في مشهد تقشعر له الأبدان و لا يمكنك أن تمسك دمعة ستسيل من جفونك لا محالة, و في غمرة ما يصطلح أن يطلق عليها المقاومة الالكترونية, رد الجزائريون بكل قوة وروح وطنية و حب للوطن و شجاعة لا مثيل لها على دعاة الفتنة على صفحات الفاسبوك و التي غصت بهم من كل حدب و ندب و الذي كان معظمهم و للأسف من الأشقاء العرب و خصوصا المغاربة و الليبيين و المصريين و بعض الخلييجين ان لم نقل كلهم والذين أسسوا صفحات فردية و جماعية تدعوا الى التضاهر و اسقاط النضام في البلاد, لكن هيهات من فطنة ابناء الوطن الذي سارعوا بكشفهم و كشف حيلهم الماكرة بعد أن يأست قنوات فضائية عديدة في نشر السموم للتفرقة بين ابناء الوطن الواحد..جزائرنا الحبيبة أطل علينا بعض علماء الدين او كما يطلق عليهم علماء البلاط و قد وقعوا في الخطأ و سقطوا في هوة الفتنة و اشعال الفتيل و من ابرزها صفحة الشيخ الداعية سلمان العودة المعروف بوسطيته و الذي طرح استفسار كالتالي: "جنرالات الجزائر يتصرفون وكأنهم في مأمن.. فالجزائر ليست تونس ولا مصر ولا ليبيا ولا سوريا ولا اليمن ولا جزائر التسعينيات" و كان الغريب أن يتكلم شيخ في الدين عن السياسة؟ و الأغرب من هذا أن يتكلم عن الجزائر و عن أمورها الداخلية التي لا شأن له بها و هو الشيخ المطرود من بلده و لا ينبس بشفة أن ينتقد نظام مملكته كما علق بعض المتحمسين من الشباب الجزائري. و الذين أمطروه يتعليقات كان مختصرها لا جلها أنه لا دخل لأحد في أمور جزائرنا و نحن بخير رغم كل مشاكلنا و راح البعض يذكره أن الجزائر ضحا من أجلها الرجال و لم تعطى الاستقلال كما هي حال بلده... و في هاته المقاومة الالكترونية الباسلة و الأبية, أنشئ بعض الشباب الجزائري صفحات عديدة و كثير للرد على كل ما هو تحريض على التضاهر و سب المسؤولين و التحامل عليهم و كان من أبرزها و التي جمعت في أقل من اسبوع أكثر من 7000 مشترك صفحة " الجزائر شامخة شموخ الجبال لا تطاول عليها يا جرذان" و كذلك "لا تلمس بلدي" و التي كرس فيها الشباب كل معاني الوطنية و حب العلم و الذود عنه و الدفاع عن وطنه ضد كل سوء و فتنة نحن في عنى عنها, كما أطلق شاب أخر صفحة أخرى بإسم "الجزائر مسلمة مستقلة لاباس علينا الحمد لله و مانحتاجوش ثورة" كما برزت روح الأخوة أيضا عندما وحد معضم جزائري الفاسبوك صورهم الشخصية تحمل شعار اخطونا يا العرب و هذا في اشارة منهم للتدخل السافر لبعض الإخوة العرب..و خصوصا مؤيدو المجلس الانتقالي الليبي الذي ما فتئ يتهم الجزائر بتهم كاذبة و حجج واهية. هاته الهبة الشبابية لم تشهدها الجزائر من قبل و التي ان دلت على شيئ فإنها من قيم الجزائري المحب لوطنه رغم كل شيء و رغم كل المتاعب و المشاكل التي يمر بها و الذي يضحي بنفسه من أجل جزائر مزدهرة و متطورة و شامخة بين الأمم.