تحولت اليوم حديقة الاستقلال إلى مرفق عام محترم تقصده العائلات و الشباب ليل نهار لقضاء وقت الفراغ، و الترويح عن نفسها من الضائقة التي يعيشها أهل مدينة الحروش في ظل نقص المرافق الترفيهية ، بعد سلسلة من الإصلاحات لإعادة تهيئتها، واستعادة وظيفتها الطبيعية بعد أن كانت وفي وقت ليس بالبعيد مكانا غير محترم و وكرا لمروجي المخدرات . أصبحت الحديقة العمومية بالحروش تستقطب العديد من المواطنين في الآونة الأخيرة، خصوصا العائلات بصحبة أطفالها وذلك للتنزه وقضاء وقت من الراحة والتسلية والترفيه عن النفس هروبا من الرتابة اليومية، وتتموقع هذه الحديقة الواسعة المتربعة على مساحة 3.5 هكتار بالمدخل الشرقي لبلدية الحروش بمحاذاة مسجد عمر بن عبد العزيز، وكان هذا المرفق في السابق وكرا تنتشر فيه الكثير من الآفات الاجتماعية وفضاء لرمي النفايات الصلبة والمنزلية، ليتحول إلى مساحة محمية فاتحة بواباتها الأربعة على مصارعها للزوار . ولتهيئة الحديقة لممارسة دورها الجديد ، تكفلت البلدية بإعادة بناء جدرانها المهترئة و إعادة تسييجها و تشجيرها و الاهتمام بمساحاتها الخضراء، الشيء الذي أضفى عليها منظرا، إذ قامت بتهيئة الأرضية وإنجاز ممرات للراجلين و تزويدها بالطاولات والكراسي لفائدة العائلات والمتنزهين الذين استحسنوا كل هذه الإصلاحات. كما قام المسؤولون المحليون في العهدة السابقة بتعميم الإنارة العمومية وإضاءة الحديقة ليلا لتمكين العائلات خلال فصل الصيف من قضاء وقت لطيف بعيدا عن حرارة البيت، و فتحت كذلك نقطة أمن بالحديقة للسهر على راحة الزائرين، بالإضافة إلى تزويدها بحنفيات عمومية للماء الشروب و أكشاك تجارية كالمقهى وبيع المثلجات وجعلها في متناول الراغبين في إقامة هذه الأنشطة التجارية الخفيفة. وتحوي حديقة الاستقلال على مسرح للهواء الطلق يحتضن بين الفينة و الأخرى استعراضات وحفلات فنية ، الى جانب ميدانين لرياضة الكرة الحديدية تلقى رواجا لدى سكان المنطقة، فيما يفضل البعض لعب الشطرنج أو تبادل أطراف الحديث وسط النسيم العليل الذي يدغدغ وجناتهم، أو الاستمتاع بعذوبة الألحان والنغمات التي يعزفها بعض الشباب الهواة والتي تأخذهم بعيدا فتنسيهم عناء يومهم و مشاقه، كما تتوفر الحديقة على روضة للأطفال تستقطب براعم المنطقة لتنشيطهم و إدماجهم و تحضيرهم لولوج عالم المدرسة.