أدى تساقط الثلوج بمدن شرق الوطن إلى شل حركة المرور مؤقتا على مستوى بعض محاور الطرق الوطنية والولائية، وحتى البلدية، إلى جانب عزل قرى ومشاتي، حسبما علم يوم أمس من مصالح الدرك الوطني ومصالح الأشغال العمومية. مشهد غير عادي بقسنطينة تفاجأ مواطنو قسنطينة، وخصوصا منهم أولئك الذين خرجوا في الساعات الأولى من صباح أمس، باكتشاف أن مدينتهم اكتست طبقة سميكة نسبيا من الثلوج. وكان لهذا المشهد غير المألوف، باعثا لفرحة سكان الصخر العتيق، وخصوصا منهم الأطفال الذين كثيرا ما يحبذون اللعب بكرات الثلج وسط أجواء مرحة، في الوقت الذي انشغل فيه بعض من الأولياء بتطهير مداخل العمارات، في حين فضل آخرون نزع كميات الثلوج المتراكمة فوق سياراتهم بسمك 5 إلى 6 سم. شلل في حركة المرور ببلدية "برج زمورة" و"المهير" أدى تساقط الثلوج في الليلتين الأخيرتين على ولاية برج بوعريريج إلى شل وقطع حركة المرور ببعض الطرق الوطنية والولائية في مختلف بلديات الولاية، وهذا راجع إلى كثافته وسمكه الذي وصل إلى 50 سم في بعض المناطق، والذي مس المرتفعات التي يزيد علوها عن 600 م، حيث لوحظ انعدام كلي لحركة المرور بالطريق الوطني رقم "60 - أ" ببلدية المهير والذي يربط بلدية "بن داود" و"حرازة" حتى ولاية المسيلة. من جهته، الطريق الوطني رقم "76" ببلدية "برج زمورة" إلى بلدية "ڤنزات" بولاية سطيف، هو الآخر شل عن آخره، الأمر الذي دفع بمصالح البلدية لفك العزلة عن المنطقة. تساقط الثلوج هذا، لم يمس فقط الطرق الوطنية، بل الولائية هي الأخرى عرفت شللا في بعض المناطق، حيث قطعت الثلوج حركة المرور بالطريق الولائي ببلدية "برج الغدير" عند منطقة "تاق العيد" والطريق الولائي رقم 43 ببلدية "الماين". للإشارة، هاته المناطق من أبرز المناطق عرضة للثلوج كون أكثرها مناطق جبلية وغابية، وقد تدخل أعوان البلديات لفك العزلة عن هاته المناطق وفتح الطرق بكل الوسائل المادية والبشرية التي تملكها. أكثر من 25 سنتيمترا بمرتفعات سطيف أفادت مصالح الدرك الوطني كذلك بأن حركة المرور توقفت عبر الطريق الوطني بين بلدية بوعنداس وولاية بجاية، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 75 وبالتحديد على مستوى منطقة آيت نوال مزادة شمال سطيف. وتسبب تساقط الثلوج كذلك في عرقلة حركة المرور على الطرق الوطنية رقم 5، 9 28، 77، 76، 74 و75 والتي أعيد فتحها أمام مستعمليها في الصباح بعد أن تدخل أعوان مديرية الأشغال العمومية. كما سجلت "صعوبة كبيرة" عبر عديد الطرق البلدية الأخرى، خاصة تلك المؤدية إلى المنطقة الشمالية لولاية سطيف، فيما تسببت الثلوج في عزل معظم القرى والمشاتي التابعة لدوائر بوعنداس وبني ورثيلان وماوكلان وڤنزات. ومن جهتها، تقوم حاليا مصالح مديرية الأشغال العمومية والفروع التابعة لها عبر البلديات، بتدخلات واسعة من خلال تسخير 10 آليات من كاسحات الثلوج وأخرى لفتح المسالك البلدية والطرق الولائية التي تسببت في غلقها الثلوج، حسبما أوضحه مدير القطاع السيد محمد بوعزقي. وشكلت بدورها مؤسسة سونالغاز بسطيف، خلية أزمة للتدخل في حال قطع شبكتي الغاز والكهرباء، خاصة على مستوى بعض المناطق الشمالية كمنطقة حربيل وڤنزات وبوعنداس المعروفة بصعوبة التضاريس والمسلك. يذكر أن كمية الثلوج المتساقطة تراوح علوها ما بين 5 و10 سنتيمترا بمدينة سطيف، فيما تجاوز 25 سنتيمترا بالمرتفعات الداخلية التي يفوق علوها عن 600 متر، على غرار جبال مغرس وبابور وتيكركارت، فيما تتوقع مصالح الأرصاد الجوية بمطار 8 ماي 1945 أن يبقى الطقس مضطربا وباردا وغير مستقر، مصحوبا بأمطار، ليتحسن تدريجيا ابتداء من مساء يوم الأحد. غلق الطريق الوطني رقم 31 بباتنة وبولاية باتنة، تسببت الثلوج المتساقطة منذ صبيحة أمس السبت على المرتفعات في غلق العديد من محاور الطرق أمام حركة المرور، حسب ما استفيد من مصالح الأشغال العمومية. ويتعلق الأمر حسب ذات المصدر بالطريقين الوطنيين رقم 31 الرابط بين باتنة وبسكرة، مرورا بآريس في منطقة عين الطين، والطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي باتنةوسطيف، مرورا بمروانة في منطقة نافلة، إلى جانب عدد من الطرق الولائية، لاسيما رقم 54 الرابط بين آريس وثنية العابد و172 الرابط بين ايشمول والطريق الوطني رقم 31. وأكد الكثير من أصحاب المركبات بأن العديد من المسالك بالمناطق الجبلية تبقى جد صعبة، لاسيما بمناطق آريس وايشمول والمناطق المجاورة لهما كفم الطوب واينوغيسن وكذا رأس العيون ومروانة، حيث أجبر أصحاب السيارات الراغبين في الالتحاق بمدينة باتنة إلى قطع مسافة مضاعفة مرورا ببلدية سريانة. أما عاصمة الولاية، فشهدت في الساعات الماضية تساقطا كثيفا ومتواصلا للثلوج التي كستها بحلة بيضاء، حيث صنعت فرحة الكبار، وكذا الصغار الذين خرجوا إلى الشوارع للعب بكرات الثلج غير آبهين بالبرودة الشديدة.