التقى مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر في القاهرة، عددا من قيادات الحراك اليمني الجنوبي المقيمة في المنفى وبحث معهم مسالة مشاركتهم في الحوار الوطني المزمع عقده في اليمن، بحسبما افاد مشاركون في الاجتماع لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم السبت.وغاب عن الاجتماع نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض بينما حضره الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد والرئيس الأول لحكومة الوحدة حيدر ابو بكر العطاس، وتم البحث في اراء هذه الشخصيات حول الحوار الذي يفترض ان ينطلق خلال الاسابيع المقبلة.وبحسب مشاركين في اللقاء، تقدم قياديو الخارج في الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن الشمال (او بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي بالنسبة لبعض فصائله)، بوثيقة تمثل "اجراءات الحد الادنى" المطلوب اقرارها كي يشارك الحراك الجنوبي بكافة مكوناته في الحوار الوطني.وتضمنت الوثيقة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها عدة مطالب منها "الاعتراف الصريح بحق شعب الجنوب فى تقرير مصيره" و"عدم التعرض للحراك الجنوبي السلمي" و"الاعلان عن اعتبار من سقطوا فى ساحات النضال السلمي فى الجنوب شهداء يتم تعويض اسرهم" و"الافراج عن ماتبقى من المعتقلين".كما تضمنت الوثيقة القبول بمبدأ "الحوار الجنوبي الشمالي" بالمناصفة بين الطرفين واعتبار "القضية الجنوبية قضية سيادية تتعلق بقضية الوحدة المعلنة بين دولتي الشمال والجنوب".وطالبت الشخصيات بعقد جلسات الحوار بشان القضية الجنوبية خارج اليمن برعاية مجلس التعاون الخليجي او الجامعة العربية او الاممالمتحدة.وقال احد المشاركين في اللقاء ان جمال بن عمر القى كلمة امام الحاضرين البالغ عددهم 31 شخصا قال فيه انها "اول مرة يكون هناك اعتراف من قبل الجميع، حزب الاصلاح (الحزب الاسلامي الرئيسي الشريك في الحكومة وقائد المعارضة سابقا) والحزب الاشتراكي (الحزب الحاكم سابقا في الجنوب) انه قد آن الأوان لايجاد حل عادل للقضية الجنوبية وهذا بنظري تقدم ومكسب للحراك".لكن بحسب هذا المشارك الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فان بن عمر اوحى للقادة في الحراك ان انفصال الجنوب او حقه بتقرير مصيره "ليس مطروحا الآن" لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.ويفترض ان يقود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حوارا وطنيا بموجب اتفاق انتقال السلطة لتعديل دستور البلاد وحل القضايا الشائكة الرئيسية من القضية الجنوبية والتمرد الحوثي الشيعي في الشمال.وكان جنوب اليمن مستقلا حتى العام 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه.وفي 1994، قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب.