقاط عبور وجسور وهمية في حربهم مع المخابرات الدولية والغريب أن العرب الأفغان المتواجدين في لندن، حيث تنشط الجماعات الإرهابية طولا وعرضا وفي كل الاتجاهات ضمن استراتيجية الهدف منها بسط نفوذها على كل شيئ حتى لا تترك أي مجال للصدفة وذلك من خلال احتكار كل المساجد التي حولت إلى منابر للخطب الرنانة المتشددة - وفي هذه المساجد يلتقي أقطاب فقه الإرهاب الأصولي وأكثر الوجوه تطرفا وتعصيبا في حلقات وندوات يغزون من خلالها عقول الشباب العربي المسلم الذي لبس ثوب الخطيئة أو هرب منها أو وجد نفسه ضحية لها، في هذه المساجد تقرأ البيانات الإرهابية والتي تصدر عن مختلف الجماعات المهيكلة في المرصد الإسلامي في لندن والذي يعد مرصد التأكد من مصدر المعلومات التي تتضمنها هذه البيانات ويتضح من جل النيابات التي توزع عند كل مسجد في لندن، أن الشبكة الإرهابية في بريطانيا تسعى جاهدة إلى تعبئة الشبان من المهاجرين الجدد وترى بعض الدوائر الأمنية بأن الاستقطاب الذي يقوم به الأصوليون يتركز في الأوساط الأكثر حرمانا، وهي طريقة قد توختها هذه الجماعات هنا في الجزائر وأن التعبئة تتم بواسطة الشبان الذين يتم اختيارهم وفق مقاييس محددة ودقيقة ومضبوطة واستنادا إلى صفاتهم القيادية، فيمارسون نفوذهم على شبان آخرين يعانون حالات سرود فكري وضياع ثقافي وعائلي واجتماعي من جراء الهجرة الإرادية التي فرضوها على أنفسهم ومن أبرز الوجوه الإرهابية شهرة وأشدها دموية وتأثيرا على قيادات الجماعات الإرهابية المسلحة "فرع لندن" المصري كامل مصطفى المعروف باسم "أبو حمزة المصري" ويحمل الجنسية البريطانية وسبق له أن شارك في حرب أفغانستان حيث بترت يداه حتى المرفقين. إذ تؤكد المعلومات أن أبو حمزة كان أحد المشرفين على نشرة "الأنصار" القريبة من جماعة عنترة زوابري وهو المنسق الإيديلوجي بين أجنحة التيارات الإرهابية المتواجدة في لندن وهو الذي أفتى بقتل النساء والأطفال في الجزائر وأباح خطف البنات وهو القائل في خطبة جمعة بمسجد فانسبوري بارك بشمال لندن وفي إشارة إلى ما يحدث في الجزائر "بالسيف تحارب الديمقراطية" وأن الجهاد لا يدرك سبيله إلا العرب الأفغان. والأكثر من ذلك فإن هذا الإرهابي المحترف ومن على نفس المنبر ما انفك يتغنى بإعجابه بما يقوم به الإرهابيون في الجزائر وكثيرا ما نوه في خطبة بالمجازر الإرهابية وتبنى أكثرها دموية حيث وجد جماعة في مصف امبراطورية الإعلام التي تمولها مصارف وبنوك مشبوهة ومحسوبة على تيارات معروفة متواجدة في لندن منبرا للدعاية والتشهير. وفي مسجد فانسبوري بارك الذي يعتبر الوكز الأكثر استقطاب لأنصار "الجيا" تتوافد عدة وجوه من الحركات الأصولية المتواجدة في بريطانيا المعروفة بالفتاوي الدموية إلى المصري أبو حمزة الذي يلعب دور مفتي الجماعات الإرهابية الجزائرية في لندن والدليل أن حارسه الشخصي ودرعه الواقعي من بين المتطرفين الذين نشطو في الجزائر وتدربوا في أفغانستان وشاركوا في حرب البوسني ويدعى (أبو الوليد). وقد رد أبو قنادة على "أبو حمزة" في مناظرة حامية بينهما قائلا: إنك أنت من أفتى بذبح الأطفال في الجزائر وأنت من أفتى بخطف النساء وقتل الشيوخ في الجزائر. ويبدو أن هذه المناظرة كانت لها تأثيرات كبيرة على تنظيم شبكة لندن التي كثيرا ما دخلت في حرب زعامات كما يعتبر بكري محمد هو من زعماء حركة المهاجرين وأحدى القيادات الأوروبية "لحزب التحرير الإسلامي" الذي ينادي بريطانيا بضرورة الإسراع في إقامة دولة الخلافة ودعوة إليزابيت الثانية إلى إشهار إسلامها!