بعضهم يفضل متابعة ملفات القطاع وآخرون يبحثون عن الراحة بجنب الأهل بعد سنة كاملة من العمل، يجد كل عامل نفسه بحاجة إلى عطلة يستجمع فيها طاقاته ويتفرّغ لأمور منعه انشغاله بالعمل من القيام بها، فهل حال وزراء حكومتنا كحال عامة الموظفين، أم أنهم محرومون من هذا الامتياز؟ وزراء تحدثوا بإسهاب عن كيفية قضائهم للعطلة، وآخرون كانوا في قمة الغضب بعد أن كشفنا لهم عن نيتنا في "التجسس" عليهم، غير أن الإجماع كان على أن الفترة التي حدّدها الرئيس بوتفليقة غير كافية، بعد أن قرّر القيام بجولات ميدانية خلال الصائفة الجارية... هي آراء تباينت من وزير لآخر... فمنهم من قرر البقاء في المكتب، خاصة المنصبين الجدد منهم، ومنهم من سيزور مسقط رأسه وعائلته خلال أيام، ويقضي أخرى في أماكن تعوّد على زيارتها، فيما تعذر معرفة ما يخفيه بعض من وزراء الحكومة في الكواليس الشخصية. احمد أويحي: آلة على رأس الحكومة و ليس رئيسا لها قال مقربون من رئيس الحكومة أحمد أويحي أن الوزير يؤدي مهامه على رأس الجهاز التنفيذي مثل" الآلة"، حيث يدخل مكتبه على الساعة السابعة صباحا، و إن تأخر فإن التأخر يكون بربع ساعة فقط ليغادره في التاسعة ليلا، ومنذ سماع الوزراء و إطارات الحكومة بخبر عودة أويحي لمهامه كرئيسا للحكومة، أكدوا أن صائفة 2008 لن تمر بسلام إلى درجة أن وصفوها بالصائفة "السوداء"، كون أويحي معروف و شائع عليه بإلزام أعضاء الحكومة بإعداد الملفات ذات الوزن الثقيل حول كل قطاع على حدا للاطلاع عليها. أويحي ليس لديه أصدقاء و إنما رفقاء، حسب ما يرويه عنه مقربوه الذين قالوا أن المرحوم محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم سابقا كان معجب بمستوى أداء أويحي إلى درجة الجنون، و هو أول من شبهه ب "الآلة" و كان يؤكد في كل مرة يزور فيها مكتب أويحي آنذاك يجده بصدد تناول وجبة خفيفة "ساندويتش" تفاديا لضياع الكثير من الوقت. و عن كيفية قضاء أويحي سهراته، أكد مقربوه أنه يقضي لياليه بسماع أغاني مطرب الشعبي العنقة، فيما يطلع على أخبار أبناء الوطن عن طريق العائلة التي تعد له مختصرات يومية عن أهم المستجدات الحاصلة في البلاد، لكن الأمل الوحيد الذي لا يزال عالقا لم يستطع تحقيقه و لن يستطيع تحقيقه-حسب تصريحات مقربيه- هو العيش بين أحضان أبناء المدنية و لو لفترة وجيزة غير أن التهديدات الإرهابية التي طالته حالت دون جعل الأمل حقيقة. بلخادم وشواطئ تلمسان.. الموعد كل صيف يجمع رئيس الحكومة السابق، عبد العزيز بلخادم، عدته مع كل صيف ليقصد شاطئ العربي بن مهيدي بولاية تلمسان، المحاذي للحدود الجزائرية المغربية، حيث يتنقل إليه رفقة جميع أفراد عائلته، وحتى بعض الأقارب، يحجزون لأنفسهم في خيم خاصة بعيدا عن أنظار الفضوليين والمارة. ويقول مقربون من رئيس الحكومة إنه نادرا ما يلاحظ على الشاطئ، حتى أن المكان الذي يتواجد به لا يعرف أصحابه أنه به. رحماني وزير السياحة.. بعيد عن السياحة قالت مصادر قريبة من وزير السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم، شريف رحماني، إن هذا الأخير وبالرغم من أنه وزير للسياحة إلا أنه نادرا ما يخرج في سفريات للراحة أو التنزه، كما يفعل زملاؤه في الحكومة. كما أنه لم يستغل منصبه ولو لمرة واحدة كوزير للسياحة ليستفيد من عطلة، سواء داخل الوطن أو خارجه، حيث لم يغادر السنة الفارطة أرض الوطن وبقي في إقامته الخاصة بالولاية رقم 49 أو ما يعرف عند الطبقة الحاكمة بنادي الصنوبر طوال فترة راحته، حيث يلعب الشطرنج رفقة بعض أصدقائه. أما هذه المرة فتقول مصادرنا إنه لم يأخذ إجازته السنوية بعد، وإلى ذلك الحين يبقى منكبا على تسوية ملفات وزارته العالقة. وزير الشؤون الدينية، غلام الله:"العطلة أمر شخصي خاص ولا يمكنني اطلاع أي كان عليها" أبو عبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، رفض تقديم تفاصيل عن عطلته الصيفية ورد قائلا