عشية عيد الأضحى المبارك، وفي الوقت الذي كان فيه قرابة 3 ملايين مسلم يقفون بجبل عرفات، بالبقاع المقدسة، تحدّت جريدة الوطن "الجزائرية - ربّما-" مشاعر كل المسلمين بإعادة نشر الصفحة الأولى للأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو" المسيئة لنبينا الكريم محمد صلوات الله عليه، على شكل كاريكاتير في صفحتها الأخيرة، ليس بغرض انتقاد هذه الأسبوعية الصليبية، وإنما لإعادة الترويج لرسمها المسيء للرسول "ص" ولكل المسلمين، فالوطن "الفرنسية اللسان والقلب، وبدهاء أقرب إلى النفاق من أي شيء آخر، حاولت الإيهام بأن الأمور تشتعل بين الأسبوعية الفرنسية الصليبية والمسلمين، فقام رسامها الكاريكاتوري بإشعال النار في الصفحة الأولى لأسبوعية "شارلي أيبدو" مع الإبقاء على الرسم الكاريكاتوري المسيء للرسول "ص" كاملا. هكذا إذن تنافق جريدة "الوطن" وتلعب لعبتها المكشوفة، وتتحدّى مشاعر الجزائريين بشكل خاص، على اعتبار أنها محسوبة وللأسف الشديد على فضائنا الإعلامي الجزائري، وتتحدى مشاعر كل المسلمين، بل ترسل رسالات خبيثة من خلال نشرها مباشرة تحت الرسم الكاريكاتيري، موضوعا حول تقرير المنظمة الأمريكية لحقوق الإنسان "فريدوم هاوس" تشير فيه إلى أن الإصلاحات في الجزائر غير كافية، فكأننا بالوطن، ترسل تحذيرات كأختها في الرضاعة "شارلي إيبدو"، بأن ما تقومان به هو ممارسة للحق في التعبير، وأن أي ردّة فعل على فظاعة ما نشرته "الوطن" يمثل مساسا بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، لكن يبدو أن "الوطن" وهذا شبه مؤكد، لا تكترث باحترام باقي الحقوق الأخرى، وبالأخص منها الحق في الممارسة الدينية، واحترام المعتقدات، وهي من الحقوق الأساسية في مواثيق حقوق الإنسان، ولا ترى ضررا في إعادة الترويج للرسومات المسيئة للمسلمين ونبيهم الكريم، لأن الوطن هذه، تفضح لونها الديني والعقائدي في الصفحة الأولى لعددها الصادر يوم السبت 6 نوفمبر، الذي أساءت فيه لنبينا الكريم، حيث توجهت بالتهنئة لقرائها ومعلنيها بمناسبة عيد الأضحى، دونما أية إشارة إلى الأمة الإسلامية، كما أنها لم ترفق رسمها المسيء، بأي مقال تدين فيه ما أقدمت عليه "شارلي إيبدو"، ما يؤكد مرّة أخرى، أن الوطن تسير في الخط نفسه الذي تسير فيه "شارلي إيبدو"، وأنها كانت تتعمّد الإساءة للمسلمين لا غير، ولم تُول أي اعتبار للدستور الجزائري، الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة، ولم تُبال بقانون الإعلام الجزائري –طبعا- الذي يمنع الإساءة للدين الإسلامي وكل الديانات السماوية الأخرى، فكأنّنا بجريدة الوطن، لا تلتزم إلا بالقوانين الفرنسية، وبالخطوط العريضة التي ترسمها السياسة الفرنسية، والتي تبيح التطاول على الدين الإسلامي وعلى النبي محمد "ص"، وحتى على الذات الإلهية، كما حصل مع قناة نسمة التونسية، فالوطن، هنا تعدّت كلّ الحدود، وكأننا بها تقول للجزائريين ككل، "اذهبوا إلى الجحيم بدينكم"، وجريدة لم تحترم مشاعر الشعب الجزائري، ومعتقداته ومقدّساته، كان من الأولى أن تتحرك السلطات لمساءلتها ومتابعتها قضائيا، بقوة القانون، وبشكل تلقائي، لكن ذلك، لم ولن يحصل مع جريدة كالوطن، لأنّها تحت الحماية الفرنسية مباشرة، وأي مساس بها يمثل مساسا بالسيادة الفرنسية وحقوق الإنسان والحيوان وما إلى ذلك، خاصة في ظل المستجدات التي تعرفها المنطقة، والتي جعلت محاربي القاعدة في ليبيا يحملون الأعلام الغربية، ويسمحون بأخذ صور مع فتيات متبرّجات، ودفعت حركة النهضة بتونس إلى الإعلان عن أنها ستتبنى النظام العلماني، فظروف كهذه توحي بأن الغرب يريد لنا جميعا إسلاما هجينا، إسلاما لا حرمة فيه للأنبياء والرسل، والكتب السماوية، والأخلاق، وغيرها، وربّما يُراد للجزائر، عبر ما نشرته صحيفة الوطن، إشعال نيران فتنة بسيناريوهات مغايرة لما تمّ في تونس ومصر وليبيا وغيرها من البلدان العربية، فتنة تفسح المجال للغرب الصليبي، للتدخل المباشر في شؤوننا باسم حماية الحريات، "حرية الوطن في الإساءة للرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وحرية التنكيل بمعتقداتنا وقيمنا وموروثنا" ومن ثمّة تكون الوطن الفتيل الذي سيُشعل هذه الفتنة. التي يعي الجزائريون مقاصدها وأهدافها جيّدا.