سجلت أسعار مادة البطاطا، ذات الاستهلاك الواسع، أدنى مستوياتها يوم، أمس الجمعة، موعد السوق الأسبوعي لمدينة الوادي، حيث لم يتجاوز سعر النوعية الرفيعة جدا منها ال 8 دج وتتراوح بقية الأسعار بين ال 5 إلى 7 دينار مما جعل العديد من مربي الحيوانات يفضلون تقديمها كعلف للأبقار بشكل خاص. وقد أثار التدهور الكبير لأسعار هذه المدة حالة من القلق والخوف بلغت حد الكارثة لدى بعض المزارعين الذين راهنوا على موسم البطاطا بعد غلائها الشتاء الماضي، وناشد المنتجون المتضررون من هذه الأسعار المتدنية والتي لا تغطي تكاليف الزراعة والحصاد والرعاية تحت الأرض الوزارة الوصية التدخل وبشكل جدي لمعالجة مشكلة البطاطا الفلاحين هذه المرة من خلال البحث عن صيغ لإمكانية إحداث تعويض أو قروض ينقذ بها المزارعون أنفسهم الفترة اللاحقة حتى يتسنى لهم مواصلة الاستثمار في إنتاج البطاطا. المتابعون لحركة سوق البطاطا بالوادي التي تعد من الولايات الرائدة في إنتاج هذه المادة الغذائية، حيث يغطي المنتوج الموسمي 140 بالمائة من احتياجات الولاية، يرون أن تدهور الأسعار مرده إلى كثرة الإنتاج، حيث اقتحم عالم إنتاج البطاطا معظم البطالين والفلاحين بمدينة الألف قبة كون ربحها سريع ولا ينتظر المستثمر أكثر من 3 أشهر لاسترجاع رأس المال والفائدة. هذه الوفرة في الإنتاج وافتقار الوادي إلى العدد الكافي من غرف التبريد التي تستوعب المنتوج الزائد وحالة الطقس المتميزة بشدة الحرارة عوامل، ساهمت في تدني الأسعار خاصة أن البطاطا تزرع مرتين في العام الواحد على مستوى الوادي، الأولى في سبتمبر وتحصد خلال ديسمبر والثانية في أفريل وتحصد شهر جوان، فيما يقدر العدد الإجمالي للمنتجين المحصيين على مستوى مديرية الفلاحة بحوالي 4000 منتج ويتجاوز الرقم الحقيقي والفعلي ذلك بكثير. وأمام هذه الوضعية التي من شأنها أن تهدد الموسم المقبل في حالة عزوف المنتجين عن الإنتاج، طالب العديد من المهتمين بعالم الفلاحة والإنتاج بالوادي وزير الفلاحة الجديد، رشيد بن عيسى، الحضور للوادي لتقويم مسار مديرية المصالح الفلاحية بالدرجة الأولى والتكفل بمشكلة البطاطا ثانيا.