قام العضو البارز في مجموعة ال22 التاريخية "محمد مشاطي" بكشف بعض الحقائق التاريخية المثيرة عن اندلاع خرب التحرير، وسيرها، لاسيما تلكم المتعلقة بالفترة مابين نهاية الحرب العالمية، وسنة 1954، والني تميزت باشتعال فتيل الفتنة بين أنصار مصالي الحاج، وما يطلق عليهم بالمركزيين. وكشف "مشاطي"، خلال محاضرة ألقاها أمس على هامش الصالون الدولي للكتاب، أن مصالي الحاج لم يكن يتمتع بالحنكة السياسية، والروح الكاريزيمية الضرورية لقيادة مسيرة الثورة، معتبرا إياه السبب الرئيسي للجو المحتقن الذي بين المصاليين والمركزيين قبيل اندلاع الثورة. ومع أنه أثنى عليه كمناضل وطني، إلا أن خطابه كان يتسم بالشعبوية، والتهور، والحماسية المفرطة، مما جعله يتسقطب غالبية القواعد الشعبية لحزبه وعموم الجزائريين. وأضاف أن معظم الكوادر والإطارات لم يروا بصيص أمل في نجاح الثورة، تحت لواء مصالي، مما جعلهم ينجهون نحو الانفصال والشروع في التحضير العملي للثورة. وفند "مشاطي" ما يروج له في كتب التاريخ، من أن مصالي الحاج كان أول من دعا إلى الاستقلال من خلال، نجم شمال إفريقيا، الذي لم يكن في حقيقة الأمر، حسب مشاطي، سوى جمعية أسسها الجزب الشيوعي الفرنسي، لدعم المغاربة. وأضاف أن أول من تلفظ بمصطلح "استقلال الجزائر" كان الأمير خالد، وليس أحدا غيره. وقام "مشاطي" من خلال عرض مذكراته، لأول مرة، بتصحيح بعض ما أسماه بالأخطاء التاريخية، كإطلاق تسمية محموعة ال22 على النواة المؤسسة لتورة 54، مشيرا إلى أن عدد أفراد المجموعة كان 21 فقط، باعتبار أن مستضيف اللقاء التاريخي بمنزله، لم يحضره لكونه خاصا بالمسؤوليين فقط. ونأسف من جهة أخرى، من أن صغار المسؤولين وأصحاب الرصيد الضعيف في الثورة هم من استولوا على الحكم بعد الاستقلال، على حساب الذين ضحوا بأنفسهم لسنوات طويلة.