أنهى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارة مفاجئة لأفغانستان، هدف من خلالها للدفاع عن خطته للانسحاب المبكر لقوات بلاده التي يصل قوامها إلى نحو 3400 فرد بنهاية العام الحالي قبل عامين من الجدول الزمني الذي حدده حلف شمال الأطلسي. وخلال هذه الزيارة التي استغرقت ثماني ساعات، تفقد هولاند القوات الفرنسية في قاعدة نجراب بولاية كابيسا في شمال شرق البلاد ثم اجتمع مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وتوقف قبل مغادرته كابل في السفارة الفرنسية حيث التقى فرنسيين بينهم عسكريون. وقال هولاند للصحفيين في مؤتمر صحفي في حديقة قصر الرئاسة "أوشكت مهمة مكافحة الإرهاب وتعقب حركة طالبان على الانتهاء وهو أمر بوسعنا أن نفخر به"، وأضاف أن الدور الفرنسي سيستمر ولكنه سيكون في صورة تعاون مدني. وأكد أن القوات الفرنسية المقاتلة ستنسحب من أفغانستان بحلول نهاية العام، مشيرا إلى أن جانبا آخر من القوات سيبقى بغرض مواصلة تدريب القوات الأفغانية. وكان هولاند قد تعرض لانتقادات لاذعة خلال قمة لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) مطلع الأسبوع في شيكاغو لدعوته إلى تسريع وتيرة سحب القوات الفرنسية من أفغانستان، وممن انتقده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إنها تريد انسحابا موحدا في إطار إستراتيجية الحلف الحالية. انسحاب منظم . وخلال تفقده للقوة الفرنسية في قاعدتها بولاية كابيسا تقدم هولاند بالشكر لعناصر هذه القوات لما بذلوه من جهد لفرنساولأفغانستان، ووعد بأن الانسحاب سيكون منظما وسيتم بتنسيق وثيق مع حلفاء فرنسا. وقال إن "الوقت حان لأن تفرض أفغانستان سيادتها، واعتبر أن خطر الإرهاب لم ينقشع بعد ولكنه تضاءل بدرجة ما". وفي إشارة إلى مطالبة فرنسا بتقديم نحو مائتي مليون دولار سنويا في إطار التمويل الطويل الأجل لأفغانستان بعد عام 2014 أشار هولاند إلى أنه لن يلتزم بأي مبالغ حتى تتضح أوجه إنفاق هذه الأموال. ويقوم هولاند بجولات خارجية منذ تنصيبه رئيسا للبلاد في 15 من الشهر الجاري خلفا للرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي ويسعى إلى الإسراع بوتيرة سحب القوات الفرنسية في أفغانستان، وقال مكتب الرئيس الفرنسي إنه سيتعهد بالإبقاء على اتفاقية التعاون الطويلة الأجل التي أبرمت مع كابل في وقت سابق من العام الجاري.