توفي المدرب المعروف مراد عبد الوهاب، الذي ارتبط اسمه بنادي شباب بلوزداد، أول أمس، في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، مخلفا أسى وحزنا عميقين لدى زملائه المدربين وجميع الرياضيين ممن عرفوه سواء من قريب أو من بعيد. وقد خيم الحزن على معاقل شباب بلوزداد الذي يعتبر المرحوم أحد صانعي أمجاده بمشاركته في مختلف الألقاب التي تمكن الفريق من الحصول عليها خلال الفترة التي كان فيها المدرب الراحل يشرف على التشكيلة البلوزدادية، حيث صنع الحدث، وكان حديث العامة والخاصة من الناس الذين تناسوا الفوز الذي عاد به فريقهم من خارج القواعد. مراد عبد الوهاب توفي عن عمر يناهز 58 سنة، تاركا وراءه سجلا حافلا بالإنجازات، فبغض النظر عن حجم الأندية التي أشرف عليها في مسيرته الكروية والتي يتقدمها شباب بلوزداد الذي يعد من أبنائه، يدرك الجميع أن المدرب الراحل يعد من بين صانعي ملحمة 1990 ، حيث أنه كان حاضرا في الطاقم الفني للمنتخب الوطني الذي أحرز كأس إفريقيا للأمم الوحيدة لحد الآن، كما أنه كان في الطاقم الفني للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم التي جرت سنة 1998 ، لكن الخضر آنذاك لم يوفقوا ولم يساعفهم الحظ في بلوغ مبتغاهم. ويجمع جميع من ربطتهم علاقة بالمدرب الراحل أنه إنسان خلوق قبل كل شيء، لا يسمع منه إلا كل ما هو مفيد للغير، مجتهد في عمله خاصة عندما يتعلق بفريقه الأول شباب بلوزداد، حيث أنه كثيرا ما وبخ اللاعبين المتساهلين لرغبته في حفظ الانضباط والإبقاء على روح المجموعة. وهو من المدربين الجزائريين الأوائل الذين نادوا بضرورة إصلاح أوضاع كرة القدم الجزائرية، كما كان دوما يصر على ضرورة منح الفرصة للشبان لأنهم يمثلون المستقبل، حاز على احترام الجميع وتقديرهم، بدليل الدورة التي أقيمت على شرفه مؤخرا، والتي عرفت مشاركة عدد معتبر من اللاعبين القدامى والمسيرين والمجربين الذين ربطتهم علاقة بالرجل. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم جميع أفراد طاقم جريدة "النهار" بتعازيهم الخالصة لعائلة المرحوم داعين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون