صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن تشكيل لجنة مؤخرا تعنى بوضع قانون لضبط المهرجانات في جانبها التنظيمي، مكونة من مهنيين و إداريين و خبراء يعملون على رسم خارطة جديدة للمهرجانات الجزائرية . وأوضح عز الدين ميهوبي لدى حلوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح على القناة الاولى، أن صلاحيات تسيير المهرجانات ستمنح للمهنيين والمحترفين، فيما يتكفل الإداريون بالشؤون الإدارية و مراقبة الشأن المالي و التنظيمي، مؤكدا أن هذا القانون الجديد يخص كل المهرجانات الوطنية و الدولية المرسمة في وزارة الثقافة و التي يبلغ عددها 176 مهرجان. وشدد ميهوبي، أن التّحدي لاحقا سوف يقتضي البحث في أسباب نجاح كل مهرجان و فرض وجوده، و قال إن المهرجانات التي تعيد نفسها بذات الوجوه و المضامين كل سنة لا تمد الساحة الثقافية و الفنية بأية قيمة مضافة. وردا على سؤال متعلق بضعف التّرويج الإعلامي للمهرجانات الجزائرية مقارنة بمهرجانات عربية مثل قرطاج و جرش وغيرها، قال عز الدين ميهوبي إن "إعلامنا قوي في الداخل محدود في الخارج" و هو أمر لا يمكن نكرانه، و ضرب مثالا بتظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية" المقام حاليا بقسنطينة، قائلا أنها تشهد فعاليات كثيرة و مهمة بينما لا يصلنا منها إلا القليل، مرجعا السبب إلى تمركز وسائل الإعلام الثقيلة في العاصمة. وبشأن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أكد عز الدين ميهوبي أنها تتواصل وفقا لما تم تسطيره و تعرف مشاركة منتظمة لعديد الدول العربية التي عبرت في أكثر من مناسبة عن ارتياحها و سعادتها باكتشاف مدينة قسنطينة المختلفة تماما عن أية مدينة عربية أخرى و اكتشاف المنشآت و المعالم الثقافية التي عكست بوضوح حجم الجهد الذي تبذله الدولة الجزائرية في سبيل التكفل بالثقافة كعنصر أساسي في دفع التنمية. كما تطرق ميهوبي إلى عودة مهرجان البحر الأبيض المتوسط الذي احتضنته ولاية عنابة خلال الثمانينات، و قال أنه سيمنح هذه الولاية المتوسطية بامتياز، نصيبها من الإشعاع الثقافي، مؤكدا أنه تم تنصيب المحافظة المشرفة على هذا المهرجان برئاسة الناقد و المخرج السينمائي السعيد ولد خليفة، و أن التنافس سيكون بين 10 أفلام من دول متوسطية كما سيشهد تنظيم ندوة حول السينما و الهجرة بأنواعها الشرعية وغير الشرعية إلى جانب أفلام موجهة للأطفال، و سيكرم خلاله عميدي السينما الجزائرية الراحلان عمار العسكري و بن عمارة بختي إلى جانب الفنان العالمي عمر الشريف. وأضاف أن هذا المهرجان سيؤسس لحضور سينمائي عربي متوسطي يضاف إلى البعد العربي الذي يكتسيه مهرجان وهران للفيلم العربي. من جانب آخر أكد عز الدين ميهوبي أن قطاعه سيعيد النظر في ترتيب بعض الأولويات وفقا لقرار مجلس الوزراء الأخير برئاسة رئيس الجمهورية، القاضي بترشيد النفقات. وأوضح أن ترشيد الإنفاق يعني تحديد النفقات المتناسبة مع حجم الفعاليات وفق رؤية مدروسة. وأضاف ان المرحلة القادمة ستقتضي انتهاج أسلوب آخر في التعامل مع تنظيم الفعاليات الثقافية و الفنية من خلال تقليص مدة الفعاليات، دمج المهرجانات المتشابهة في المواضيع والتي تضم نفس المشاركين و المتقاربة في التوقيت ضمن مهرجان واحد ذو قيمة و ثقل على الساحة االثقافية، بالإضافة إلى إعادة برمجة المهرجانات السنوية بحيث تقام مرة كل سنتين.
وأكد أن التّرتيبات المذكورة لا تعني إطلاقا إلغاء مهرجانات و إنما إعادة نظر في التوقيت و الكلفة.