مع اقتراب انتخابات الرئاسة المصرية التي تنطلق الأربعاء، تصاعدت الحملات التي تنظمها قوى وشخصيات سياسية مصرية بهدف الدعوة إلى عدم انتخاب أي مرشح ينتمي إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي اضطر إلى التنحي عن السلطة تحت وطأة الثورة الشعبية التي انطلقت في 25 جانفي 2011.ويأتي النشاط الأبرز في هذا الشأن من جانب حركة 6 أبريل التي كان لها دور بارز في إشعال الثورة.وأكد المتحدث باسم حركة 6 أبريل، محمود عفيفي للجزيرة نت أن أنشطة الحركة في هذا الشأن تغطي معظم محافظات مصر تقريبا وذلك بهدف توعية الشعب المصري بعدم انتخاب من ينتمون للنظام السابق.وقال عفيفي إن الحركة سبق أن نظمت حملة مماثلة خلال انتخابات البرلمان، مما ساهم بشكل كبير في النتيجة التي انتهت إليها هذه الانتخابات حيث شهدت فشلا ذريعا لرموز النظام السابق والمنتمين إلى الحزب الوطني الديمقراطي المنحل.وتتنوع أنشطة 6 أبريل في هذا الشأن بين مؤتمرات ومسيرات وندوات، فضلا عن مئات الآلاف من المنشورات التي توزّع في مختلف محافظات مصر بهدف حض الناخبين على عدم التصويت لرموز حكم مبارك وفي مقدمتهم الفريق أحمد شفيق .وعمل شفيق وزيرا للطيران قرابة عشر سنوات قبل أن يتولى رئاسة الحكومة التي شكلها مبارك عقب اندلاع الثورة على أمل النجاح في وأدها.ويؤكد عفيفي أن الحركة حرصت على تنفيذ هذه الحملات بعدما رصدت محاولات تضليلية تنفذها وسائل إعلام محلية مختلفة بهدف تحسين صورة فلول النظام السابق خصوصا أحمد شفيق، إضافة إلى عمرو موسى الذي عمل وزيرا للخارجية في عهد مبارك مدة عشر سنوات قبل أن ينتقل للعمل أمينا عاما لجامعة الدول العربية.وشهدت العاصمة القاهرة وكذلك الإسكندرية ثانية كبريات المدن المصرية حركة دؤوبة من أعضاء الحركة لتوزيع المنشورات التي تحض على عدم انتخاب الفلول.كما استخدموا فنون الرسم على الحوائط للتعبير عن الاستنكار بل والاستغراب لأن رموز النظام الذي ثار عليه المصريون ما زالوا يسعون للقفز على السلطة.وفي حي شبرا الخيمة بشمال القاهرة، نظم مئات الشباب سلاسل بشرية رافعين لافتات ضد "الفلول"، في حين سعى آخرون في عدد من أحياء القاهرة إلى تمزيق لوحات الدعاية الخاصة بشفيق وموسى.وقال المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة تامر القاضي إن مصر شهدت ثورة أسقطت النظام القديم، وبالتالي فمن "التبجح" أن يحاول رموز هذا النظام العودة إلى المشهد السياسي، مؤكدا أن من حق قوى الثورة منعهم من ذلك بشتى الطرق.من جانبه تقدم النائب عصام سلطان ببلاغ إلى النيابة العامة يتهم فيه أحمد شفيق بأنه استغل توليه رئاسة جمعية للعاملين بالطيران وقام ببيع أراض تابعة للجمعية، لعلاء وجمال نجلي الرئيس المخلوع وذلك بأسعار بخسة للغاية مما ساعد على توليه الوزارة في وقت لاحق. كما اتهم سلطان السلطات بتعمد استبعاد اسم شفيق من كل التحقيقات التي تتم مع رموز النظام السابق واعتبر أن ذلك يمثل نوعا من التزوير المبكر للانتخابات.ولفت في هذا السياق إلى شواهد أخرى منها توفير حراسات خاصة لمرافقة شفيق وقيام وسائل إعلام حكومية بالدعاية له، ومحاولة تحسين صورته والتعتيم على جرائمه سواء فيما يتعلق بإهدار المال العام أو بإشرافه على موقعة الجمل التي استهدفت متظاهري ميدان التحرير أيام الثورة.كما حاول عدد من العاملين بوزارة الطيران المدني عقد مؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين في القاهرة أمس السبت، تحت عنوان "حقيقة أحمد شفيق" بهدف تقديم مستندات قالوا إنها تثبت تورطه في وقائع لإهدار المال العام بمطار القاهرة خلال توليه وزارة الطيران.لكن أنصار شفيق قاموا بمهاجمة بعض المتحدثين ونشبت اشتباكات بين الجانبين انتهت بوقوع عدة إصابات وإلغاء المؤتمر.