معالجة مدراء التربية والولاة لمشاكل العمال محليا مقرونة بإعطاء الصلاحيات لهم انتقدت مختلف النقابات المستقلة تصريحات وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد بشأن التهديدات التي أطلقها أول أمس خلال ترأسه لاجتماع مع مديري التربية لمنطقة الشرق خصوصا حينما أكد بأنه لن يتسامح مع الأساتذة والمساعدين التربويين التابعين للقطاع الذين يكررون التغيب عن وظائفهم الشيء الذي اعتبروه بغير المنطقي على اعتبار أن الأستاذ والمساعد التربوي يعتبران من بين العمال المنضبطين والملتزمين في عملهم قياسا بقطاعات أخرى. كما ثمنت النقابات أمس في تصريح ل"اليوم" تعليمة الوزير بمنع النهائي لتحويل طلبة الشعب الرياضية والتقنية إلى شعب أخرى شريطة ضمان عملية توجيه جيدة وإيلاء أهمية قصوى لهذه الشعب وتصحيح الأفواج التربوية وعدم إرغام التلاميذ على دراسة مادة لا يفقهون فيها شيئا، في حين رأت إعطاء حل مشاكل عمال القطاع للولاة ومدراء التربية محليا شيئا ايجابيا جدا بشرط أن يكون مقرونا بما مدى إعطاء هؤلاء الصلاحيات الكافية. السناباست: على الوصاية أن تعي بأننا لسنا في ديكتاتورية وصف مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" قرار وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد بشأن طرد أساتذة القطاع بسبب الغيابات المتكررة من الوظيفة ابتداء من الموسم الدراسي المقبل بالقرار الغريب الذي لم تعهده البلاد ولا حتى دولة من الدول العربية والإسلامية المعروفة بمنظومتها التعليمية الراقية. قال أمس مزيان مريان ل"اليوم" إنه يتعين على وزير التربية الوطنية أن يعي جيدا بأننا لسن في ديكتاتورية وأن الجزائر ليست في جزيرة وكوكب من الكواكب المعزولة عن الأرض لأن كل القوانين التربوية والتعليمية المشرعة في البلدان العربية والإسلامية تكاد تكون متشابهة وبالتالي لا يعقل أن يفصل أستاذ من وظيفته بسبب غياب لثلاث مرات على التوالي وهو المعروف بانضباطه وسلوكه القويم قياسا بقطاعات أخرى كثيرة. ويرى مزيان مريان أن قرار بن بوزيد برمي الكرة لمدراء الولايات والولاة بشأن ما يحصل من مشاكل داخل القطاع ولاسيما مع مسألة الإضرابات إنما هي خطوة من خطوات المضي قدما في سيناريو عزل النقابات المستقلة لأن الوزارة في الوقت الحالي ليس لها إرادة كافية في مواجهة مزيد من المشاكل وتفعيل لغة التفاوض مع الشركاء الاجتماعيين الذي يملكون من الإمكانات النفسية والمعنوية والمادية لتجسيد الإصلاحات الفعلية التي تساهم في تجنيب هذا القطاع الحساس مزيدا من الإضرابات التي لا تخدم لا الأستاذ ولا التلميذ ولا الإدارة. ويعتقد مريان أن نقابة التربية بخرجاتها المعودة كل مرة كهذه تريد دفع النقابات المستقلة للقيام بردة فعل تكون مواتية لحبك سيناريو وكذا تأليب الإدارة العمومية ضدها ليشار إليها أنها هي صاحبة الفوضى والمشاكل في القطاع في الوقت الذي كان يتعين على الوصاية أن تأخذ بيدها باعتبارها شريكا اجتماعيا فاعلا خصوصا وإنها تملك الاعتماد وتسير حسب قوانين الجمهورية. واعتبر مريان أن تعليمة وزير التربية الموجهة لمديري التربية والمتعلقة بالمنع النهائي لتحويل طلبة الشعب الرياضية والتقنية إلى شعب أخرى من حيث المبدأ قرارا صائبا ويتماشى وتوجهات واحتياجات البلاد لكن شريطة أن تعطي الأهمية القصوى للمواد التقنية والشعب الرياضية من خلال توفير الإمكانيات اللازمة حتى لا ينفر منها التلاميذ كما كان الحال في الماضي القريب وليس بإصدار قرارات دون قواعد صلبة وإرغام جيل اليوم على دراسة مواد فهم في الأصل لا يرغبون في تحصيله . الكناباست: مشاكل الأساتذة مرتبطة مع الوزارة ولا يمكن حصرها محليا جزم بوديبة