احتجزت السلطات التركية أربعة جنرالات متقاعدين؛ انتظارًا لمحاكمتهم في إطار تحقيق بشأن الإطاحة بحكومة قادها الإسلاميون عام 1997 ، ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من لقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان مع أحد الجنرالات المدانيين، في خطوة تهدف على ما يبدو لإصلاح العلاقات مع الجيش. وأدى احتجاز الجنرالات السابقين الأربعة بجانب اعتقال عشرات الضباط الآخرين إلى اتساع نطاق تحقيقات قضائية تخضع لها المؤسسة العسكرية، التي كانت يومًا أقوى المؤسسات في تركيا، ولكن تقلص نفوذها بشكل كبير في العقد الماضي. وجاء اعتقال الأربعة، رغم انتقاد أردوغان لاحتجاز المئات من ضباط الجيش لفترات طويلة، قبل محاكمتهم بتهمة التآمر، مما يشير إلى سعيه لإعادة بناء العلاقات مع المؤسسة العسكرية. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، انتقد أردوغان أيضًا اتهام رئيس سابق لهيئة أركان الجيش بالانتماء لجماعة إرهابية، وقام بزيارة جنرال مريض في المستشفى، وهو أحد المدانين بالتآمر عليه. وفي فبراير عام 1997، وجّه مجلس الأمن القومي الذي يهيمن عليه الجيش تحذيرًا قويًا إلى رئيس الوزراء آنذاك، نجم الدين أربكان، مؤسس تيار الإسلام السياسي في تركيا، متهمين حكومته بتبني سياسات تقوض الدستور العلماني للبلاد. ووصف بعض المعلقين هذه الحقبة في تركيا بأنها "انقلاب ما بعد الحداثة"؛ حيث مارس الجنرالات الضغط من وراء الكواليس، لإجبار أربكان على الاستقالة بعد أربعة أشهر بدلا من التدخل المباشر، الذي شهدته ثلاثة انقلابات صريحة في أعوام 1960 و1971 و1980. وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية: "إن الضباط الأربعة احتجزوا الليلة الماضية"، وأضافت أنه تم استدعاء ستة ضباط متقاعدين آخرين للاستجواب في مكتب مدعي عام أنقرة، اليوم الخميس.