اكد المؤرخ الفرنسي بن يمين سطورا اليوم بالجزائر العاصمة ان السلطات الفرنسية مطالبة بتقديم اجابة سياسية على اغتيال المناضل المناهض للاستعمار موريس اودان في جوان 1957 و ذلك على ضوء المعطيات الجديدة التي جاءت في كتاب الحقيقة حول وفاة موريس اودان. و اوضح بن يمين سطورا خلال لقاء نظم بمقر يومية ليبرتي ان كتاب الصحفي الفرنسي جون شارل دينيو الذي صدر في فرنسا خلال شهر يناير يتضمن شهادات تشمل عناصر حول احداث مثيرة و خطيرة و التي يجب ان تدفع السلطات السياسية الفرنسية الى تسليط ضوء الحقيقة على وفاة موريس اودان. و اشار المؤرخ و المتخصص في تاريخ الجزائر الى ان الرواية التي جاءت في هذا الكتاب حول وفاة اودان جد مهمة لكون الارشيف حول جرائم الدولة لا يكشف اي سر في غياب اوامر مكتوبة حول الاغتيالات او المجازر. و اضاف هناك اسماء القتلة و الطريقة التي اغتيل بها موريس اودان والمكان الذي دفن فيه و الذي اعطى الامر باغتياله فهي اذا اشياء كثيرة جديدة فالسلطات الفرنسية لا يمكن ان تكتفي بالقول لا نعرف اذ يجب توضيح الحقيقة و كذلك التحقق من تلك العناصر و تحديد مسؤولية كل واحد. و يرتكز كتاب الحقيقة حول وفاة موريس اودان الصادر عن منشورات ايكواتور على شهادة السفاح اوساريس الذي توفي في اواخر سنة 2013 الذي يعترف بانه اعطى الامر بقتل الشاب اودان بامر من مسؤوله المباشر الجنرال ماسو. كما اشار الجلاد الفرنسي في شهادته الى المكان الذي دفن فيه اودان في قبر جماعي يقع بين القليعة و زرالدة في الضاحية الغربية للجزائر العاصمة. ويرى سطورا ان هذا الكتاب يعطي كذلك اسم المنفذ الذي طعن المناضل الشيوعي وهو يعيش -حسب رايه اليوم في فرنسا. و حسب الرواية الرسمية الفرنسية فان موريس اودان يكون قد اختفى في ال10 جوان 1957 بعد ان فر من المكان الذي كان محتجزا فيه. كما سبق لوزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان ان صرح بعد صدور الكتاب ان الحكومة الفرنسية ستعمل كل ما في وسعها للمساهمة في اظهار الحقيقة حول وفاة موريس اودان, و هي التصريحات التي نقلها الموقع الفرنسي للاعلام ميديا بارت. و في معرض تطرقه لمسالة اعتراف فرنسا بالجرائم الاستعمارية اعتبر بن يمين سطورا ان هذه الاخيرة يجب ان تتم انطلاقا من احداث ملموسة على غرار مجازر 17 اكتوبر 1961 او استعمال الجيش الفرنسي لقنابل النبالم خلال حرب استقلال الجزائرو ليس بطريقة ايديولوجية. و علاوة على هذه المسائل تطرق بن يمين سطورا خلال هذا اللقاء الى العلاقة بين الذاكرة و كتابة التاريخ على ضوء كثرة الشهادات الفردية للفاعلين خلال حرب استقلال الجزائر. كما اعتبر السيد سطورا ان كثرة الشهادات و كذا الوثائق السمعية و البصرية حول تلك الحقبة لاسيما بفضل الانترنت اصبحت تشكل اليوم تحديا للمؤرخين الذين يجب عليهم كما قال اخذ مساحة نقدية من اجل المقارنة مع المصادر الكلاسيكية التي يمثلها الارشيف.