مسعود المكلف بالإعلام على مستوى النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" أن تصريحات بن بوزيد خلال ترأسه لاجتماع مع مديري التربية لمنطقة الشرق بأنها استفزازية وليس في محلها كون أن كل العاقلين يدركوا ويعون جيدا بأن أكثر الناس التزاما ومحافظين لعملهم هم الأساتذة والمساعدين التربويين متسائلا كيف للرجل الأول على القطاع بأن يهددهم بالفصل من وظيفتهم إذا غابوا ثلاث مرات على التوالي رغم أن القوانين واضحة بهذا الشأن. وأوضح بوديبة أن مشاكل الأساتذة مرتبطة مع الوزارة لان معظمها مشاكل وطنية محضة وليست محصورة في ولاية ما كما تبتغي الوصاية رسم سياستها ابتداء من الموسم الدراسي المقبل بهدف تفادي النقابات المستقلة وطنيا وحصرها محليا . وأشار بوديبة أن الوزارة إذا ما أرادت الاستقرار حقا في القطاع ما عليها إلا تشريح الأمور جيدا واستدعاء كل الشركاء الاجتماعين ومعالجة المشاكل العالقة بكل صراحة بعيد عن الديماغوجية . الانباف: إعطاء الأولوية في حل مشاكل عمال القطاع للولاة ومدراء التربية متوقف على إعطائهم كل الصلاحيات ثمن مسعود عمراوي المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين التوجيهات التي قدمها بوبكر بن بوزيد لمدراء التربية لمنطقة الشرق حين حثهم على حل مشاكل عمال القطاع رفقة الولاة حيث اعتبر الخطوة إيجابية شريطة أن تعطى لهؤلاء الولاة ومدراء التربية الصلاحيات كل الصلاحيات الفعلية في اتخاذ القرارات على غرار حل مسألة الخدمات الاجتماعية التي كثيرا ما تهرب منها الولاة. ودعا مسعود عمراوي أن يلعب كلا من مدير التربية والوالي مسؤولياتهما كاملة من خلال إعطاء وزير التربية الوطنية هذه الصلاحيات مثلا الوالي من أجل حل مشكل السكن الوظيفي والاجتماعي للأساتذة على اعتبار انه هو المخول بحل هذه المشاكل وليس الوزارة وبالتالي حصر المشكلة محليا وليس وطنيا. أما تعليمة المنع النهائي لتحويل طلبة الشعب الرياضية والتقنية إلى شعب أخرى التي وجهها وزير التربية الوطنية لمدراء التربية فتسأل عمراوي "هل من المنطقي أن نوجه تلميذا بمعدل 10 إلى شعبة الرياضيات دون الاحتكام إلى القرارات التي تستند إلى المعايير العلمية في ظل ضعف مستوى التلاميذ. ويعتقد عمراوي إنه في ظل ضعف عملية التوجيه التي يجب أن نضمن فعاليتها أكثر والإجراءات والأوضاع القائمة حاليا، فقد حكمنا على التلميذ نهائيا وقضينا عليه في السنة الأولى ثانوي. في السياق ذاته، انتقد عمراوي تصريحات الوزير فيما يخص تهديده بفصل الأساتذة والمساعدين التربويين المتغيبين لأكثر من ثلاث مرات، مشيرا إلى أن المشاكل لا تحل ولا تطرح بالتهديد رغم أن الكل يؤمن بأن الصرامة مقبولة خصوصا لدى الدول المتحضرة التي تطبق ولا تتلاعب بالقانون. موضحا بأنه على يقين من أنه لا يوجد موظف في الجزائر كرجل التربية في انضباطه واستقامته في العمل رغم ما يعاينه من مشاكل اجتماعية جمة. تنسيقية المساعدين التربويين: لو سلمنا بتصريحات الوزير فإن كل العمال سيفصلون من وظائفهم. من جهته، قال فرطاقي مراد منسق عام التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية بأنه إذا سلمنا على الإطلاق بتهديد وزير التربية الوطنية يفصل كل أستاذ ومساعد تربوي يغيب ثلاثة أيام متتالية عن عمله، فإن كل عمال القطاع سيفصلون من وظيفتهم وهو أمر غير منطقي على اعتبار أن هناك أشياء اسمها الإنذار والتوبيخ ومجلس التأديب. واعتبر فرطاقي مراد أنه لا يعقل أن لا يغيب أستاذ خلال الموسم الدراسي على غرار المساعدين التربويين الذين لم ينالوا شيئا طيلة 3 سنوات لا من حيث التصنيف ولا المهام ولا حتى التكوين رغم أن مشكلتهم مشكلة وطنية محضة.