في الوقت الذي يعقد فيه سلسلة مكثفة من الاجتماعات الرامية لتحقيق انفراجة في محادثات تحرير التجارة العالمية المعروفة باسم "جولة الدوحة، عبر مفاوضون عن خيبة أملهم وإحباطهم إزاء عدم تحقيق تقدم في المحادثات. وقبل شهر من عقد اجتماع وزاري واسع النطاق كان "الإحباط" هو التعبير المستخدم لوصف المفاوضات . ويرى العديد من الخبراء أن جولة الدوحة دخلت عامها الثامن دون تحقيق وعودها بفتح الأسواق ومساعدة البلدان النامية على تحقيق الازدهار من خلال التجارة ، ويبدو هذا المسعى بعيد المنال في ظل عدم استعداد أعضاء منظمة التجارة العالمية لتقديم تنازلات تكفي لاستئناف المحادثات المتعثرة. وفي هذا الصدد قال سفير إحدى الدول الصاعدة لدى مغادرته اجتماعاً للوفود الرئيسة بشأن المفاوضات التي يرغب الزعماء السياسيون في استكمالها بحلول العام المقبل "لدينا مشكلة بشأن المصداقية، هذا وقت عقيم"، فيما أضاف سفير آخر لإحدى الدول النامية "الأمر لا يتعلق فقط بالمنهج، وإنما بالجوهر". ووفقا لما ذكرته بعض اجهزة الإعلام فإن البرازيل تشعر بالقلق من أن العملية في طريقها "للانحلال" ،حيث تتسبب الخلافات في إعادة فتح القضايا مرة أخرى بعدما يتم التوصل لاعتقاد بأنها قد أغلقت، وقال مسؤول "إن الدول تشعر بالضيق"، مشيرا إلى أن الكثير منها يشعر أن المحادثات لن تؤدي إلى أي نتيجة ملموسة. وقد شهدت المحادثات بخصوص المنتجات الزراعية تقدما ضئيلا فيما يتعلق بأكثر القضايا الشائكة، بينما لم تسفر المحادثات حول تجارة الخدمات عن أي نتائج ملموسة، وظلت الخلافات بين الدول الغنية والفقيرة حول قضايا مثل الدخول إلى الأسواق والمساعدات، وذلك حتى في القطاع الصناعي الذي من المفترض أن تكون هناك أرضية مشتركة أكبر، ولقد ازداد الأمر تعقيدا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، التي دفعت الاقتصاديات الغنية إلى اتخاد اجراءات لتحفيز اقتصادها. وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة تراجع خلال 2009 بنسبة تراوح بين 9 و10% مقارنة بالعام الماضي، ما يجعله أسوأ عام للتجارة الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن جانبه ضغط باسكال لامي رئيس المنظمة التجارية العالمية، على الدول الأعضاء البالغ عددهم 153 عضوا للقيام بصياغة نصوص محددة يمكن استخدامها كأساس للمفاوضات، ولكن بعض الدول الضالعة في محادثات ثنائية مباشرة ومفاوضات في إطار مجموعات صغيرة لا تؤدي إلى مواقف موحدة ، والمسؤولون يقولون أن العملية لا تتسم بالشفافية، وهو النقد الذي وجه لفترة طويلة لهذه المحادثات. وسيجتمع وزراء التجارة بحلول نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر المقبلين في جنيف لمدة ثلاثة أيام، وسيكون هذا أول لقاء وزاري منذ عام 2005، على الرغم من أن قواعد المنظمة تدعو إلى عقد اجتماع كل عامين. ويقول مراقبون أن إنهاء محادثات الدوحة بحلول نهاية العام المقبل بدأت تبدو أكثر بعدا، حيث أكد أحد الدبلوماسيين أن الأمور لا تبدو جيدة، والوقت بدأ ينفد.