بلهجة غاضبة "هذه أمور شخصية ولا يمكنني اطلاع أي كان عليها. العطلة خاصة بكل شخص، ومن المفروض أن لا يتدخّل فيها أشخاص لا تعنيهم". هكذا كان رد غلام الله عن سؤالنا حول طريقة قضائه لعطلته الصيفية، وربما هي الطريقة الدبلوماسية لدى غلام الله لإخفاء مكان عطلته، التي لن تتجاوز هذه السنة 15 يوما. لكن الذين يعرفون غلام الله وعايشوه عن قرب، قالوا ل "النهار" إنه يفضّل مساء خلال فصل الصيف، لاسيما العطل، لبس ملابس رياضية وقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام، وهي الرياضة التي يفضّلها غلام الله الذي تستهويه البذلة الرياضية للفريق الوطني لكرة القدم، وعادة ما يقوم بأداء هذه الرياضة في ساعة متأخرة من المساء على الشريط الساحلي لإقامة الدولة دون أن يعرفه أحد، لأنه يكون قد تخلّص نهائيا من بذلته الرياضية. وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد:"العطلة في العاصمة رفقة الوالدة أغلى متعة خلال الصيف" ذكرت مصادر مقربة من وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، أن الوزير يفضّل قضاء عطلته السنوية بالبقاء بالجزائر العاصمة رفقة عائلته الصغيرة، لتلتحق به والدته التي تسهر على تدليله طيلة 15 يوما، بحيث تجتهد في طهي مختلف الأطباق التي يشتهيها ابنها أبو بكر، خاصة "الشخشوخة"، لكنه بالمقابل يبقى على اطلاع مستمر بما يحدث من مستجدات على الصعيدين الوطني والدولي، من خلال مطالعته اليومية للصحف الوطنية الناطقة باللغتين، العربية والفرنسية، وكذا مطالعته للصحف الأجنبية، من دون تخليه عن ممارسة كرة القدم بانتظام كبير، وهي الرياضة التي يقدّسها ولا يتخلى عنها حتى في أسوأ الظروف. كما أنه ملهم بمتابعة أخبار نجوم هذه الرياضة. لكن بن بوزيد لا يتوقف عند هذا الحد، بل يقوم بمتابعة كافة مستجدات وزارته من بعيد، خاصة ما تعلق بالدخول المدرسي، وذلك عن طريق الاتصال اليومي بإطاراته في الوزارة. وعليه، فإن الراحة بالمعنى الحقيقي لا تعرف طريقا لوزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، الذي يسير أزيد من 8 ملايين شخص في مختلف الأطوار التعليمية، أي ما يعادل ضعف سكان دولة تونس الشقيقة. وزير التكوين المهني، الهادي خالدي:"أضحي بالعطلة والعودة إلى حي باب الوادي صيفا أغلى متعة بجنب الوالدة" أفادت مصادر مقربة، أن الهادي خالدي وزير التكوين والتعليم المهنيين يضحي بعطلته السنوية من أجل السهر على أداء مهامه على أكمل وجه، من خلال العمل على استكمال مشاريعه ونشاطاته المكثفة، خاصة وأن التسجيلات المهنية قد انطلقت في شهر ماي الماضي وهي مستمرة لحد الساعة، تحضيرا للدخول المهني المقبل الذي سيكون في سبتمبر القادم. ويكشف مقربون من الوزير، أنه يفضّل أن يكون بجنب والدته خلال الصيف التي ينقلها إلى إقامته الخاصة. وعندما يستحيل ذلك لارتباطها برزنامة عائلية خاصة، يتنقل إليها الهادي خالدي شخصيا إلى حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة، حيث يجد متعته هناك، خاصة ليلا في مقاهي الحي الشعبي الذي تربى فيه. رحماني وزير السياحة.. بعيد عن السياحة قالت مصادر قريبة من وزير السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم، شريف رحماني، إن هذا الأخير وبالرغم من أنه وزير للسياحة إلا أنه نادرا ما يخرج في سفريات للراحة أو التنزه، كما يفعل زملاؤه في الحكومة. كما أنه لم يستغل منصبه ولو لمرة واحدة كوزير للسياحة ليستفيد من عطلة، سواء داخل الوطن أو خارجه، حيث لم يغادر السنة الفارطة أرض الوطن وبقي في إقامته الخاصة بالولاية رقم 49 أو ما يعرف عند الطبقة الحاكمة بنادي الصنوبر طوال فترة راحته، حيث يلعب الشطرنج رفقة بعض أصدقائه. أما هذه المرة فتقول مصادرنا إنه لم يأخذ إجازته السنوية بعد، وإلى ذلك الحين يبقى منكبا على تسوية ملفات وزارته العالقة. جعبوب يعشق جيجل ويحن في كل صيف لأيام الصبا يقول مقربون من وزير التجارة، الهاشمي جعبوب، إن الوزير مازال متمسكا بقضاء عطلته السنوية في منزله العائلي بمسقط رأسه في جيجل، لكن زيارته إلى دشرته لا تمر مرور الكرام وإنما يجدها كثيرون من أبناء قريته فرصة لا تعوض لطرح مشاكلهم وانشغالاتهم، ولو كانت سطحية، حتى يحلها لهم الوزير، وتكون الزيارات في أحيان كثيرة بدافع الفضول ولكسب وده والظفر برقم هاتفه.. لم لا؟ وزير الصحة، السعيد بركات:كان يقضي جلها بالواحات... بركات لم يتلق برقية الاستفادة من العطلة هذا الصيف كشفت مصادر مقربة من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، أن الوزير السعيد بركات لن يقضي العطلة الصيفية هذه السنة نظرا للمهام الجديدة التي أوكلت له، خاصة بعد استلامه لحقيبة وزارية جديدة. وقالت المصادر ذاتها أن المسؤول الأول عن القطاع الصحي الذي انتقل إلى الوزارة مؤخرا، لم يتلق أي برقية تحدد تاريخ عطلته، مما يؤكد أنه لن يتحصل على العطلة الصيفية هذه السنة، وأشارت إلى أن السعيد بركات خلال توليه لمنصب وزير للفلاحة والتنمية الريفية كان يتلقى مثل هذه البرقيات في نهاية جويلية ليتحصل على العطلة في شهر أوت، وقالت المراجع المقربة من الوزير أن هذا الأخير يقضي جزءا من عطلته في العاصمة، والجزء الآخر بمسقط رأسه ببسكرة في الواحات. ويفضّل الوزير السهرات التي يدعو فيها الأهل والأحباب بعيدا عن هموم الوزارة، لكنه لا يكاد ينفصل حتى في أوقات العطل عن هموم الحزب العتيد، حيث يبرمج جلسات مسائية للحديث عن "الخلاط" داخل الحزب، وهي الجلسات التي تكاد تغيب هذه المرة؛ لأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم لم يعد رئيسا للحكومة، ولأن مشاغله على رأس قطاع الصحة لم تترك له الوقت الكثير للحزب. وزير الداخلية، يزيد زرهوني:"رجل ظل بدون راحة.. يقدّم التعازي ولا يرى في الأعراس" "زرهوني رجل الظل".. هكذا قال عنه المقربون منه، لا راحة ولا عطلة باستثناء تلك الأيام التي يقضيها في باريس لمتابعة العلاج، فيما يقضي الأيام الأخرى بالجزائر بين مقر سكناه الكائن بأعالي حيدرة ومقر الوزارة، لدراسة الملفات العالقة. ويقول مقربون من وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، إن زرهوني لم يسبق أن لوحظ في حفلة أو عرس، أو ظهر للعيان، سواء في أيام العمل أو أيام الراحة، لأنه وبكل بساطة لا يهوى الخروج للأضواء، ومازالت عقلية رجل المخابرات تلازمه. كما يشهد له المقربون بأنه لا يفوّت فرصة تقديم التعازي في حال موافاة المنية لذوي الحقوق، هو الواجب الذي يحرص رجل الدولة على تأديته... "زرهوني اليوم هو زرهوني الأمس والغد"، هكذا قالوا. وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى:"لا عطلة.. ولا هم يحزنون" كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الفلاحة والتمنية الريفية، أن وزير القطاع، رشيد بن عيسى، محروم من قضاء عطلته هذه الصائفة، كونه منهمكا في تحضير ملفات من الوزن الثقيل سيعرضها على طاولة نقاش الحكومة لاحقا، كما أن تعيينه على رأس القطاع لم تمض عليه فترة طويلة، لذلك يستحيل عليه التفكير في مثل هذه الأمور في الوقت الراهن. وقال المصدر معبرا عن ذلك "لا عطلة.. ولا هم يحزنون". وزيرة الثقافة خليدة تومي:"ماعنديش عطلة.. أنا على رأس قطاع حساس" أجابتنا وزيرة الثقافة خليدة تومي، بنبرة حادة وعصبية وبسلسلة عبارات غير مترابطة "ليس لدي عطلة خلال الصيف، أنا عضو في الحكومة وعينت فيها من أجل أداء مهامي على أحسن وجه، وليس من أجل التفكير في التنزه والراحة والاستجمام... أنا لم أستفد من عطل في وقت سابق حتى أستفيد منها اليوم وأنا على رأس قطاع حساس، والدليل على ذلك أنا أحدثكم والاجتماع الذي أرأسه لم ينته بعد، فأؤكد لكم للمرة الثانية والأخيرة (أنا ماعنديش عطلة) وإن أردتم التأكد من ذلك اتصلوا بمستشاري السيد سيدي موسى، وأرجو منكم أن لا تعاودوا الاتصال بي مرة أخرى".