، وهو من أبرز الوجوه المؤثرة على قيادة الجيا وهو أيضا من أكثر العرب الأفغان تشددا وكان ومازال من أبرز الوجوه المؤثرة على قيادةة الجيا وهو أيضا من أكثر العرب الأفغان تشددا وكان ومازال من أبرز المحرضين على العنف في الجزائر من خلال بعض الفتاوي التي كانت تنفرد بها نشرة الأنصار يقول مصدر أمني في لندن أن الثلاثة أبو حمزة وأبو قتادة وبكري محمد بالرغمم من تناقضاتهم وخلافاتهم العلنية، إلا أنهم مازالوا يتصدرون مصدرالفتوى في لندن وأن اهتمامهم يرتكز حول الجزائر، فما تؤكد مصادر أخرى بأن الثلاثةة يعملون تحت مسؤولية السعودي المنشق محمد المسعري. لكن ما يحدث في لندن أن هناك شبه حرب سرية بين الشرطة اللندنية التي تحاول معرفة كل شيء دون أن تؤثر على أي شيئ والجماعة الإسلامية التي تسعى إلى إعادة تنظيمها بطريقة وقائية لاسيما بعد الضربة الموجعة التي وجهها البوليس البلجيكي إلى جماعة بروكسل حيث أن هذه الضربة أرغمت زعماء وأمراء هذه الخلايا التي تشكل عادة قواعد خلفية للإرهاب في الجزائر ومصر على وجه الخصوص على إعادة النظر في تنظيم الخلايا السرية لاسيما وأن أخبارا في لندن تتحدث عن معلومات تسربت إلى الأمن البريطاني حول تمويل الجماعات وتردد أن لأجهزة الأمن البريطانية أسماء معروفة لمصارف ومؤسسات مالية تتحمل على عاتقها تمويل العناصر المتشددة، ويقال أن المخابرات الإسرائيلية التي أزعجها نشاط حركة حماس مارست ضغطا مركزا على البريطانيين وأرغمتهم على الخروج من قوقعتهم، باعتبار أن هذه المصارف تمول نشاط الحركة في فلسطين هذه الأخبار أفرزت وضعا جديدا في أوساط هذه الجماعات وتردد أن المعطيات التي أفرزتها عملية بروكسل الأخيرة عجلت باختفاء بعض الوجوه القيادية وتأكد من خلال تلقص نشاط "الأمراء" الكبار أن شيئا ما يطبخ في الخفاء العارضون بخفايا هذه الجماعات يؤكدون بأن ما يطبخ في الخفاء أوكلت مهمته المجموعة من العرب الأفغان كانوا بعيدين عن الأضواء وكان دورهم داخل هذه الخلايا الربط وفي الخفاء بين مختلف الشبكات في أوروبا ولعل من أبرز الأسماء تداولا ابراهيم النجار وأبو عمار وهما يحملان جنسية مصرية. غير أن الشرطة البريطانية وعلى الرغم من أنها تكتفي في حالات كثيرة لعبت دور المتفرج على ما كل ما يحدث في المملكة المتحدة إلا أنها تملك معلومات دقيقة عن (أبو عمار) وتصفه برجل العلاقات الواسعة وصاحب الاتصالات السرية وهي تحتفظ له بملف ثقيل. أما أبو قتادة وأبو حمزة فيكفيهما لعب دور المفتي أو المرشد الروحي ل "الجيا" ويقال أن الصراعات التي دخلا فيها مع بعض قيادات الأفغان العرب جعلتهما يتراجعان قليلا إلى الوراء والاكتفاء بالتوجيه والخطب وربما كانت هذه محاولة منهما لإيهام المخابرات بأن الجماعة في لندن فقدت انسجامها ولاداعي لوضعها تحت المجهر. إن الجماعات الإرهابية المسلحة والحركة الإسلامية الأصولية تتوفر على مصادر تمويل عديدة إذا كان السعودي محمد المسعري قد نجح في اختراق صفوف هذه الفضائل من خلال مايغرق عليها من أموال طائلة فإن هذه الجماعات تسعى دائما إلى الاحتكاك بالجالية الباكستانية كثيرة التواجد في لندن والتي هي وحدها قادرة على توفير أي غطاء لهذه الجماعات ولا