أكّد رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الذكرى ال 23 لتأسيس اتّحاد المغرب العربي أن "تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدّولية ضرورة حيوية ملحّة". وجاءت رسالة رئيس الجمهورية بحسب الملاحظين لتوجز وتلخّص موقف الجزائر الذي ظلّ ولا يزال يدعو لتأسيس هذا الإتحاد الذي يُمثّل الضمانة الوحيدة لشعوب المنطقة في تحقيق الأمن الإقليمي والتنمية المشتركة التي تقي هذه الشعوب مصائب الإنهيار الإقتصادي والمالي الذي أصاب أمريكا والعديد من الدول الغربية. وجاء في رسائل وجّهها الرئيس بوتفليقة بالمناسبة إلى كل من ملك المغرب محمّد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، "إن تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدّولية ضرورة حيوية مُلحّة لتمكين شعوبنا الشقيقة من مواجهة التحديات ضمن تجمّع مرصوص البناء وموحّد الكلمة". وهذا ما يعني برأي المتتبعين أن الدول المغاربية لا يُمكنها أن تكون بمنأى عن الكوارث التي ألمّت بالإقتصاد العالمي، سوى بالإتحاد، والتوجه ككتلة جهوية قوية في التعامل مع باقي التكتلات والدول الأخرى، بل إن الأمن القومي والإقليمي لدول الإتحاد المغاربي لا يمكن تحقيقه إلاّ في إطار الإتحاد المغاربي. وبعد أن أعرب رئيس الجمهورية عن "أخلص التّهاني وأطيب الأماني" لقادة الدول المغاربية بهذه المناسبة، جدّد "حرص الجزائر وعزمها على العمل معكم، من أجل الحفاظ على هذا المكسب وتطوير هياكله باعتباره عامل تنمية وإطارا للتكامل والتشاور السياسي". وقال رئيس الدّولة أيضًا: "..ففي هذا المسعى، يتعيّن علينا جميعا العمل وفق مقاربة واقعية وتدريجية تضع في الحسبان مصالح بلداننا وطموحات شعوبها". مضيفا أنه "ولاشك في أن الفرصة سانحة الآن، لتحيين التفكير حول التشييد المغاربي المبني على تكامل اقتصادي يرتكز على متابعة سياسات مشتركة في كافة الميادين". وفيما يخصّ الجزائر، أوضح رئيس الجمهورية "إن الجزائر ستدلي بدلوها فيما سنبذله جميعا من جهود في خدمة بلداننا الشّقيقة". وهذا ما يُمكن تفسيره بأن الجزائر كانت ولا تزال حريصة على خدمة مصالح الشعوب المغاربية، وأنّها لا ترى من سبيل لحماية دوله، سوى عبر إقامة تكتل إقليمي، يعكس قوة ودور بلدان المغرب العربي مُتحدة، وما دون ذلك سيرهن سيادة ومستقبل كل دولة في هذا الإتحاد.