اكتشف مسبار "كوريوزيتي" الأمريكي آثار بحيرة مياه عذبة على كوكب المريخ. وتقول معلومات أولية إن هذه البحيرة كانت موجودة في فوهة "غيل" بالقرب من خط استواء الكوكب الأحمر خلال عدة آلاف سنة منذ نحو 3،7 مليار عام. وقام العلماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بتحليل عينات من الأحجار التي أخذها مسبار "كوريوزيتي" واكتشفوا أنها تحتوي على آثار العناصر الكيميائية الرئيسة وبينها الكربون والأكسيجين والهيدروجين والنيتروجين والكبريت. ويؤكد العلماء إمكانية أن تكون بكتيريات تحصل على الطاقة بفضل أكسدة المركبات اللاعضوية قد سكنت البحيرة. وتعيش بكتيريات مماثلة على الأرض في الأماكن الخالية من ضوء الشمس في الكهوف والينابيع الحارة في قاع المحيط. ورغم ذلك سارع الباحثون إلى الإعلان عن العثور على آثار الحياة على كوكب المريخ. وقال البروفيسور سانجيف غوبتا من إمبريال كوليدج لندن إن العلماء لم يجدوا أدلة على وجود حياة قديمة على سطح المريخ. بل كشفوا أن إحدى البحيرات الموجودة في فوهة "غيل" والتي كانت على الأقل ملائمة لحياة مكروبية. وهذه خطوة كبيرة إلى الأمام في دراسة كوكب المريخ. وكان الباحثون قد حددوا سابقا أن الجزء الرئيسي من الغلاف الجوي اختفى من كوكب المريخ منذ 4 مليارات عام. أما الأرض فوضعها معاكس تماما، الأمر الذي أتاح للعلماء الاعتقاد أن الماء اختفى من المريخ في آن واحد مع الجو. يذكر أن مسبار "كوريوزيتي" قام بالهبوط على كوكب المريخ في اوت عام 2012. وقد أنفقت وكالة "ناسا" 2،5 مليار دولار على تنفيذ برنامجها الخاص بالمريخ. ومسبار "كوريوزيتي" مزود بمختبرين علميين وأجهزة أخرى بما فيها كاميرا عالية الدقة. ويهدف عمل مسبار "كوريوزيتي" الذي يعد من أكبر وأحدث المركبات المخصصة لدراسة المريخ إلى البحث عن آثار الحياة والماء على الكوكب الأحمر.