شك أن الزائر للندن يقف على ذلك في المساجد وفي المكتبة الإسلامية الكبيرة ومركزة الإعلام الإسلامي وهي هيئات تؤطرها وجوه باكستانية وهندية باعتبار أن الجاليتين الباكستانية والهندية الأكثر عددا وانتشارا وأكثر ثراء من خلال احتكارها للنشاط التجاري في لندن بالاضافة إلى أغلب اللجان الخيرية التي تعمل على جمع الأموال والتبرعات، وهذا يعني أن الدعم المالي الكبير للجماعات الإرهابية توفره هذه اللجان. وتشير تقادير البوليس البريطاني أن ما تجمعه الهيئات الخيرية سنويا يفوق 100 مليون جنيه استرليني وأن 20 مليون فقط من هذا المبلغ الإجمالي يصرف على المحتاجين، فيما تحول المبالغ المالية المتبقاة إلى الخارج دون تحديد الهيئات التي تستفيد منها ويقال أن هذه المبالغ بقيمتها الهائلة تصرف من أجل قضية خاسرة سلفا. الشبكة البلجيكية من أخطر شبكات الدعم في أوروبا تعتبر شبكات دعم الإرهاب التابعة "للجيا" في بلجيكا من أخطر الشبكات الإجرامية على مستوى أوربا كلها بحيث تنشط على مستوى "إكسال" " " وهي بلدية تابعة للعاصمة بروكسل البلجيكية وتعتبر هذه البلدية ملجأ لأكبر رؤوس الجماعات الإرهابية "الجيا" من بينها فريد ملوك فرنسي الجنسية من أصل جزائري، هو عميل للمخابرات الفرنسية بحيث عاش بالضاحية الباريسية ودخل السجن مرتين في قضايا تتعلق بالمخدرات قبل أن يلتحق بفرق الموت الإرهابية "للجيا" لقد اختص هذا الأخير في تزوير الوثائق والغريب في ذلك أن العدالة الفرنسية في 18 فيفري حكمت عليه بالسجن سبع سنوات سجنا ولماذا لم تطلب هذه الأخيرة بإرساله من طرف السلطات البلجيكية وهنا نفهم خطة المناورة التي لعبتها فرنسا من أجل تبرئة نفسها مما يحدث في الجزائر. أن أحمد زواوي كان أحد مسؤولي الشبكة اللوجستيكية التابعة "للجيا" في بلجيكا وأن سلات هذا البلد لم تقم بأي عملية رغم إلقاءها القبض عليه في مارس 1995 وفي شهر مارس 1998 قامت السلطات الأمنية البلجيكية بإلقاء القبض على ثمانية إرهابيين ينتمون إلى شبكة مشكلة من أربعين إرهابيا لها علاقة بشبكات أخرى في بلجيكاوألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، ومن هؤلاء العناصر الإجرامية يوجد مغاربة وتونسيين من جنسية إسكندنافية كالدنمارك مثلا، يشغلون مناصب سامية في هيكل الجماعات الإرهابية المسلحة "الجيا" بأوربا. الشبكة الفرنسية كانت وجودها له علاقة بالإرث الاستعماري إن وجود شبكات لدعم الإرهاب الأعمى في فرنسا هو ناتج على اعتبارات تاريخية خاصة وسياسية عامة، حيث هناك إرث تاريخي بين الجزائر وفرنسا باعتبار هذه الأخيرة قداستعمرت الجزائر مدة مائة واثني وثلاثون سنة مارست خلالها على الشعب الجزائري أبشع الجرائم (الإرهاب) لأن الاحتلال هو إرهاب دولة ذات أطماع على دولة مسالمة تتمتع بحقوق سيادتها وكرامتها وحرمتها، والاعتبار السياسي هو المواقف الجزائرية في المحافل الدولية ضد كل أشكال الهيئة الاستعمارية سواء ثقافية أو اقتصادية ووقوفها في وجه فرنسا في عدة قضايا عادلة وكذا رفض الجزائر لكل المحاولات للقضاء على شخصيتها الوطنية العربية الإسلامية، كل هذه العوامل جعلت السلطات الفرنسية تغض النظر على تحركات قادة الجماعات الإرهابية المسلحة "الجيا" ولم تتوقف عند هذا الحد بل هناك تورط واضح لأجهزة الأمن الفرنسية ومنها في الأعمال الإرهابية التي تزهق بمئات الجزائريين تحت اسم الإسلام.