يواصل أزيد من 30 عاملا بولاية الطارف احتجاجهم أمام مقر قاعدة الحياة اليابانية المكلفة بإنجاز الطريق السيار بمنطقة كبودة بلدية بن مهيدي بولاية الطارف تنديدا بقرارات الشركة التي أقدمت على إنهاء تعاقدها معهم بعد تجديده ثلاث مرات في مدة إجمالية تقدر بتسع شهور وهو ما لم يهضمه المحتجون واعتبروه إجحافا في حقهم وبرروا تصرف الإدارة بجلبها لعمال بدلاء من شرق آسيا وتحديدا عمالة فليبينية كانت تشتغل بالجزائر العاصمة. الاحتجاج الذي طوق بتعزيزات أمنية لوحدة الدرك الوطني ببن مهيدي التي راقبت عن قرب تحرك المعتصمين ستلحقه -حسب ما أدلى به المسرحون "للنهار"- حركة تصعيدية أخرى بقطع الطريق التي تم قطعها لحد الآن ثماني مرات في ظرف سنتين لنفس الأسباب المذكورة باعتبار أن شركة كوجال الملجأ الوحيد لبطالي الطارف. وسبق أن قامت المصالح المكلفة بالمشروع بإنهاء مهام التوظيف بالشركة وتعيين بدلها من الطارف في محاولة لامتصاص غضب المحتجين الذين اتهموها بالانحياز والتواطؤ بجلب اليد العالمة من ولاية عنابة وحرمان سكان المنطقة من فرص التشغيل، إلا أن إشكالية الاحتجاج تواصلت باتهام الشركة في التوظيف عن طريق المحاباة، حيث لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا ويسد الطريق الوطني الرابط بين عنابة والطارف من البطالين وتتدخل السلطات المحلية لإقناع المتظاهرين بالتراجع في انتظار تسوية وضعيتهم. وحسب مصدر وثيق من شركة كوجال اليابانية وكذا مكتب اليد العاملة، فإن الأولوية في التشغيل تمنح أساسا لشباب المنطقة المحيطة بالشركة سيما أصحاب الحرف اليدوية كالبنائين والسائقين، إلا أن الإشكالية المطروحة تكمن في الإطارات التقنية وذوي الاختصاصات التي لا تتوفر عند عموم البطالين مما يجعل الآمر ضروريا باستقدام كفاءات من الولايات المجاورة وحتى من دول أخرى وهي النظرة التي تتفق فيها مديرية التشغيل المكلفة بتوظيف الإطارات الجامعية حيث من الصعب إيجاد مناصب عمل بحكم غياب المؤسسات الاقتصادية مما أدى إلى جلب إطارات من خارج لولاية في اختصاصات معينة للأشغال العمومية في تسيير مشروع الطريق السيار بل وأدى بالمصالح المذكورة إلى التفكير في تشغيل تلك الإطارات بولاية عنابة حيث تتواجد المؤسسات الاقتصادية الكبرى. ويعاب على جهاز التشغيل بولاية الطارف غياب وكالة ولائية لليد العاملة تتولى توزيع حصص الوظائف وفق خطة عاجلة، تأخذ بعين الاعتبار التوازن الجهوي لبطالي الولاية.